رغبة الأطفال الملحة في إبهار وجذب انتباه الأقارب والأهل والناس: دوافعها وتأثيراتها  مقدمة

رغبة الأطفال الملحة في إبهار وجذب انتباه الأقارب والأهل والناس: دوافعها وتأثيراتها مقدمة

Rating 0 out of 5.
0 reviews

رغبة الأطفال الملحة في إبهار وجذب انتباه الأقارب والأهل والناس: دوافعها وتأثيراتها

مقدمة

يُعدّ حب الأطفال لإظهار أنفسهم وإثارة إعجاب من حولهم من الظواهر الطبيعية التي تبرز في مراحل نموهم المختلفة، خاصة في سن الطفولة المبكرة والمتوسطة. رغبتهم الملحة في إبهار وجذب انتباه الأقارب والأهل والناس حولهم تعكس حاجتهم للتقدير، والاعتراف، والانتماء، وهي جزء من تطور شخصيتهم ومهاراتهم الاجتماعية. ومع ذلك، يمكن أن تكون هذه الرغبة مصدرًا للإيجابية إذا استُخدمت بشكل صحيح، أو سببًا لمشكلات إذا تحولت إلى سلوك مفرط أو غير مناسب.

في هذا المقال، نستعرض دوافع رغبة الأطفال في إبهار الآخرين، ونتناول تأثيراتها على شخصيتهم، وكيفية توجيهها بشكل صحي، مع تقديم نصائح عملية للأهل والمعلمين.

الدوافع وراء رغبة الأطفال في إبهار وجذب الانتباه

1. الحاجة إلى التقدير والاعتراف

الأطفال، كغيرهم من البشر، يسعون لأن يُلاحظهم الآخرون ويعترفوا بإنجازاتهم ومواهبهم. رغبتهم في إظهار مهاراتهم أو إبداعاتهم تأتي من رغبتهم في أن يُقدرهم من حولهم، ويشعروا بقيمتهم الذاتية.

2. البحث عن الانتماء والقبول الاجتماعي

الأطفال يمرون بفترة يتعلمون فيها كيفية التفاعل مع الآخرين، ويشعرون بالحاجة إلى أن يكونوا جزءًا من الجماعة. إظهار أنفسهم بطريقة مميزة يساهم في جذب انتباه الأقران، ويشعرهم بأنهم محبوبون ومرحب بهم.

3. الرغبة في إثبات الذات

في سن الطفولة، يسعى الطفل إلى إثبات قدراته ومواهبه، خاصة إذا كان يشعر بنقص في الثقة بالنفس أو يحتاج إلى تعزيز ذاته. إبهاره للآخرين يحقق له شعورًا بالنجاح والتفوق.

4. التأثر بالمحيط ووسائل الإعلام

وسائل الإعلام، والأهل، والأقران، يرسلون رسائل متنوعة عن أهمية أن يكون الطفل مميزًا، وأن يلفت الانتباه. هذا يخلق لديه رغبة قوية في أن يكون دائمًا محور الاهتمام.

5. رغبة في جذب الاهتمام كوسيلة لتلقي الحب والحنان

الأطفال يربطون بين جذب انتباه الآخرين والحصول على الحب والحنان، خاصة إذا شعروا بنقص في جانب معين من الحب أو الاهتمام.

تأثيرات رغبة الأطفال في إبهار الآخرين

1. التأثير الإيجابي

تعزيز الثقة بالنفس:** عندما ينجح الطفل في جذب الانتباه بشكل إيجابي، يكتسب شعورًا بالإنجاز ويزيد من ثقته بنفسه.
تطوير المهارات الاجتماعية:** محاولة إبهار الآخرين تتطلب مهارات تواصل، وتعلم فنون التعبير، مما يعزز قدراته الاجتماعية.
تنمية المواهب والإبداع:** الرغبة في إظهار ما يملك من مهارات تدفع الطفل إلى تنمية مواهبه، سواء كانت فنية، رياضية، أو علمية.

2. التأثير السلبي

السلوك المفرط أو غير المناسب:** قد يلجأ الطفل إلى تصرفات مبالغ فيها أو غير أخلاقية لجذب الانتباه، مما يضر بصحته النفسية والاجتماعية.
الاعتمادية على الإشادة الخارجية:** يصبح الطفل بحاجة دائمة للشعور بالتميز، ويفقد الثقة في ذاته عندما لا يحصل على الاهتمام.
تأثير على العلاقات:** سلوكيات الإبهار المفرطة قد تخلق نوعًا من التوتر أو الصدام مع الآخرين، خاصة إذا اعتبرها الآخرون غير مناسبة أو مبالغ فيها.

كيف نوجه رغبة الأطفال في إبهار وجذب الانتباه بشكل صحي؟

1. تعزيز الثقة بالنفس من الداخل

الأهل والمعلمون يجب أن يركزوا على بناء ثقة الطفل بنفسه من خلال تشجيعه على إنجازات حقيقية، وتقديره على جهوده، وليس فقط على النتائج الخارجية أو الإعجاب.

2. تعليم الطفل قيمة التواضع واحترام الآخرين

يجب أن يتعلم الطفل أن الإعجاب الحقيقي يأتي من السلوك الإيجابي، وأن الاحترام والتواضع هما المفتاح للحفاظ على علاقاته مع الآخرين.

3. تشجيع المواهب والاهتمامات بشكل صحي

بدلاً من التركيز على إظهار المهارات فقط لجذب الانتباه، يجب توجيه الطفل لتطوير مواهبه في مجالات يحبها، مع تعزيز قيم التعاون والمشاركة.

4. تعليم مهارات التواصل والتعبير بثقة

مساعدة الطفل على التعبير عن نفسه بطريقة محترمة وواثقة، وتقديم الدعم له في إظهار مهاراته بطريقة مناسبة، دون تصرفات مبالغ فيها.

5. مراقبة وسائل الإعلام والتأثيرات الخارجية

مساعدة الطفل على فهم أن وسائل الإعلام قد تبرز نماذج غير واقعية، وأن القيمة الحقيقية تأتي من الداخل، وليس من تصرفات سطحية أو مبالغ فيها.

6. وضع حدود واضحة للسلوك الإبهاري

7.تخطى الحدود 

الأطفال قد يبالغون فى أشياء ليست مناسبة لهم أو لعمرهم من أجل إسعاد الأخرين قد يؤذن نفسه فقط للوصول إلى النجاح اللذى فى عقله ليس النجاح فى الواقع الرغبه المستمر الجشع الأنانيه الحسد كل هذا سيمر به أثناء تلك المرحلة 

على الأهل والمعلمين تحديد السلوكيات المقبولة، وتوجيه الطفل لطرق مناسبة لجذب الانتباه، مثل المشاركة في الأنشطة الجماعية، أو التعبير عن أفكاره بطريقة محترمة.

نصائح عملية للأهل والمعلمين

كونوا قدوة حسنة:** الطفل يتعلم الكثير من سلوكيات الكبار، فكونوا أنموذجًا في التواضع، واحترام الآخرين، والتقدير الحقيقي للذات.
مدح الإنجازات الحقيقية:** ركزوا على إنجازات الطفل الحقيقية، وامنحوه التقدير عندما يظهر سلوكًا إيجابيًا.
استخدام التشجيع الإيجابي:** حفزوا الطفل على التعبير عن نفسه بطريقة محترمة، وشاركوهم في أنشطة تبرز مواهبهم.
توفير بيئة داعمة:** وفروا للطفل فرصًا ليكتشف مواهبه ويطورها بشكل طبيعي، من دون ضغط أو توقعات مبالغ فيها.
الاستماع والاهتمام:** استمعوا لحديث الطفل واهتماماته، ووضحوا له أن حُبه واهتمامه يُقاسان بالسلوك الإيجابي، وليس بمظاهر الإبهار الخارجية.

الخلاصة

رغبة الأطفال في إبهار وجذب انتباه الأقارب والأهل والناس هي سلوك طبيعي ينم عن حاجة داخلية للقبول والتقدير. هذه الرغبة يمكن أن تكون محفزًا إيجابيًا يدفع الطفل لتطوير مهاراته ومواهبه، إذا تم توجيهها بشكل صحيح. ولكنها قد تؤدي إلى سلوكيات غير مناسبة إذا لم يُعطَ الطفل الدعم والتوجيه المناسبين.

على الأهل والمعلمين أن يكونوا مرشدين وداعمين، يساعدون الطفل على تنمية ثقته بنفسه من الداخل، وتطوير مهاراته بشكل متوازن، مع تعزيز قيم التواضع والاحترام. بذلك، يمكن للطفل أن يحقق توازنًا صحيًا بين رغباته في الإبهار، واحتياجاته للنمو الشخصي والاجتماعي بشكل سليم ومتوازن.

image about رغبة الأطفال الملحة في إبهار وجذب انتباه الأقارب والأهل والناس: دوافعها وتأثيراتها  مقدمة

 

comments ( 0 )
please login to be able to comment
article by
articles

13

followings

1

followings

2

similar articles
-