
اهمية وجود المرأة في المجتمع الحاضر
المرأة…نصف االمجتمع وونبض االحياة 
🌟 المقدمة
المرأة هي اللحن الجميل الذي تعزف عليه الحياة أنغامها، وهي النصف الحنون من الإنسانية، الذي يمنح الوجود دفئه ومعناه. لا يمكن أن نتحدث عن المجتمع أو التقدم أو الحضارة دون أن نذكر المرأة، لأنها القلب النابض لكل بيت، والعقل المفكر لكل نجاح، واليد التي تمتد بالخير والعطاء.
منذ فجر التاريخ، لم تكن المرأة مجرد تابع، بل كانت دائمًا شريكة في البناء، وسببًا في النهضة، وصانعة للأمل في وجه التحديات.
فهي الأم التي تهب أبناءها الحب بلا مقابل، والزوجة التي تساند زوجها في الأزمات، والأخت التي تقف بجانب إخوتها، والابنة التي تضيء حياة والديها.
المرأة في كل زمان ومكان هي رمز القوة والعطاء، ورمز الحنان والإصرار في آنٍ واحد.
---
🌿 مكانة المرأة عبر التاريخ
إذا نظرنا إلى التاريخ، سنجد أن مكانة المرأة تغيّرت بتغيّر العصور والثقافات. ففي الحضارات القديمة، كانت بعض الأمم تنظر إلى المرأة نظرة دونية، وتعتبرها مخلوقًا تابعًا للرجل لا رأي له ولا حق.
لكن هناك حضارات أخرى، كالمصرية القديمة، احترمت المرأة وأعطتها بعض الحقوق، حتى أن الملكة "حتشبسوت" تولت الحكم وأثبتت كفاءة استثنائية في قيادة الدولة.
ثم جاء الإسلام فغيّر كل المفاهيم، وأعاد للمرأة كرامتها وإنسانيتها. جعلها شريكة في الحياة لا تابعة، وأعطاها حقوقها في الميراث والتعليم والعمل، بل جعلها أمًّا يُكرم بها الإنسان بالجنة، كما قال النبي ﷺ:
"الجنة تحت أقدام الأمهات".
فهذا الدين العظيم لم يضع المرأة في مكانة ثانوية، بل جعلها عماد الأسرة، وصاحبة القرار في بناء أجيال قوية صالحة.
---
💫 دور المرأة في بناء المجتمع
المرأة ليست فقط من تُنجب وتربي، بل هي من تُعدّ للمجتمع إنسانه. فالتربية هي أول لبنة في بناء أي حضارة، والمرأة هي من تزرع في أطفالها القيم والأخلاق، وهي من تُعلّمهم معنى الصدق والإخلاص والرحمة.
حين تكون المرأة متعلّمة وواعية، فهي تُربي جيلاً مثقفًا متوازنًا، قادرًا على النهوض بالمجتمع نحو مستقبل أفضل.
وفي الوقت نفسه، حين تدخل المرأة مجال العمل والإنتاج، تُثبت أنها قادرة على الموازنة بين البيت والمسؤولية، وبين العاطفة والعقل.
كم من نساء قدّمن نماذج مشرفة في شتى المجالات!
فهي الطبيبة التي تسهر على شفاء المرضى،
والمعلمة التي تُنير عقول الأجيال،
والمهندسة التي تبني المستقبل،
والعاملة التي تُسهم في نهضة الاقتصاد،
والكاتبة التي تزرع الوعي بالكلمة،
والقيادية التي تُحدث التغيير في المجتمع والسياسة.
إن المرأة العاملة اليوم لا تقل شأنًا عن الرجل، بل كثيرًا ما تكون أكثر التزامًا ودقة في الأداء، لأنها تعمل بدافع داخلي من الإصرار على إثبات الذات وإثبات قدرتها على النجاح.
---
🌼 المرأة والتعليم
لا يمكن لأي مجتمع أن ينهض دون تعليم المرأة. فالتعليم هو السلاح الذي يمنح الإنسان القوة، والمرأة المتعلمة هي التي تُغيّر مصير أسرتها ومجتمعها.
المرأة الجاهلة تُنجب جيلًا جاهلًا، أما المتعلمة فتُخرج للعالم جيلًا ناضجًا، يفهم الحياة ويُدرك مسؤولياته.
ولهذا، فإن الاستثمار في تعليم البنات هو أعظم استثمار في المستقبل، لأنه يُضاعف من جودة حياة الأجيال القادمة.
لقد أثبتت الدراسات أن الدول التي تهتم بتعليم المرأة ترتفع فيها معدلات التنمية والتطور، وتنخفض نسب الفقر والبطالة والعنف الأسري.
لذلك، يجب أن تكون تعليم الفتيات أولوية وطنية في كل دولة تسعى للتقدم.
---
🌻 المرأة في العمل والحياة العامة
في عصرنا الحديث، أثبتت المرأة حضورها القوي في ميادين الحياة كافة. دخلت مجالات كانت حكرًا على الرجال، وأثبتت كفاءتها وجديتها.
لم تعد المرأة رمزًا للبيت فقط، بل أصبحت رمزًا للعطاء الاجتماعي والاقتصادي والسياسي أيضًا.
نرى اليوم نساءً يشغلن مناصب وزارية، وأخريات يعملن في مجالات التكنولوجيا والهندسة والفضاء والطب والتعليم.
وهذا يعكس وعي المجتمع بأهمية تكافؤ الفرص وتمكين المرأة من المشاركة في التنمية.
لكن لا تزال المرأة تواجه في بعض المجتمعات تحديات كبيرة، مثل التمييز أو النظرة التقليدية التي تقلّل من قدراتها.
ومع ذلك، فإنها تواصل طريقها بثقة، تُحارب من أجل حلمها، وتثبت في كل مرة أن النجاح لا يُفرّق بين رجل وامرأة، بل بين من يعمل ومن لا يعمل.
---
🌹 المرأة في الإسلام
جاء الإسلام ليُنصف المرأة ويكرمها بعد أن كانت مظلومة ومهضومة الحقوق.
رفع شأنها كأمٍّ وزوجة وابنة، وأوصى بها خيرًا في كل موقف. قال رسول الله ﷺ:
"خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي".
فهو لم يربط الخير بالعبادات فقط، بل بحُسن المعاملة مع المرأة.
كما جعل الإسلام من برّ الأم طريقًا إلى الجنة، وجعل طاعتها فريضة من الفرائض العظيمة.
ولم يقف الأمر عند ذلك، بل أعطى الإسلام المرأة الحق في العمل والتجارة والتعليم والمشاركة الاجتماعية، بما لا يتعارض مع قيم الدين والعفة.
وفي تاريخنا الإسلامي، نجد نماذج مشرّفة لنساء عظيمات مثل:
السيدة خديجة بنت خويلد، التي كانت تاجرة ناجحة وساندت النبي ﷺ في دعوته،
والسيدة عائشة رضي الله عنها، التي كانت من أعظم فقيهات الأمة وعالِماتها،
ونسيبة بنت كعب، التي شاركت في الدفاع عن الإسلام في المعارك بشجاعة وإيمان.
---
🌺 المرأة والأسرة
الأسرة هي اللبنة الأولى في بناء المجتمع، والمرأة هي قلب هذه اللبنة.
هي التي تُنشئ الأجيال، وتُهذّب الأخلاق، وتُعلّم الأبناء معنى الحب والرحمة.
البيت الذي تخلو فيه المرأة من دورها الفعّال يفقد توازنه، لأن المرأة ليست فقط من تهتم بالطعام والملبس، بل هي من تزرع في البيت الأمان والاستقرار والسكينة.
حين تكون المرأة واعية ومثقفة، تُدير بيتها بحكمة وتُساهم في تربية أبناء ناجحين نفسيًا واجتماعيًا.
أما إذا كانت مُهمّشة أو محبطة، فإن أثر ذلك يمتد إلى كل من حولها.
لذلك، فإن دعم المرأة نفسيًا ومعنويًا هو دعم للمجتمع كله.
---
🌼 التحديات التي تواجه المرأة
رغم التقدم الكبير، لا تزال المرأة تواجه العديد من العقبات في طريقها نحو المساواة والتمكين، مثل التمييز في الأجور، أو صعوبة الجمع بين العمل والأسرة، أو النظرة النمطية التي تحصرها في أدوار محددة.
لكن المرأة القوية لا تتراجع، بل تُحوّل الصعوبات إلى فرص، وتُثبت كل يوم أنها قادرة على تحقيق المعجزات بصبرها وإرادتها.
---
🌸 الخاتمة
في نهاية المطاف، تبقى المرأة رمزًا للجمال الداخلي والقوة الصامتة، وعنوانًا للعطاء بلا حدود.
هي النصف الذي لا غنى عنه، والسند الذي لا ينكسر، والروح التي تُنير كل بيت ومجتمع.
فإذا أردنا مستقبلًا أفضل، فعلينا أن نبدأ من تمكين المرأة وتعليمها وتقديرها حقّ قدرها.
لأن المرأة ببساطة… هي نصف المجتمع الذي يُربي النصف الآخر
---
بقلم / محمد منصور