أعظم إنسان في الوجود والعالم
إن أعظم إنسان في الوجود، منذ خلق الله الأرض وما عليها وحتى يرثها هو النبي العربي القرشي ،الهاشمي ،محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم ،أبن عبدالله ،بن عبد المطلب، بن هاشم ، بن عبد المناف ، بن حكيم بن مرة ،بن كعب ،بن لؤي ، بن غالب ،بن فهر ،بن مالك ،بن نضر ،بن كنانة ،بن خزيمة ، بن مدركة ،بن الياس ،بن مضر ،بن نزار ،بن قصي ،بن معد ،بن عدنان ،بن أدد ، وينتهي نسبه صلى الله عليه وسلم إلى أسماعيل، بن أبراهيم ، عليهما السلام وأمه آمنة بنت وهب بن عبد مناف ،بن زهرة ، بن حكيم ، الجد الخامس للرسول الكريم ، فهو من أشرف قبائل العرب ، وأرفعها نسبا فلما أصطفاه ربه وبعثه نبيا هاديا ، ورسولا كريما زادها شرفا ، وكفاها نسبا .
وكان ولادته اليوم ثاني عشر من شهر ربيع الأول الموافق يوم (عشرون ) نيسان من عام (٥٧١) ميلادي ، المعروف بعام الفيل .
وكانت ولادته عقب وفاة والده ، ففرح به جده عبد المطلب وسماه محمد ، إذ أن هذا الأسم لم يكن شائعا بين العرب، وقال يومها : إني لأرجو أن يحمده أهل الأرض كلهم .
وقد أرضعته في البداية : آمنة بنت الوهب ثم أسلمه جده عبد المطلب و أمه آمنة إلى حليمة بنت أبي ذؤيب السعدية كي ترضعه ولتحمله معها إلى الصحراء حسب عادات أشراف قريش ، كي يعيش ويترعرع في جو طليق حر وليتعلم الفصاحة والشجاعة .
وعندما بلغ الخامسة من عمره ، ردته حليمة السعدية إلى أمه في مكة ، حيث أخذت تشرف على حضانته أثناء غياب أمه بركة الحبشية .
وعندما بلغ الثامنة من عمره توفي جده عبد المطلب فكفله عمه أبو طالب ، وقد شب محمد صلى الله عليه وسلم في مكة ، حتى إذا ما بلغ مبلغ الرجال ، بدا معتدل القامة كثيف الشعر ، عريض ما بين الكتفين ،أبيض البشرة ، مشربا بحمرة ،أكحل العينين ، أدعجهما ، نظيفا ، حسن الهندام .
وقد منعته رجاحة عقله ، وحفظ الله له ، قبل حمل الرسالة ، من عبادة الأوثان ، وشرب الخمر ، وأكل لحوم ذبائح التي كانت تقدم كقرابين للأنصاب ، كما لم يشارك المشركين في لهوهم ، أو في سحرهم ، أو في حجهم ، أو في صلاتهم ، وكان إذا تحدث ، حاضر البديهة ، سريع الجواب ، كما كان وقورا ،أديبا ،شديد الحياء ، إلا في الحق ، وكان كثير التبسط والأنشراح ، مع أهله وأصحابه .
أشتهر بالمروءة والعفة وحسن الجوار ، والوفاء بالعهد ، والتواضع والجود ، والشجاعة ، والصدق ، والأمانة حتى لقب بالصادق الأمين .
وكانت رحمته البالغة بالبشرية عامة ، تدعوه للبكاء في أكثر الأحيان ، حزنا على هؤلاء الذين لا يستجيبون لدعوته ، ولا يؤمنون به .
وكان يحس على التمسك بحسن الخلق فيقول : (إنكم لن تسعو ا الناس بأموالكم ، فسعوهم بأخلاقكم ) .
ومن أقوال الرسول الكريم لعلي رضي الله عنه : (ألا أدلك على أكرم أخلاق الدنيا والآخرة ؟ : ( أن تصل من قطعك ، وتعطي من حرمك ، وتعفو عمن ظلمك ) .
وفوق هذا كله ، فقد كان النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم ، أعظم مصلح أجتماعي عرفته البشرية ، وأعظم قائد حربي ، خلده تاريخ ، فقد أستطاع أن ينقل أمم الأرض التي آمنت برسالته ، وأتبعت هداه من دياجير الظلام والظلم ، إلى نور الخير والعدالة والعلم ، فهو الذي أنقذها من شرب الخمور ، والتهتك والفجور ، والغش والكذب والمكر والسفور ، ووأد البنات ، وقتل النفس بغير الحق ، والتعامل بالربا ، وأكل أموال الناس بالباطل ، وظلم القوي للضعيف ، وأستعلاء الغني على الفقير ، والآمر والأمير على المأمور ، و أستعباد الإنسان لأخيه الإنسان ، والإغارة والسلب والنهب ، وأرتكاب الآثام والشرور ، وحولها إلى أمة واحدة ، كانت خير أمة أخرجت للناس ، تأمر بالمعروف وتنهي عن المنكر .
إنه بحر لا يمكن أن يحيط به و بمكنونه ، إلا خالقه ،الذي أصطفاه ، و أرسله مشعل الهداية و نورا ورحمة ، وأودع فيه من أسراره العلية ما أودع ، فكان في دنيا وآخرة أسمى ما خلق الله وأبدع ، فمنا لك يا رسول الله ، وأكرم خلق ، أفضل صلاة ، وأزكى سلام ، وجزاك الله عن المؤمنين أوفى الجزاء ، و أعظم الأجر .