
هل سبق لك أن رأيت مشروبًا عنصريًا؟ نعم، إنه الماتشا.
هل سبق لك أن رأيت مشروبًا عنصريًا؟
نعم، صدق أو لا تصدق... نحن نعيش وسطه، نشاهده يوميًا على القصص والفيديوهات… اسمه "الماتشا".
مشروب أخضر… لا هو نعناع، ولا شاي أخضر عادي… هو شيء يشبه البسلة المهروسة، أو البرسيم المغلي، ومع ذلك… يتم الترويج له على أنه مشروب "الصفوة".
زمان، كنا نقعد مع أهلنا نشرب شاي أو قهوة. بسيطة، دافئة، طعمها حلو، وتجمعنا…
البواب يشربها، الفلاح يشربها، السواق، المدرّس، الدكتور، الوزير… الكل كان يشارك نفس الكوباية ونفس الطعم.
دلوقتي؟
لا يا فندم، في مشروب جديد نازل للطبقة الجديدة… للـ influencers، أصحاب الفلوچات، وسكان الساحل.
الماتشا دخل حياتنا مش كـ"مشروب"، لكن كـ"رمز طبقي".
الناس اللي تشربه لازم تصور نفسها، لازم يكون الكوباية معاها ستايل، وتحط تحتها خلفية بيضاء، وورقة شجر ياباني عشان الجو يكتمل.
طيب سؤال بسيط :
ليه العامل أو الفلاح مش بيشرب ماتشا؟
ليه لازم نربط المشروب ده بفئة معينة ونعتبره حكر عليهم؟
ليه هو مشروب "الرايقين" بس؟
والأغرب من كده…
كتير بيقولوا طعمه مش حلو أصلاً!
يعني بنتحمل طعم البرسيم… بس علشان نقول "احنا غير"؟
والمفارقة الأجمل؟
إن الماتشا بقى منتشر وسط البنات أكتر من الأولاد، ولو ولد شربه… ممكن يخبي!
لأن المجتمع بيشوفه "مش رجولي كفاية"، رغم إنه مجرد شاي مطحون!
وكأن الشاي له جنس، والمشروب له هوية!
---
🎯 في النهاية:
الماركتينج لعب دور كبير في جعل الماتشا مشروب "النخبة" أو الـInfluencers، في حين إن العامل أو الفلاح عمره ما شاف إعلان يقول "اشرب ماتشا قبل طلعة الغيط".
المشكلة مش في الماتشا... المشكلة في كيف بنتعامل مع الأشياء البسيطة كأنها رموز للهوية والانتماء الطبقي.
زي الموبايل، البرندات، الأماكن اللي نروحها... بقت كلها "شيفرات" طبقية بتفصل الناس عن بعض.
المشكلة مش في الماتشا.
المشكلة فينا…
في نظرتنا لكل حاجة على إنها مؤشر طبقي، في إننا نخلي مشروب رمز، ونحصره في فئة ونمنعه عن التانية.
عايز تشرب ماتشا؟ اشرب.
عايز تشرب شاي بلبن؟ اشرب.
المهم، ما تخلّيش حاجة بسيطة زي المشروب تبقى وسيلة لتقسيم الناس، أو تصنّف نفسك على أساسها.
ما رايك في انتشار مشروب الماتشا؟
هل جربت الماتشا؟ وما رايك؟
هل تري انه مشروب عنصري؟