
كيفية التخلص من شدة الشهوة السر الذي يخفوه عنك
كيفية التخلص من شدة الشهوة السر الذي يخفوه عنك
المراهقة هي المرحلة الأكثر حساسية في حياة الإنسان؛ ففيها ينفجر الجسد بطاقة جديدة لم يعرفها من قبل، وتبدأ النفس في التفاعل مع العالم بطرق مختلفة، مليئة بالتساؤلات والصراعات. إنها المرحلة التي توصف بأنها «بركان داخلي من الطاقة». لكن المشكلة أن هذه الطاقة – بدلاً من أن تُفهم وتُوجه – تُقمع أو تُنكر أو تُترك في فراغ مخيف.
في المجتمعات التقليدية، يقف المراهق أمام مشهد متناقض: من جهةٍ جسده يطلب ما هو طبيعي وفطري، ومن جهةٍ أخرى المجتمع يطالبه بالصمت والكبت، ويقدّم له حلولاً غير واقعية مثل: «صلِّ»، «صُم»، «انتظر حتى تتزوج». لكن الزواج في هذه السن أمر غير ممكن، والصلاة أو الصوم – رغم قيمتهما الروحية – لا تجيبان عمليًا عن السؤال الحقيقي: كيف أتعامل مع هذه الطاقة الجبارة التي تسكنني؟
هنا يتدخل أوشو بطرحه المختلف، الذي أثار جدلاً واسعًا منذ أن بدأ الحديث عنه في ستينيات القرن الماضي: الطاقة الجنسية ليست عدوًا يجب محاربته، وليست لعنة يجب قمعها، بل هي البذرة الأولى للوعي والإبداع والتحرر الروحي.
المراهقة: انفجار البركان الداخلي
عندما يدخل الشاب أو الفتاة مرحلة المراهقة، تحدث تحولات هائلة في الجسد والهرمونات والعواطف. إنها ليست مجرد رغبة في الجنس، بل هي ثورة داخلية تعلن أن الإنسان بدأ مرحلة جديدة من الوعي بنفسه وبالعالم.
لكن المجتمع لا يفسر الأمر هكذا. بل يزرع في ذهن المراهق أفكارًا مشوشة:
- أن الجنس عيب أو خطيئة.
- أن التفكير فيه دليل ضعف أو انحراف.
- أن الحل الوحيد هو الكبت أو الانشغال بشيء آخر حتى "يمر الوقت".
هذه الأفكار تخلق جدارًا بين المراهق وبين ذاته، وتضعه في حالة من الصراع الداخلي: فهو لا يستطيع أن يلغي جسده، ولا يعرف كيف يوفق بين نداء طبيعته وضغوط المجتمع. وهكذا يدخل في دائرة من الذنب والارتباك، تتحول لاحقًا إلى مشكلات أعمق على مستوى الشخصية والعلاقات.
أول مأساة في حياة الإنسان أن يُقال له منذ طفولته إن جسده عدوّه، وإن رغبته نجاسة، وإن عليه أن يقاتل نفسه ليكون مقبولاً في عيون الآخرين.
فشل الحلول التقليدية
حين يسأل المراهق عن كيفية التعامل مع رغباته، تأتي الإجابات التقليدية في شكل وصايا عامة:
- «اشغل نفسك بالصلاة والصيام.»
- «مارس الرياضة.»
- «لا تفكر في الأمر كثيرًا.»
- «انتظر الزواج.»
لكن هذه النصائح لا تجيب عن الأسئلة الحقيقية. الصلاة والصيام قد تمنح لحظات من السلام، لكنها لا تفسر للمراهق ما الذي يجري في جسده ولماذا يشعر بهذا الانفجار من الرغبة. الرياضة قد تساعد في تصريف بعض الطاقة، لكنها لا تفتح الباب أمام التحويل الواعي. أما الزواج فهو حلم بعيد المنال لشاب في السادسة عشرة أو السابعة عشرة من عمره.
النتيجة أن المراهق يعيش في حالة من الازدواجية: يظهر أمام أهله ومجتمعه ملتزمًا أو "مطيعًا"، بينما في داخله يشعر بالصراع والتمرد. هذه الازدواجية هي ما يسميها أوشو "الجذر الأول للانفصام النفسي في حياة الإنسان".
رؤية أوشو: من القمع إلى التحويل
في مواجهة هذا المأزق، يقدم أوشو طريقًا ثالثًا مختلفًا:
- لا للكبت ولا للانغماس، بل للتحويل.
- الكبت يؤدي إلى الانفجار المرضي لاحقًا: عقد، اضطرابات نفسية، سلوكيات سرية مدمرة.
- الانغماس الأعمى يجعل المراهق أسيرًا للشهوة دون وعي، فيتحول الجنس من طاقة خلاقة إلى إدمان مفرغ.
أما التحويل فهو إدراك أن هذه الطاقة هي وقود للحياة، يمكن أن تتحول إلى حب، إلى إبداع، إلى فن، إلى وعي أعمق.
الطاقة الجنسية هي نفس الطاقة التي تكتب بها قصيدة، أو ترسم لوحة، أو تدخل في حالة تأمل. إنها ليست شيئًا مختلفًا، بل هي الأصل ذاته. الفارق فقط هو الاتجاه.
كيف يتحقق التحويل؟
التحويل ليس وصفة سحرية، بل عملية وعي تدريجية، تبدأ من إدراك المراهق لطبيعة ما يحدث في داخله:

- القبول: الخطوة الأولى أن يتعلم المراهق ألا يشعر بالذنب تجاه جسده ورغباته. إنها طبيعية وليست خطأ.
- التعبير الإبداعي: يمكن توجيه الطاقة نحو الفن، الموسيقى، الكتابة، الرياضة، أو أي نشاط يفتح الباب أمام الخيال والإبداع.
- التأمل: المراهق بحاجة إلى أن يتعلم طرقًا بسيطة للجلوس مع ذاته، لمراقبة أنفاسه، ولملاحظة أفكاره دون خوف. التأمل يساعد على تهدئة الفوضى الداخلية وتوجيه الطاقة نحو الوعي.
- الفهم بدل القمع: التعليم الجنسي الواعي، الذي يشرح لا فقط بيولوجية الجسد، بل أيضًا البعد النفسي والروحي للطاقة الجنسية، هو المفتاح لتغيير كامل في وعي المراهق.
لماذا يرفض المجتمع هذه الرؤية؟
المجتمع يخاف من كل ما يمنح الإنسان الحرية. الجنس طاقة جبارة، وإذا تعلم الشاب أو الفتاة كيف يحولانها بوعي، فإنهما يصبحان مستقلين داخليًا، ولا يعودان بحاجة إلى أنظمة القمع والسيطرة. ولهذا يقاوم المجتمع هذه الرؤية، لأنه لا يعرف عنها شيئًا، ولأنه يفضل الإبقاء على الجهل كوسيلة للضبط الاجتماعي.
المجتمع لا يريدك إنسانًا حرًا، بل يريدك تابعًا مطيعًا. وأخطر الحرّيات هي حرية الجسد، لأنها الباب إلى حرية الروح.
الخلاصة: نحو ثقافة جديدة للمراهقة
المراهقة ليست أزمة يجب كبتها، بل فرصة يجب استثمارها. إنها المرحلة التي يكتشف فيها الإنسان أعظم طاقاته. وإذا لم يجد من يرشده بوعي، فإنه قد يضيع بين الذنب والانغماس.
ما يقدمه أوشو هو دعوة إلى ثقافة جديدة في فهم المراهقة:
أن نعلم أبناءنا أن الطاقة الجنسية ليست عيبًا.
أن نفتح لهم طرق التعبير الإبداعي والروحي.
أن نحررهم من عقدة الذنب، ونمنحهم لغة جديدة للتعامل مع أجسادهم.
بهذا فقط يمكن أن تتحول المراهقة من "مرحلة حرجة" إلى مرحلة انطلاق نحو الإبداع والوعي.
حين تفهم الجنس، لا يعود سيدك. حين تعيشه بوعي، يتحول إلى حب. وحين ينضج الحب، يفتح لك بوابة التأمل. ومن خلال التأمل تصل إلى الحرية.
أفضل كتاب يناقش الموضوع هو (من الجنس الى الوعي الخارق) مترجم للعربية التحميل مجاناً من هنا …