الثروة المائية :الحق في الماء
قال تعالى :﴿وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ﴾
ما هو تعريف الثروة المائية ؟
يمكن تعريف الثروة المائية بكونها المورد الذي يمكن منه الحصول على كمية كافية من الماء لتلبية احتياجات الفرد و استخدامته اليومية الاساسية و الثانوية اضافة الى كونه مصدر لاستعمالات تهم البشرية كالزراعة و الصناعة .
ما هو الحق في الماء ؟
هو حق أساسي يضمن لكل مواطن تلبية حاجياته من الماء في كل مكان و زمان فلكل فرد الحق في الماء حيث يعتبر عنصرًا أساسي للتمتع بحياة كريمة هذا الحق يلامس العديد من الحقوق الأخرى مثل الحق في الصحة والحق في الحياة و احق في البيئة .
الحق في الماء و بقية الحقوق الاخرى :
لئن كان الماء يغطّي 71% من سطح الارض فهو يعد أحد أهم مقومات الحياة ،اذ تمثل المياه نسبة كبيرة من أجسامنا. ولهذا فإن البقاء من دون ماء يؤثر سلبا على وظائف الجسم سريعا و هو ما من شانه ان يهدد حق الانسان في الصحة وصولا الى حقه في الحياة فقد حذرت اليونيسف في سنة 2022 من كارثة يمكن انتلحق بالأطفال الذين يعانون الجفاف الشديد في أجزاء من أفريقيا قائلة "مهددون بكارثة وشيكة" حيث ارتفع عدد المتضررين من الجفاف في كل من إثيوبيا وكينيا والصومال و الذين لا يستطيعون الحصول على مياه صالحة للشرب من 9.5 مليون إلى 16.2 مليون في غضون خمسة أشهر.
الثروة المائية في تونس :
تم تصنيف تونس عالميّا في خانة القلق المائي بمعدّل حاجة للفرد 420 متر مكعّب و ذلك بحسب التقرير الوطني للمياه لسنة 2020، حيث تتميّز تونس بمناخ نصف جافّ، اذ تتراوح معدلات تساقطات الامطار بين أكثر من ألف مليمتر في بعض مناطق الشمال إلى أقل من 100 مليمتر في الجنوب سنويّا. ومع ذلك تعد تونس من أكثر المناطق المتوسّطيّة شحّا في المياه حيث تقدّر الاحتياطات المائيّة جوفيّة أو سطحيّة بحوالي 5 مليارات متر مكعّب (قدّرت في 1996 بـ4630 مليار متر مكعّب وهي الأضعف في منطقة المغرب الكبير).
ماهي ابرز الحلول لمقاومة ندرة المياه / الجفاف ؟
يعرف الجفاف بكونه تعرض منطقة ما لمستوى أقل من المتوسط من الأمطار،هذا لا يؤثر فقط على النباتات والحيوانات بل يشكل تهديدًا مباشرا على حياة البشر، فهو يعد كارثة طبيعية نظرًا للأضرار التي يسببها للنظام البيئي بأكمله و هو ما يدفعنا للبحث عن حلول لمقاومة هذه الكارثة.
1.تحلية ماء البحر :
تسمى ايضا بالإعذاب أو إزالة الملوحة و هي عملية صناعية تهدف إلى ازالة جزء من الاملاح الزائدة ليصبح صالح للاستهالاك فرغم أن 71% من سطح الأرض ماء، لكن معدل المياه العذب لا يتجاوز 0.003% ، هذه العملية تحتاج الى تقنيات متطورة تستهلك طاقة و موارد بشررية كبرى .
يوجد طريقتين لتلية المياه و هما :
- أولا : باستخدام الأغشية وتسمى أحيانا طريقة التناضج العكسي وهي تعمل بالكهرباء.
- ثانيا : باستخدام التبخير بالحرارة وتلك الطريقة معروفة باسم التقطير .
- 2.تجميع مياه الأمطار:
تسمى ايضا حصاد مياه الأمضار و هي طريقة ليست بحديثة تتمثل في تجميع مياه الأمطار في المناطق التي تشهد تهاطل متكرر و منتظم حيث تخزن المياه ليقع استخدامها في وقت لاحق و هي طرقة غير مكلفة بالمقارنة مع بقية طرق مقاومة الجفاف . فماهي طرق تخزين مياه الامطار ؟
أولا:جمع مياه الأمطار من أسطح المباني
تعتبر من أسهل الطرق و أكثرها استخداما في العديد من الأماكن حيث يقع بناء سطح المنزل بطريقة مائلة ، حتى تسمح للمياه بالانحدار ثم يقع تركيب أنابيب جانبية متصلة بخزانات مخصصة بتنقية و تنظيف المياه.
ثانيا : بناء السدود :
السد هو إنشاء هندسي يقام فوق واد أو منخفض الغاية منه تجميع المياه و الاحتفاظ بها لاستعمالها في المدى القريب و البعيد وهي طريقة متبعة في كثير من دول العالم و من أطول السدود في العالم هو سد نورك بارتفاع 300 متر الموجود في طاجيكستان .
ثالثا : حفر الابار :
من المسلمات التي لا يختلف عليها اثنان أن حفر الابار من انجع الوسائل لمقاومة الجفاف عبر التاريخ فهي مصدر رئيسي لاستخراج المياه الجوفية من داخل الطبقات.
بالرجوع إلى الحضارات القديمة ، نجد واحداً من أقدم وأشهر الآبار – بئر زمزم – تم حفره في زمن سيدنا إبراهيم عليه السلام، وقد أعيد حفره بعد أن طمرته الرمال على يد أبي طالب جد الرسول صلى الله عليه وسلم قبل البعثة، ويقع هذا البئر على بعد عشرين متراً من الكعبة الشريفة، ومياهه وموقعه المقدسين عند المسلمين جعلاه من أشهر الآبار عبر التاريخ إن لم نقل أنه أشهرها،
و مع التقدم التكنولوجي الذي شهدته البشرية، أصبح بامكان الانسان رفع كميات كبيرة من المياه الجوفية و من طبقات عميقة و في وقت وجيز و بطريقة بسيطة و سهلة و ذلك عبر مضخات عصرية .
3.ترشيد الاستهلاك:
في بعض الدول التي تعاني الجفاف تتدخل الدولة لترشيد استهلاك المواطن و ذلك باتخاذ قرارت تترواح صرامتها بحسب حالة الجفاف التي تعيشها الدولة فعلى سبيل المثال اتّخذت شركة توزيع المياه بتونس قراراً يقضي بقطع المياه الصالحة للشرب ليلاً في أنحاء البلاد، واعتماد نظام الحصص في التوزيع ، و قد شرعت في تنفيذ القرار عبر قطع الماء من الساعة العاشرة ليلاً حتى الخامسة صباحاً بهدف ترشيد الاستهلاك.