حارة دكرور والمحامي

حارة دكرور والمحامي

0 المراجعات

#الجزء_الاول
#حارة_دكرور 
لا اجد مسمى لما يحدث سوى "الهدوء الذي يسبق العاصفة"
قتيل ملقى على الارض يلتقط انفاسه الاخيرة، جرح قطعي بجانب الرقبة، دماء تتدفق بغزارة جعلت منها وسادة تحت رأسه، وفي ذات التوقت يستمر ما يحدث عند مدخل الحارة، هرج وصرخات وتهافت على شئ ما.
ـ بقولك ايه.. اقفل اللاب توب ده، مش عاوز اسمع حاجة، احنا لسه بنقول يا هادي وفي اول اليوم قتيل ودم وقرف، اقفل يا عم الله يكرمك.
ـ اصبر بس.. اسمع باقي المقال، ده الصحفي اللي كاتبه شارح تفاصيل عن المكان اللي حصلت فيه الجريمة بطريقة هايلة.
..................................................................................................................................................................................................
في اللحظة اللي  داير فيها الحوار جوه اكبر مكتب للأستشارات القانونية الخاص بالمحامي المعروف "رفيق رزق الله"، كان واقف على مدخل المبنى اللي فيه المكتب شاب في نهاية العشرينات، كان في حالة غريبة، او بالتحديد في مجموعة حالات ملخبطين على بعض، قلق ممكن، او خوف من مجهول، ممكن برضه، بس الاكيد انه في حالة من التردد الرهيب، وده ببساطة خلاه يطلع  اول درجة وبعدها ينزلها مرة تانيه، كل شوية يبص بتفحص في هيئته وهو مشمئز، مع انه لابس بدلة ممكن نقول عليها معقولة، بس بالنسباله مش معقولة ابدا ومتهالكة بالنسبة لأي حد بيشوفه، واللي زود اشمئزازه لما قرب عند الاسانسير وشاف اللي داخلين واللي خارجين منه، كانوا لابسين براندات وبدل من احدث الموديلات، وقتها رجع يبص لنفسه ويقول بتريقة:
"ايه جابك يا صعلوك بين الملوك!!"
انتبه لما لقى بواب المبنى الضخم ومعاه فرد الأمن جايين ناحيته، طار برجليه على السلم بسرعة رهيبة لحد ما وصل الدور الاول ووقف،وقف قصاد باب من الازاز اللي بيقولوا عليه فرز اول، بينور في الضلمة، او هو شايفه كده.. فتحه بحرص شديد بنفس احساس التوتر والتردد ودخل..  بص حواليه، اتملكه الاندهاش، كان في عدد كبير من الشباب بكامل اناقتهم، تقريبا في نفس عمره، كانوا قاعدين على مكاتب قريبة من بعضها والفاصل بينهم حاجز بسيط، قصاد كل واحد منهم لاب توب، زانقين الشغل في كورونر وهاتك ياتدقيق وتركيز، فضل واقف مكانه لثواني وهو بيلف بعيون زايغة، مش عارف يبدأ منين او يروح فين، في اللحظة دي وصل لودانه صوت قريب لأتنين بيتكلموا،  واحد منهم كان بيبص في اللاب توب اللي قصاده وبيقول "هرج وصرخات بتهافت على شئ ما"
قاطع كلامه زميله اللي كان باصص عليه بجزء من راسه وقال:
ـ ما قولتلك كفاية مش عاوز اسمع ولا اعرف حاجة،  بلا شئ ما بلا بتاع.. خلينا نشوف الشغل اللي ورانا.
ـ استنى بس اكملك باقي المقال، وبعدين ياعم الفالح، المقال ده هو اساس اللي ورانا.
رد عليه باندهاش من اللي بيقوله مع عدم فهم:
ـ تقصد ايه؟.. انا لسه ماشربتش قهوة ومخي فاصل.
رد عليه وهو بيقفل اللاب توب على المقال اللي قصاده:
ـ معقول ماعرفتش اللي ناوي يعمله استاذ رفيق!!.. ده الموضوع انتشر ووصل عند كل المحامين تقريبا، لا وكل اللي وصلهم الخبر حاطين ايدهم على قلبهم، خايفين لا يرسى عليهم الحوار ويلبسوا في كارثة.
كل اللي بيشتغلوا تحت اسم مؤسسة "رفيق رزق الله المحامي".. عارفين دماغه السم في امور المحاماة، يبيع ابوه واللي خلفوه عشان ينجح ويفضل اسمه يدق زي الطبل وسط رجال الاعمال، ده غير السيولة والفلوس اللي تتجاب من اي حتة،  بس الحوار المرة دي كان مختلف خالص.. قبل ما يتكلم المحامي ويشرح لزميله عن الكارثة اللي بيتكلم عنها، لمح بطرف عينه الشاب اللي واقف متسمر ورا الباب، واللي لفت انتباهه اكتر تركيزه الشديد معاهم ومع كلامهم، بالبلدي كده كان بيتصنت عليهم.. قاطع ودانه وراميها عندهم، هز راسه بغمزة لزميله عشان يبص وراه، هز التاني راسه بعدم فهم، فكرر نفس الحركة.. وقتها انتبه لقصده من اللي بيعمله، فلف راسه وراه وشاف الشاب اللي واقف، وقفته واضحه له ولغيره، وقفة واحد بتقول انه محتاس حوسة عيل تايه في مولد، الشاب اللي بص حب ينقذه او على الاقل يفهم حكايته، رفع كف ايده وشاورله عشان يقرب منهم.
شاف الشاب الايد المرفوعة اللي بتشاورله بس ماكنش متوقع انه المقصود، ده خلاه يتوتر ويبص حواليه من باب التأكد ان هو المقصود، شاور بأيده على نفسه مع هزة راسه وهو بيحرك شفايفه "تقصدني انا؟"..
رجع المحامي اللي قاعد على مكتبه يشاورله لتاني او تالت مرة، قرب منهم بتردد وقلق بان تأثيرهم بحبات عرق على جبهته، وده على الرغم من ان الجو في المكان نسماته ترد الروح، وبمجرد ما وصل عندهم اتكلم المحامي وقاله:
ـ حضرتك واقف بقالك شوية ما بتتحركش من مكانك، ليك قضية في المكتب او طلب معين؟

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

articles

13

followers

2

followings

3

مقالات مشابة