كيف نفرق بين الشخص الصادق والشخص الكاذب ؟

مقارنة السلوك الحالي بالشخصية الأساسية للشخص.

علم النفس في التفريق بين الصادق والكاذب يركز على تحليل مجموعة من التناقضات التي تظهر في سلوك الفرد نتيجة للجهد العقلي والتوتر المصاحب لقول غير الحقيقة. يمكن تلخيص الفروقات الرئيسية بين الصادق والكاذب على النحو التالي:

1. في السرد والتفاصيل :(المحتوى اللفظي )

 * الصادق: يقدم سرداً متسقاً، وتفاصيله الرئيسية ثابتة. عند الضغط عليه أو طلب تفاصيل إضافية، يستطيع استرجاع معلومات جديدة بشكل طبيعي لأنه يسترجع حقيقة عاشها.

 * الكاذب: يجد صعوبة في الحفاظ على اتساق قصته. قد تتغير التفاصيل مع إعادة السؤال، أو تكون إجاباته غامضة ومقتضبة لتجنب الكشف. بعض الكاذبين يبالغون في تقديم تفاصيل غير ضرورية لتبدو القصة أكثر صدقاً.

2. في أسلوب الكلام والردود:

 * الصادق: تكون ردوده سريعة وعفوية؛ لأن المعلومة جاهزة في الذاكرة. يستخدم لغة شخصية ويتحدث عن نفسه بضمير "أنا" بشكل طبيعي.

 * الكاذب: يظهر تأخيراً وتردداً في الإجابة، وقد يستخدم حشوات كلامية مثل "مم" أو "آه" ليشتري وقتاً لتركيب الكذبة. قد يميل إلى تجنب ضمير "أنا" واستبداله بضمائر الغائب أو لغة أكثر عمومية، و يكثر من عبارات التأكيد مثل "صدقني".

3. في لغة الجسد (التعبيرات غير اللفظية)

 * الصادق: تكون وضعية جسده مريحة ومنفتحة، وحركات يديه وقدميه متناغمة مع ما يقول. تواصله البصري يكون طبيعياً (متقطعاً).

 * الكاذب: يظهر علامات التوتر الجسدي، مثل تشابك الذراعين أو اتخاذ وضعية دفاعية. يميل إلى الحركات العصبية المتكررة كـ (لمس الأنف، حك الرقبة أو الأذن، أو فرك اليدين). قد يكون التواصل البصري إما مفرطاً ومتصلباً في محاولة للإقناع، أو متجنباً تماماً.

4. في التعبيرات العاطفية والوجه:

 * الصادق: تظهر مشاعره بوضوح وتطابقاً مع كلماته (يبدو حزيناً عندما يتحدث عن شيء محزن).

 * الكاذب: قد تظهر عليه تعبيرات دقيقة (Micro-expressions) وهي ومضات عاطفية سريعة جداً (جزء من الثانية) تكشف عن المشاعر الحقيقية المتناقضة مع الكذب. كما أن ابتسامته قد تبدو مصطنعة ولا تشمل عضلات العين (ابتسامة غير حقيقية).

خلاصة:

لا يمكن الحكم على الكذب بعلامة واحدة. يجب على المراقب الذكي أن يبحث عن مجموعة من الانحرافات عن السلوك الطبيعي المعتاد للشخص، خصوصاً التناقض بين ما يُقال وكيف يُقال. هذه العلامات مجتمعة هي التي تشير إلى وجود صراع داخلي وتوتر نفسي ناتج عن الكذب.

الكذب يفرض " حملاً معرفياً عالياً على الدماغ لأنه يتطلب القيام بأربع

مهام متزامنة :

.1 بناء القصة الكاذبة وتذكرها.

2 تذكر القصة الحقيقية لتجنب قولها.

3 مراقبة ردود فعل المستمع لضبط السرد.

4 محاولة كبح الإشارات الجسدية التوتر).

هذا الجهد المعرفي هو الذي يؤدي إلى علامات مثل:

التأخير اللفظى التوقف المفاجئ أو استخدام الـ "ممم" و "آه".

الإرباك عند المقاطعة عند طرح سؤال غير متوقع أو مقاطعته، ينهار

السرد المؤقت بسبب تشتت التركيز.

الكلام

انخفاض معدل الحركات الجسدية قد يقلل الكاذب من تحريك يديه