كيف تصنع سعادتك والتخلص من اليأس

كيف تصنع سعادتك والتخلص من اليأس

0 المراجعات

إن كنت ممن يبحثون عن السعادة ولكن لا يجدونها, ليس عبيك سوى قراءة هذه المقالة.

  يختلفُ مفهومُ السّعادةِ من شخصٍ إلى آخرٍ,ولكن مهما اختلفَ مفهومُنا لها, تبقى هي غايتُنا الأسمى والدَّافعَ الأكبرَ  لأفعالِنا .  ورغمَ سيرنَا الحثيثِ نحوَ دروبِها, فقلّةٌ هم السعداءُ بحقٍ لأنَّ أغلبَنا يفني عمرَهُ في سعيِهِ الدّؤوبِ وراءَ سعادةٍ مزيّفةٍ ومؤقّتةٍ.  فأينَ تكمنُ السّعادةُ الحقيقيّةُ؟

فما لم تنبعْ سعادتُنا من الدّاخلِ, ستبقى هذه السّعادةُ أسيرةً لظروفِ حياتِنا الّتي غالباً ما تخرجُ عن إرادتِنا. وأنا أعلمُ أنَّ كلامي هذا ليس بالجديدِ, وأدركُ أنَّ الأقوالَ أسهلُ بمراحلٍ من الأفعالِ, ولكنَّ هذا لا يغيّرُ الحقيقةَ. فنحن نسعى وراءَ المالِ والمناصبِ وحبِّ الآخرينَ لنا, لنحظى في نهايةِ المطافِ, إن حصلْنا على ما نريد, بسعادةٍ سريعةِ الزوالِ لا تستحقُّ العناءَ الذي تكبدناه. وعندما تعاكسُنا الحياةُ وتحرمُنا مطلبَنا, نغرقُ في دوّامةِ الكآبةِ والإحباطِ لتمضي أعمارُنا سريعاً ونحن في تخبّطٍ وانتظار ٍ دائمٍ. فهل أعني بقولي هذا أنّ الزّهدَ والتّخلي عن كلِّ شيءٍ هو الحلُّ؟ بالطّبعِ لا, فتجربتُنا الإنسانيّةُ هذه لا تكتملُ دون الجانبِ المادّيِ منها، ولكنّهُ لا يجبُ أن يكونَ هو الأساسُ. فالرّضا الذي ينتجُ عن الإيمانِ والتّسليمِ هو السّعادةُ الحقيقيّةُ الّتي لا يمكنُ أن تزولَ أو تُسلبَ منّا، والّتي تجعلُنا على يقينٍ بأنَّ ما سيحدثُ هو الأفضلُ لنا، حتّى وإن ظننّا العكس. 

  فنحن في حالةِ انتظارٍ لا ينتهي, نؤجّلُ سعادتَنا إلى حين حصولِنا على ما نريدُ, ونعاني من القلقِ لخوفِنا من الفشلِ بدلاً من استمتاعِنا بسعيِنا دونَ أن نكترثَ بالنتيجةِ. فنحن لا يمكننا التحكّمِ بمجرى الأحداثِ ولكنّنا نستطيعُ تغييرَ نظرتِنا لها وتقبّلها بحيثُ نقلبُ كل الأحداثِ إلى صالِحنا. فمن أجملِ الأحاسيسِ الّتي قد يختبرُها الإنسان، هي الحريّة، بحيثُ لا يقلقُه المستقبل، ولا يخافُ هجرَ أحدٍ أو خسارةَ شيءٍ لأنّهُ مكتفي بنفسِه، يتلذّذُ بمرِّ الحياةِ قبلَ حلوِها، مدركاً أنَّ حياتَه الحقيقيّةَ لم تبدأْ بعد.  

   وختاماً, تقبّل ما لا تستطيعُ تغييرهُ ولا تنسى أنّك أكبرُ من أهدافِك، وأنّكَ أنت من يصنعُها ويؤثّرُ فيها وليس العكس. فلعلَّ أسعدَ النّاسِ هم من يتمتّعون بالقناعةِ مهما كانت ظروفُهم الحياتيّةُ صعبةً. وتذكّرْ أنّ الدّنيا سُمّيت دنيا لأنّها أدنى من كلِّ شيءٍ ،وسُميّت الآخرةُ آخرةً لأنّ فيها الثّوابُ والعقابُ. 

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

المقالات

2

متابعين

4

متابعهم

1

مقالات مشابة