جنحه يرتكبها بعض المصريون في فصل الصيف

لكل شعب عاداته وتقاليده  المحمودة منها والمذمومه،وترتبط عادة بعض هذه العادات والتقاليد بفصول السنه وقد يعاقب القانون على بعض هذه العقوبات بعقوبة الجنحه التي قد تصل مدة الحبس فيها إلى سنه😱.

فوفقا لعلم الجريمه هناك جرائم موسميه أي لكل فصل أو مناسبه جرائمها الخاصة بها، فموضوع مقالتي اليوم أتحدث فيها عن جنحه يرتكبها المصريون في فصل الصيف .

ماهي هذه الجنحه أو الجريمه اللتي يرتكبها المصريون في فصل الصيف؟

بداية لا بد أن نعلم أن لكل جريمه عوامل عده تدفع المجرم إلى إرتكابها ،منها عوامل داخليه توضح مدى ميول المجرم من داخله لإرتكاب جريمته ، وهناك عوامل خارجيه أيضا تدفع صاحبها لارتكاب جريمته.

ففصل الصيف هو من العوامل الخارجيه اللتي تدفع بعض المصريين لارتكاب هذه الجنحه، وهذه الجنه هي( جنحة رش الشارع بالمياه الصالحه للشرب).

فهذه جريمة شنعاء فقد نصت الماده 25 من القانون (على أنه لا يجوز إستخدام مياه الشرب في غير الأغراض المخصصه لها مثل ري الحدائق العامه والخاصه ورش الشوارع ).

ماهي عقوبة هذه الجنحه:

حدد القانون العقوبة هنا (الحبس مده لاتقل عن ستة أشهر وغرامة من خمسة آلاف إلى عشرون ألفا . او بإحدى هاتين العقوبتين)،وفي حالة تكرار هذا الفعل تضاعف العقوبه فتصبح (سنه حبس وأربعون الف غرامه ،او بإحدى هاتين العقوبتين).

دوافع هذه الجنحه:

هذه الجريمه توضح لنا مدى اللامبالاة والأنانية المفرطه لمن يرتكبون هذه الجريمه ،فعلى حد قولهم (إحنا بنرش ميه عشان المحل مايدخلهوش تراب ،او بنرش عشان نطري الجو ، أو بنرش عشان نبلط الأرض …إلخ..) ولكن في المقابل لايكترثون إلى الأضرار الناجمة عن ذلك فمعظمهم يقومون بتغريق الشوارع بالمياه مما يتسبب ذلك سقوط بعض الماره وإتساخ ملابسهم وينتج عن هذا السقوط في بعض الأحيان ينتج عن هذا السقوط جروح وكسور للأسف.

والسؤال المهم هل رش مياه الطرمبه في الشارع جنحه يعاقب عليها القانون.

إن رش الشارع بمياه الطرمبه لايعاقب عليه القانون إلا إذا نتج عن هذا الرش الضرر للآخرين.

والسؤال الأهم هل عشان أنا برش الشارع بمياه الطرمبه أرش وأغرق الشارع براحتي

والاجابه أن هذا الفعل سوف ينتج عنه الأضرار بالآخرين ،وأن هذا الفعل حرام شرعا لأن الشرع حرام الاسراف في كل شئ حتى لو كانت المئه دي ببلاش.

الأدله من القرآن والسنه على الإسراف في المياه:

عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رضي الله عنهما (أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرَّ بِسَعْدٍ وَهُوَ يَتَوَضَّأُ فَقَالَ : مَا هَذَا السَّرَفُ يَا سَعْدُ ؟ قَالَ : أَفِي الْوُضُوءِ سَرَفٌ ؟ قَالَ : نَعَمْ ، وَإِنْ كُنْتَ عَلَى نَهْرٍ جَارٍ) .

وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله : "ولنعلم أن الإكثار من استخدام الماء في الوضوء أو الغسل داخل في قول الله تعالى : (ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين) ولهذا قال الفقهاء رحمهم الله : يكره الإسراف ولو كان على نهر جار ، فكيف إذا كان على مكائن تستخرج الماء ؟
فالحاصل : أن الإسراف في الوضوء وغير الوضوء من الأمور المذمومة " انتهى من "شرح رياض الصالحين" .

وأخيرا

إن الإسراف صفه من صفات الشيطان علينا أن تتجنبها لأن الإسراف يقودنا إلى الهلاك والعياذ بالله ، خصوصا الاسراف في المياه فهاذا الاسراف يقودنا إلى الشح المائي وبالتالي هلاك المجتمع بأسره،ولهذا جرم القانون مثل هذا العمل وفرض عليه عقوبات صارمه للتعاون فيها . حفظنا الله جميعا من كل سوء.

(والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته)