اين سد يأجوج و مأجوج

اين سد يأجوج و مأجوج

0 المراجعات

هو سد يأجوج ومأجوج فين؟!

 

المكان اللي هيطلع منه الكائنات المرعبة دي علشان تغزو البشرية كلها وتدمر كل حاجة تقف قصادها.

تفتكر ممكن يكون فين؟!

 

يا عزيزي القرآن كان دقيق جدًا في قصة (ذو القرنين) وسد يأجوج ومأجوج، وحكاها بالتفصيل، من بداية صعود (ذو القرنين) على العرش، لحد لحظة بناء السد، بس المنطقة اللي اتدفن فيها يأجوج ومأجوج تحديدًا، اتحط عليها علامات استفهام كتير، كل اللي معروف فقط إنها في أقصى الشرق!

 

المقال هنا هو رحلة صغيرة كدا لحد مكان يأجوج ومأجوج، أو سد يأجوج ومأجوج، يمكن نلاقي السر، ونوصل لتفسير هيكون من أغرب الأشياء اللي لحد وقتنا هذا مش معروفة.

 

بص يا سيدي، وركز معايا جدًا، في عصر الرسول -صلى الله عليه وسلم-، صحي من النوم فجأة مفزوع ودخل على زوجته (زينب) وقال: "لا إله إلا الله، ويلٌ للعرب من شر قد اقترب، فُتح اليوم من سد يأجوج ومأجوج مثل هذه."

وأبعد بين صباعين الإبهام والسبابة، فلما سألته (زينب) وقالت: "يا رسول الله، أنهلك ونحن الصالحون؟!"

رد عليها وقال: "نعم، إذا كثر الخبث".

 

يعني يا عزيزي سد يأجوج ومأجوج أصلًا حصل له اهتزاز أو تكسير في حتة صغيرة كدا في عصر الرسول -صلى الله عليه وسلم-، جايز يكون الكسر دلوقتي أكبر، وجايز يكون لحم تاني، وجايز يكون يوم خروجهم قرب، كل دا في علم الغيب، ولكن اللي لازم تعرفه إن يأجوج ومأجوج خارجين في يوم.

 

وعلشان نعرف مين همَ في سطور مختصرة، لازم نرجع لـ(ذو القرنين)، اللي كانت حياته صعبه، اتولد في قرية فقيرة مظلومة من حاكم بياخد خيرها، وشعب ضعيف مهزوز، وبسبب حلم شاف نفسه فيه ماسك قرنين الشمس، عرف إنه هيكون حاكم عظيم، وسعى إنه يكون حاكم القرية بتاعته أول شيء، وحـ*ـارب الملك وهزمه، واستولى على الحكم كله، وبعدين بدأ يعمل فتوحات حواليه، بلد في التانية لحد ما شبه امتلك الأرض كلها، كان يدخل على البلد لو لقاها مبتعبدش ربنا يحذرهم الأول، وبعدين يحاربهم، لحد ما نشر عبادة الله في الأرض كلها من الغرب للشرق، وبنى مساجد لعبادة ربنا، لحد ما خد جيشه ووصل لأقصى الشرق، وشاف قبيلة مستعبدة من قبيلة تانية اسمها يأجوج ومأجوج، كل فترة تروح تخرب في القرى اللي جنبها وتاخد خيرها وتمشي، وشيخ من القبيلة بلغه إنهم بيتكاثروا بشكل كبير وقريب هينشروا الفساد في العالم كله، فبنى سد من الحديد والنحاس بين جبلين وحبسهم تحته وقفل عليهم، وبقى ظهور يأجوج ومأجوج علامة من علامات الساعة الكبرى، في عصر الفتن والخبث، زي ما قال الرسول -صلى الله عليه وسلم-، إن ظهورهم هيكون بعد كثرة الخبث، اللي موجود بشكل بشع حاليًا.

 

القصة عظيمة، من أعظم القصص اللي وصلت لنا في القرآن، ولكن مكنش فيه إشارة محددة لمكان سد يأجوج ومأجوج، وماحدش فكر في مكانهم، ودا لأن وقت (ذو القرنين) كان وقت أصلًا غير معلوم، هو معروف إنه قديم جدًا، ولكن مع تغيرات الطبيعة وانتشار عوامل الزمن طبيعي يكون صعب العثور على السد.

 

لحد سنة 841م في عصر (الخليفة العباسي الواثق بالله) اللي كان نايم وشاف حلم إن سد يأجوج ومأجوج اتفتح، فاق مرعوب ولم الوزراء حواليه وقال لهم على الحلم، واقترح إنه عاوز يبعت شخص لرحلة لاكتشاف سد يأجوج ومأجوج، ويشوف إذا كان السد مفتوح ولا مقفول، وبالفعل اختار شخص اسمه (سلام الترجمان)، ودا يا سيدي شخص كان متحدث لبق جدًا وكان ذكي لدرجة إنهم أطلقوا عليه (سلام الترجمان المتحدث بثلاثين لسان).

 

لما الخليفة عرض عليه الرحلة، وافق (سلام) وطلب 60 راجل يطلعوا معاه الرحلة، وأكل وشرب ومؤن يكفوهم لمدة سنة كاملة، وفلوس طبعًا أجر على الرحلة، وفعلًا (الخليفة) نفذ له طلبه.

 

سنة 841م بدأت الرحلة يا عزيزي، واتحرك الوفد العظيم لحد ما وصلوا لملك الخرز، اللي سمع الحكاية واقتنع بالرحلة فبعت معاهم 5 أشخاص من أفضل الأشخاص اللي يعرفوا الطُرق وتضاريس الأرض.

 

مشي الوفد بقيادة (سلام الترجمان) اللي بيوصف الرحلة وبيقول إنهم اتبعوا خطوات (ذو القرنين) لحد ما لقوا نفسهم فجأة في أرض ريحتها سيئة جدًا، ولونها أسود، مشيوا فيها 10 أيام كانوا من أسود أيام الرحلة، بعدها وصلوا لمدن كلها خراب في خراب، ولما سألوا عنها القبائل اللي عايشة حواليها قالوا إن المدن دي خربها زمان يأجوج ومأجوج ولسه على حالها لحد وقتنا هذا، وماحدش قرب لها.

 

فضل مكمل ومشي في المدن 20 يوم لحد ما وصل لحصون على جبل، يُقال إن الجبل دا قريب من السد، لقى في الحصون دي ناس بتتكلم اللغة العربية والفارسية، مسلمين بيقرأوا القرآن ويصلوا في المساجد، كل ما يخلص حصن يمشي حوالي 5 كيلو ويلاقي حصن تاني، ويُقال إن (سلام الترجمان) قدر يقنع مجموعة من الناس في الحصون إنهم يدلوه على سد يأجوج ومأجوج، ودا لأنهم يعرفوا الطريق أكتر منه لأنهم ساكنين هناك من زمن طويل.

 

خرج (سلام) بعد ما دلوه الناس على الطريق، فوصل لمدينة اسمها "إيكة"، المدينة دي الأبواب بتاعتها كلها حديد، ومليانة مزارع، ويُقال إن (ذو القرنين) كان بيعسكر فيها بجيشه، وإن بينها وبين السيد 3 أيام.

 

وصل (سلام) بعد 3 أيام لجبل أملس أبيض، مفيهوش أي زرع، وبعد الجبل شاف السد.

السد مصنوع من الحديد والنحاس، سد بين جبلين، لزقوا في بعض بعد ما اتبنى السد، لأن الفتحة اللي بينهم هي اللي كان بيخرج منها يأجوج ومأجوج، وصف (سلام) السد بإنه سد عظيم عبارة عن 90 متر تقريبًا، الغريب إن السد نفسه كان فيه باب حديد عرضه حوالي 44 متر، وطوله 40 متر، يعني شبه مربع، وسمكه 5 متر، مكتوب على الباب "إِذَا جَاءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاءَ ۖ وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقًّا" سورة الكهف.

ودي الجملة اللي قالها (ذو القرنين) بعد بناء السد، بيحذر فيها إن السد له ميعاد وهينهار ويخرج يأجوج ومأجوج.

 

حوالين الباب كان فيه حصون موجود فيها ناس حارسين السد، وكل فترة بيروحوا يخبطوا على السد دا بمطرقة حديد علشان ينبهوا يأجوج ومأجوج إن فيه ناس حرساهم وموجودين.

 

(سلام) لما اتكلم مع الحراس، قالوا له إنهم بيورثوا الحراسة على مر السنين، وإنهم مستمرين مدى الحياة!

 

(سلام الترجمان) كمان بيقول إنه شاف جنب السد الآلة اللي بنى بيها (ذو القرنين) السد، وكان فيها بقايا من الحديد بس صدت من عوامل الزمن.

 

(سلام الترجمان) رجع للخليفة في سمراء بالعراق، والرحلة خدت منه 28 شهر، ومـ*ـات فيها 22 راجل وهو رايح، و24 وهو راجع، ورجع للخليفة بـ14 شخص، و23 بغل.

 

(سلام) حكى رحلته للخليفة، وكان واخد معاه عينة من السد صغيرة علشان يثبت رحلته، ولكن؟!

 

الرحلة يا عزيزي غريبة، وعجيبة، ومليئة بالأحداث اللي تبان في ظاهرها حكاية تم صنعها، ولكن تم تصديقها، وإن (سلام الترجمان) فعلًا شاف سد يأجوج ومأجوج، ولكن خلينا نعرض شوية خطوط كدا سريعة قبل ما نحكم.

 

الرحلة بعد ما خلصت اتصدقت بشكل كامل في عصر الخليفة، واتصنع من (سلام الترجمان) واللي معاه أبطال عظماء.

الرحلة انتشرت في العالم كله، لدرجة إنها فيما بعد بدأت تتواجه بنقد كبير ما بين مشكك ومؤيد.

الرحلة كلها مستندة على حكاية (سلام) والـ14 راجل اللي رجعوا معاه، جايز يكون (سلام) فشل من إنه يلاقي السد، فأقنع الرجال إنهم يحكوا الحكاية دي علشان ميواجهوش مصير بشع، وعلشان يسكتوا الخليفة ويطمنوه إن السد لسه موجود.

ودليل الرحلة عبارة عن قطعة من السد بمقدار نص درهم، ولكن هل السد بالضعف دا علشان يخلع منه قطعة، ولا هي في الأصل مصنوعة من (سلام)؟!

فكرة حراس البوابات عليها علامات تعجب كتير!!

 

فلاسفة كتير خرجوا وقالوا إن الرحلة عبارة عن حكاية أدبية أكتر منها جفرافيًا، وإنها مش خريطة ممكن حد يتبعها علشان يصل لشيء.

 

المستشرق الروسي (كراتشوفسكي) بيقول إن مفيش أي شك إن (سلام) عمل رحلة صعبة جدًا هو والـ60 راجل اللي كانوا معاه، ولكن الشيء اللي شبه مؤكد هو إنه وصل لبحيرة بلكاش في كازاخستان، ومنطقة جنغاريا في الصين، وغالبًا شاف سور الصين العظيم.

 

ولكن مفكرين وفلاسفة مسلمين كتير أيدوا الرحلة وقالوا إنها رحلة صحيحة وذكروها في كتبهم، زي ابن كثير وابن خلدون وغيرهم كتير.

 

في النهاية يا عزيزي ممكن (سلام الترجمان) يكون فعلًا شاف سد يأجوج ومأجوج، وممكن يكون اخترع حكاية علشان ميبانش فاشل، ولكن اللي مؤكد إنه خاض رحلة صعبة جدًا مـ*ـات فيها 46 راجل عظماء.

 

بس اللي لازم تعرفه وتصدقه هو إن السد هيتفتح، في وقت معلوم عند ربنا، هيخرج من وراه يأجوج ومأجوج، هياكلوا كل أخضر ويابس، هيشرب أولهم بحيرة طبرية كلها، بل إنهم هيشربوا كل المياه اللي موجودة، هيفسدوا في الأرض، هياكلوا كل دوآب الأرض اللي هتقابلهم، والأشجار، هيـ*ـقتلوا كل البشر اللي هيظهروا قدامهم، هيوصل بيهم الفجر إنهم هيفكروا نفسهم قضوا على كل سكان الأرض، لحد ما يتعظموا ويتحدوا ربنا -سبحانه وتعالى- في السماء، وهيرموا رمح في السماء هينزل فيه دم، هيفتكروا إنهم قضوا على سكان السماء، لحد ما هيخرج من أنوفهم ورؤوسهم دود النغف وهيموتوا، وهيعفنوا وينتنوا، وهيظهر طير هياكل كل لحمهم، وبعدين السماء هتمطر تغسل الأرض، والناس المؤمنين اللي كانوا متخفيين في منطقة الطور هيخرجوا، وهيعيشوا أفضل أيام هتمر على الأرض..

 

 

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

المقالات

20

متابعين

28

متابعهم

160

مقالات مشابة