عن الاحوال الروحيه

عن الاحوال الروحيه

0 المراجعات

بسم الله الرحمن الرحيم والصلاه والسلام على مولانا محمد صلى الله عليه وسلم.. 


{وتحققتك في سري فناجاك لساني
فاجتمعنا لمعاني وافترقنا لمعاني
إن يكن غيبك التعظيم عن لحظ عياني
فقد صيرك الوجد من الأحشاء }


حديثنا إن شاء الله عن حال آخر من أحوال السالك الى الله ، وهو “الجمع والفرق”

_وهذه المصطلحات تجري على لسان الصوفيه كثيرا , ومعنى الفرق عندهم ما نسب اليك، والجمع ما سلب عنك ،
ومعناه : أن ما يكون كسباً للعبد، من إقامة العبودية، وما يليق بأحوال البشرية، فهو: فرق.
*وما يكون من قبل الحق، من إبداء معان، وإسداء لطف وإحسان فهو: جمع  فهذا أدنى أحوالهم في الجمع والفرق ، ولأنه من شهود الأفعال. فمن أشهده الحق  سبحانه  أفعاله عن طاعاته ومخالفاته فهو عبد  بوصف التفرقة ، ومن أشهده الحق - سبحانه - ما يوليه: من أفعال نفسه سبحانه، فهو: عبد بشاهد
الجمع ..
ولا بد للعبد من الجمع والفرق،  فإن من لاتفرقة له لا عبودية له، ومن لا جمع له لا معرفة له،  فقوله: (إياك نعبد)،، إشارة إلى الفرق. وقوله: (وإياك نستعين) إشارة إلى الجمع.
وإذا ما خاطب العبد الحق سبحانه بلسان نجواه ، إما سائلاً، أو داعياً، أو مثنياً، أو شاكراً، أو متنصلاً، أو مبتهلاً؛ قام في محل التفرقة.
وإذا أصغى بسره إلى ما يناجيه به مولاه، وإستمع بقلبه ما يخاطبه به، فيما ناداه، أو ناجاه، أو عرفه، او لوح لقلبه وأراده، فو بشاهد الجمع ..
.. فإثبات الخلق من باب التفرقة، وإثبات الحق من نعت الجمع ..
وفي هذا أيضا : جمع الجمع..
بحيث يختلف الناس في هذه الجملة على حسب تباين أحوالهم، وتفاوت درجاتهم، فمن أثبت نفسه، وأثبت الخلق، ولكن شاهد الكل قائماً بالحق، فهذا : جمع.
وإذا كان مختطفاً عن شهود الخلق، فانيا عن نفسه، مأخوذاً بالكلية عن الإحساس بكلِّ غير، بما ظهر، واستولى من سلطان الحقيقة، فذاك جمع الجمع.
فالتفرقة اذا : شهود الأغيار لله عزوجل..
والجمع: شهود الأغيار بالله..
وجمع الجمع: الاستهلاك بالكلية، وفناء الإحساس بما سوى االله عز وجل عند غلبات الحقيقه ..
_وبعد هذا ,  هناك حالة عزيزة يسميها القوم: الفرق الثاني،  وهو أن  يعود العبد للصحو عند أوقات أداء الفرائض،
ليجري عليه القيام بالفرائض في أوقاتها فيكون رجوعاً لله وبالله تعالى ، لا للعبد بالعبد : فالعبد يطالع نفسه في هذه الحالة، في تصريف الحق سبحانه، فيشهد مبدئ ذاته وعينه بقدرته، ومجرى أفعاله وأحواله عليه، بعلمه ومشيئته..
وأشار بعضهم بلفظ الجمع والفرق إلى تصريف الحق جميع الخلق..
_فجمع الكل في التقليب والتصريف
من حيث إنه منشئ ذواتهم ومجري صفاتهم ، ثم فرقهم في التنويع ففريقاً أسعدهم، وفريقاً أبعدهم وأشقاهم، وفريقا هداهم،  وفريقاً أضلهم وأعماهم، وفريقاً حجبهم عنه سبحانه ،وفريقا جذبهم اليه ،،وفريقا آنسهم بوصله،، وفريقا آيسهم من رحمته،، وفريقا اكرمهم بقربه ،،وفريقا قربهم،، وفريقا غيبهم ثم اصحاهم ،،وفريقا ادناهم واحضرهم،، ثم اسقاهم فاسكرهم،،
__فأنواع افعاله لا يحيطها حصر ولا يأتي عليها شرح ولا ذكر،،
قال احد العارفين في هذا الصدد :

*وتحققتك في سري فناجاك لساني
فاجتمعنا لمعاني وافترقنا لمعاني
إن يكن غيبك التعظيم عن لحظ عياني
فقد صيرك الوجد من الأحشاء داني*

_وقيل أيضا :

إذا ما بدا لي تعاظمته                             فأصدر في حال من لم يرد
جمعت وفرقت عني به                              ففرد التواصل مثنى العدد 

والى الملتقى بحول الله تعالى 
 

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

articles

14

followers

5

followings

4

مقالات مشابة