في هذا الزمن، أصبح الناس لا يفرقون بين العمل الحلال والعمل الحرام: مخاطر ومكاسب وخسائر
في هذا الزمن، أصبح الناس لا يفرقون بين العمل الحلال والعمل الحرام: مخاطر ومكاسب وخسائر!!!
مقدمة
في زمن تدهورت فيه القيم، وانتشرت فيه ظواهر الغش والاحتيال، أصبح الكثير من الناس يختلط عليهم الأمر في تحديد طبيعة أعمالهم، بين ما هو مشروع ومرضي شرعًا، وما هو غير مشروع ومسبب للضرر. فالمعروف أن العمل الحلال يضمن للمسلم بركة الرزق، وراحة الضمير، ورضا الله، بينما العمل الحرام يحمل في طياته مخاطر وخسائر كبيرة، رغم بعض المكاسب المادية التي قد يحققها البعض بشكل مؤقت. في هذا المقال، نسلط الضوء على التحول الذي حدث في فهم الناس للعمل، وأهمية التمييز بين الحلال والحرام، ونتناول المخاطر والمكاسب والخسائر التي تصاحب كل نوع من أنواع العمل.
1. مفهوم العمل الحلال والعمل الحرام
أ. العمل الحلال
هو كل عمل مباح شرعًا، يوافق القيم والأخلاق، ويحقق الربح بطرق شرعية، مثل التجارة، والزراعة، والصناعة، والخدمات، والتعليم، وغيرها من الأنشطة التي تستوفي شروط الشريعة الإسلامية وتبتعد عن الغش، والربا، والكذب، والظلم.
ب. العمل الحرام
هو كل عمل يخالف شرع الله، سواء كان في صورته المباشرة كالربا، أو في طرقه غير المباشرة مثل الاحتيال، والسرقة، والغش، والكذب، والعمالة في أعمال محرمة، أو استغلال الناس بطرق غير شرعية.
2. كيف أصبح الناس يخلطون بين الحلال والحرام؟
أ. ضعف الوعي الديني والأخلاقي
قلة الالتزام بالدين، وانعدام الوعي الشرعي، أدى إلى تهاون الكثيرين في التفرقة بين ما هو مشروع وما هو غير مشروع، خاصة مع تردي القيم وضعف الرقابة الذاتية.
ب. الرغبة في الربح السريع
طمع الكثيرين في الحصول على مكاسب سريعة، جعلهم يقبلون على أعمال غير مشروعة، أو يخلطون بين العمل المشروع والمحرّم لمجرد تحقيق الربح، بغض النظر عن عواقبه.
ج. ضعف الرقابة المجتمعية والقانونية
غياب الرقابة، وتفشي الفساد، وسهولة التهرب من القوانين، جعل بعض الأعمال غير المشروعة تتزايد، ويبدأ الناس في اعتبارها طبيعية، بل وأحيانًا مربحة.
3. مخاطر العمل الحرام
أ. خسائر روحية وأخلاقية
العمل الحرام يبعد الإنسان عن رضى الله، ويؤدي إلى ضعف الإيمان، وتوغل في المعاصي، وابتعاد عن القيم الأخلاقية، مما يهدد مصيره في الدنيا والآخرة.
ب. الخسائر المادية المستمرة
رغم المكاسب السريعة، إلا أن العمل الحرام يفضي غالبًا إلى خسائر طويلة الأمد، من خلال العقوبات الإلهية، والمحن، والتعرض للفشل في الدنيا، وفقدان البركة.
ج. تدمير المجتمع
انتشار الأعمال غير المشروعة يساهم في تفكك المجتمع، وارتفاع معدلات الفساد، والجريمة، وغياب الثقة بين الناس، مما يهدد استقرار المجتمع بأكمله.
4. المكاسب والخسائر من العمل الحلال
أ. المكاسب من العمل الحلال
العمل المشروع يحقق للإنسان رضا الله، وبركة الرزق، واستقرار نفسي، وسمعة حسنة، وعلاقات اجتماعية قوية، ويؤسس لمكانة عالية في المجتمع.
ب. الخسائر المحتملة
قد يواجه أصحاب العمل الحلال تحديات، مثل المنافسة غير المشروعة، والضرائب، والبيروقراطية، ولكنها تبقى خسائر مؤقتة، لأن الثبات على الحلال يثمر بركة واستقرارًا على المدى الطويل.
5. لماذا يختلط الأمر في زمننا هذا؟
أ. الطمع والجشع
السعي وراء المال بسرعة، دون الالتزام بالأخلاق، أدى إلى انتشار أعمال غير مشروعة، وتجاهل الفرق بين الحلال والحرام.
ب. ضعف الوعي الديني والأخلاقي
قلة التثقيف الديني، وغياب القدوة الحسنة، جعل الكثيرين ينساقون وراء السبل السهلة والمكاسب السريعة، بغض النظر عن شرعيتها.
ج. تأثير الإعلام والثقافة السلبية
وسائل الإعلام، وبعض البرامج، تروج أحيانًا لأعمال غير مشروعة، وتصورها على أنها ناجحة، مما يخلق نوعًا من التهاون في تحديد الحلال والحرام.
6. كيف نميز بين العمل الحلال والعمل الحرام؟
أ. الالتزام بتعاليم الدين
التفقه في الدين، وقراءة الفتاوى، والاستشارة مع العلماء، تساعد على التمييز بين ما هو مشروع وما هو غير مشروع.
ب. مراقبة نية الإنسان
النية الصادقة، وهدف الإنسان من العمل، تلعب دورًا كبيرًا في تحديد شرعيته.
ج. الابتعاد عن الممارسات المشبوهة
الابتعاد عن الأعمال التي تثير الشكوك، وتجنب العروض المشبوهة، والاستثمار في الأعمال التي تتوافق مع القيم الإسلامية.
7. المال يحدد قيمه الشخص
اجل كما سمعت فى أيامنا هذه أصبح المال تعلو قيمته يومآ بعد يوم و الإنسان تقل قيمته و الكثير من الوظائف تختفى شركات تقلل العمال و الرئس ماليه و الجشع يزيد و الموظف العادى تقل قيمته و تقل ثم تقل و يداس عليه و يحترم و لا يقدر و يتم النظر إليه بإحتقار إذا عرض عليه عمل حرام من الطبيعي أن يوافق و أن يؤذنى من أذاه لم يرضى أن يمون فى صمت
8. الخاتمة
في زمن تداخلت فيه المفاهيم، وأصبح الكثيرون يخلطون بين العمل الحلال والحرام، أصبح من الضروري أن نعي أن العمل الصحيح هو الذي يُرضي الله، ويحقق للإنسان مكاسب حلالًا، ويجنب المجتمع الضرر والخسائر. فالمكاسب المادية قد تكون قصيرة الأمد، لكنها لا تساوي أبدًا راحة الضمير، ورضا الله، واستقرار النفس، فحياة الإنسان أغلى من أن يلوثها العمل غير المشروع. علينا أن نتمسك بقيم ديننا، ونتعلم كيف نفرق بين ما هو صحيح وما هو خطأ، لنعيش حياة طيبة، ونترك أثرًا إيجابيًا في المجتمع.
