فاعل الخير في زمن المادية

فاعل الخير في زمن المادية

0 المراجعات

فاعل الخير:

 

 

-فعل الخيرات سمة من سيمات أصحاب القلوب الرحيمة والتي تشعر بالآخرين وبمعاناتهم واحتياجاتهم، فما أعظم من بذل الجهد والمال في سبيل إسعاد الفقير والمريض والغارمين واليتامى والمساكين ولا سيما في شهر الخير والعطاء.

-فشعلة الإيمان التي تضئ قلوب المؤمنين في هذا الشهر تنير كل ما حولها حتى يعم نورها لأبعد مكان من كل صائم امتلك القلب الكبير والعطاء والبذل ولا سيما وقد ألان القلوب الصوم والجوع والظمأ والحرمان من الحلال، لأن الجوع تسبح فيه الملائكة بخلاف الشبع تسبح فيه الشياطين.

فالخير بحره لا يجف ولا ينضب، فما أكثر من فعل الخيرات لمن أراد الجنة ونعيمها وما بها من حياة لا حزن بها ولا هم ولا مرض.

فالناس في هذه الأيام أشد حاجة من ذي قبل في ظل الغلاء وارتفاع الأسعار وخاصة بعدما أصبحت أساسيات الطعام والشراب بهذا الغلو الباهظ مما زاد عدد الفقراء والمساكين والغارمين، ففي هذه الأيام العسيرة يصعب على كل فقير ومسكين شراء اللحوم أو الطعام الذي يحتوي على "بروتين" أو ما يجعله يسعى ويكابد الحياة، فبعدما تعدت أسعار الخضروات وما كان يعيش عليه الإنسان البسيط أضعاف ما كانت عليه خمس مرات أو عشر مرات كان من الواجب على كل ميسور الحال ومن بسط الله له في رزقه أن لا يبخل بماله عن أخيه وجاره ومن معه في بلدته أو مدينته، وأن يكون في هذا الشهر المبارك وفي غيره كالريح المرسلة، وأن لا يخشى على ماله إقلالاً.

فيا أيها الميسور والذي أنعم الله عليك بنعمه ورزقك من فضله وما عندك من عنده لا تبخل بما أعطاك الله، فما نقص مال من صدقة وما أخرجت من مال إلا زاد من رزقك أضعاف ما أخرجت وأنفقت.

-والخير في شهر الخير لا يقتصر على الإنفاق وحسب، بل في زيارة أرحامك وجيرانك وأن تعود المرضى وتنظر في شؤونهم.

-وكذلك الخير في عفوك عمن أساء إليك أو جار عليك، ونسيان البغض وما كان من شقاق، وأن تصفي قلبك من كل شحناء وحسد وبغض لأي أحد، فالمؤمن لا يجوز له أن يمتلأ قلبه بأي شيء يعكر صفوه أو يحمل في نفسه بغض أحد.

-فالخير ما أكثره وما أطيبه، ففي كف الأذى عن الناس وإعانة الناس على حاجاتهم جُلّ الخير.

-فهذا الشهر مصفاة للقلوب مما فيها ومما ترسب بداخلها طوال العام، ولكننا نريد أن نكون كما علمنا هذا الشهر في الاثني عشر شهراً كلهم، وليس في شهر واحد طوال العام، فرب رمضان هو رب كل الشهور والأيام.

 

-فأحرى بنا معشر بني البشر أن ننزع ما في قلوبنا من حب الشجار والحرب والقتال، فما أجمل السلام وما أحلى من إعمار الأرض وزرعها وتنميتها، فمن أجل ذلك خلقنا الله لنعبده ونعمر أرضه ونضيء سماءه بدعانا وبحبنا لبعضنا، فالله يحب من يعمر الأرض وينصره ولو كان على ملة لا يحبها ولا يرتضيها له، ويخذل من تكاسل ولم ينهض بأمته ولم يسعى لإعمار الأرض ولو كان على الحق.

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

articles

2

followers

9

followings

2

مقالات مشابة