
مشاهير تيك توك في مصر.. الشهرة السريعة تحت مجهر القانون
باتت منصة تيك توك من أكثر وسائل التواصل الاجتماعي استخدامًا في مصر والوطن العربي، وتحولت إلى ساحة شهرة وربح سريع لعدد كبير من الشباب، خاصة الفتيات. ومع انتشار الترندات والفيديوهات القصيرة، ظهرت فئة تُعرف بـ"مشاهير تيك توك"، تقدم محتوى متنوعًا ما بين الترفيه والمثير للجدل. لكن مؤخرًا، تحولت هذه الشهرة إلى أزمة بعد أن تصاعدت قضايا محاكمة التيك توكرز بتهم أخلاقية وقانونية.
صعود سريع على حساب القيم؟
ما يجعل منصة تيك توك جذابة هو خوارزمياتها التي تروّج للمحتوى سريع الانتشار، مما يجعل الشهرة على تيك توك ممكنة خلال أيام قليلة. كثير من المستخدمين وجدوا في المنصة وسيلة لتحقيق أرباح من المشاهدات والإعلانات، لكن في سبيل الوصول للترند، قدّم البعض محتوى هابطًا وغير مناسب، يخالف العادات والتقاليد المصرية.
أصبح بعض التيك توكرز في مصر يواجهون اتهامات قضائية بـ"التحريض على الفسق"، و"انتهاك القيم الأسرية"، في إطار قانون الجرائم الإلكترونية. ما بين السعي وراء المشاهدات وتحدي الرقابة، بدأت موجة من الاعتقالات والغرامات بحق بعض مشاهير السوشيال ميديا.
تيك توك والقانون.. مواجهة حتمية
خلال الفترة الأخيرة، تصدّرت الأخبار عناوين مثل "ضبط تيك توكر شهير"، "محاكمة فتاة تيك توك"، و"حكم بالسجن على صانعة محتوى شهيرة"، ما يعكس تحوّل التيك توك من وسيلة ترفيه إلى مصدر قلق مجتمعي. القانون بدأ يتدخل بشكل واضح لضبط المحتوى المنتشر، بعد أن أصبحت بعض الفيديوهات تتضمن إيحاءات أو مشاهد خارجة.
هذه المواجهة القانونية أثارت الجدل: هل ما يحدث يُعد تضييقًا على حرية التعبير؟ أم أنه ضرورة لحماية المجتمع من الانحراف الأخلاقي الرقمي؟
دور الأسرة والمجتمع في مواجهة المحتوى الهابط
المسؤولية لا تقع على عاتق الدولة فقط، بل تمتد إلى الأسرة المصرية، والمؤسسات التعليمية، وحتى المستخدمين أنفسهم. التفاعل الإيجابي مع المحتوى الهادف وتجاهل الفيديوهات المثيرة للجدل يقلل من انتشارها. كما أن دعم التيك توكرز المحترمين يشجع على إنتاج محتوى يناسب قيمنا.
من ناحية أخرى، من الضروري توعية المراهقين والمستخدمين الجدد بعدم الانسياق وراء الشهرة السريعة على حساب المبادئ أو الوقوع في فخ الربح السهل من التيك توك.
خاتمة
التيك توك ليس مجرد تطبيق، بل هو بيئة إعلامية كاملة تعكس واقعًا جديدًا. وما يحدث الآن من محاكمة مشاهير تيك توك في مصر ليس مجرد أحداث عابرة، بل إشارة إلى تحوّل كبير في طريقة تعامل الدولة والمجتمع مع الإعلام الرقمي. وبين الطموح المشروع في الشهرة، والرغبة في الحفاظ على الأخلاق العامة، يبقى السؤال: من يحدد الحدود؟