الصحة من أعظم النعم
الصحة من أعظم النعم:
-لقد أدركت منذ الوهلة الأولى أن أعظم النعم بعد الدين هي الصحة لما لها من تأثير على كل الحياة، فبدون الصحة لا هناء ولا سعادة ولا متعةً في الحياة.
-فهل تساوي بلايين الدولارات وكنوز الأرض نعمة واحدة في الجسم؟
فلا تساوي الأرض بما فيها جرعة ماء تتناولها أو تنزل منك، ولا تساوي القصور أو السيارات، أو العقارات بعض الأنفاس التي تتنفسها، فثمة نَفسٍ يدخل إلى رئتيك ويخرج يعادل قناطير الذهب والفضة، فمن لا يعلم أو يدري، فليسأل أصحاب الأمراض، ولينظر على من ابتلوا بأمراض مزمنة ويتمنون أن يرجعوا أصحاء ولو لم يملكوا أي شيء سوى لقيمات يقمن بها صلبهم، فوالله لو لم تقتات في يومك كله إلا ثمة رغيف واحد لكفى مع صحة سليمة وبجسد خالٍ من مرض ووجع وألم، ولكن أكثر الناس لا يعلمون ولا يحسون إلا عندما يقعون تحت طائلة المرض فيصرخون ويتململون ويدرون معنى الصحة والعافية.
-فما أكثر من يشتكي ويكثر الضجر من عدم بلوغه قمة الغنى، ولم يعرف أنه بصحته الإنجابية والجسدية وامتلاكه امرأة أصيلة راضية وذرية صالحة بمثابة من ملك الدنيا بأثرها.
فيا أيها الساخط الغاضب من معيشتك لا تنظر إلى من هو فوقك في امتلاك المال والعقارات والسيارات والمناصب، ولكن انظر لأصحاب الفشل الكلوي والسرطانات ومن لا يصح جسده ولو بضعة أسابيع حتى يبتلى بمرض يعقبه مرض.
-فلقد تحدثت مع بعض الناس عن حاله، فسمعت منه عدم الرضا والسخط حتى إنه غير راض عن حاله مع أنه في أتم صحة ومعه زوجته الطيبة وله بعض الأولاد ويمتلك ما يجعله يعيش دون سؤال لأحد، ولكنه يذكر هذا وذاك ممن يمتلكون المال ونسي أن أغلب هؤلاء يعاني من ضعف في جسده أو مرض يمنعه تناول أغلب الطعام بينما هذا الرجل الشاكي يتناول كل شيء حتى ما يباع في الطرقات ولا يضره أي شيء، فمثل هذا الرجل لن يحس بما هو فيه من نعمة إلا عندما يفقدها ويتمنى رجوع صحته ولو اكتفى برشفة ماء أو القليل من الطعام.
-فامتلاك سرير في بيتك الصغير أفضل من سرير في أفخم المستشفيات، وتمتعك بحركاتك وأنفاسك وطعامك وشرابك ونومك وخلاءك أفضل من قصور وأموال الدنيا كلها.
فاعلم أيها الشاكي أنك بصحتك ملكت الدنيا بحذافيرها ما دمت تستيقظ وما بك أي ضر أو ألم أو فقد لشيء في نفسك أو أهلك وولدك.
