كيف تؤثر الاتفاقيات الاقتصادية الدولية على التعليم؟

كيف تؤثر الاتفاقيات الاقتصادية الدولية على التعليم؟

0 المراجعات

 

كيف تؤثر الاتفاقيات الاقتصادية الدولية على التعليم؟

بقلم د.اميره ابو بكر سالم

 

 * تمويل التعليم وإصلاحاته:يعد من أهم البنود التي تتأثر بتلك الاتفاقيات 

   * القروض والمنح:

 المنظمات الاقتصادية الدولية مثل البنك الدولي هي أكبر جهة مانحة ومقرضة للتعليم في العالم. عندما تحصل الدول على قروض أو منح من هذه المؤسسات، غالبًا ما تكون مرتبطة بشروط وإصلاحات معينة في قطاع التعليم. هذه الإصلاحات قد تستهدف تحسين جودة التعليم، زيادة الوصول إليه، أو ربط مخرجات التعليم بسوق العمل.

   * التقشف وخفض الإنفاق: 

في بعض الأحيان، قد تفرض الاتفاقيات الاقتصادية، خاصة تلك المرتبطة ببرامج الإصلاح الاقتصادي، سياسات تقشفية على الدول. هذا قد يؤدي إلى خفض الميزانيات المخصصة للتعليم، مما يؤثر سلبًا على جودة البنية التحتية التعليمية، رواتب المعلمين، وتوفر الموارد التعليمية.

 * تغيير المناهج الدراسية وربطها بسوق العمل:

   * متطلبات السوق العالمي: مع زيادة الانفتاح الاقتصادي والعولمة، تضغط الاتفاقيات الاقتصادية (خاصة التجارية) لضمان أن القوى العاملة المحلية تمتلك المهارات التي تتناسب مع احتياجات الشركات العالمية والاستثمار الأجنبي المباشر. هذا قد يدفع الدول إلى تعديل مناهجها الدراسية لتركز أكثر على المهارات التقنية، الرقمية، واللغات الأجنبية.

   * التعليم الفني والمهني:

 تزداد أهمية التدريب المهني والفني في ظل هذه الاتفاقيات، حيث تسعى الدول لتلبية احتياجات الصناعات والخدمات التي تتطلب عمالة مدربة ومؤهلة.

 * تحرير قطاع التعليم ودخول مقدمي الخدمات الأجانب:

   * اتفاقية "الجاتس" (GATS): الاتفاقية العامة للتجارة في الخدمات (GATS) التابعة لمنظمة التجارة العالمية قد تؤثر على قطاع التعليم. تهدف هذه الاتفاقية إلى تحرير تجارة الخدمات، بما في ذلك الخدمات التعليمية. هذا يمكن أن يؤدي إلى:

     * زيادة المنافسة: 

دخول الجامعات والمدارس الأجنبية، وتقديم خدمات تعليمية عابرة للحدود، مما يزيد المنافسة على المؤسسات التعليمية المحلية.

     * الخصخصة والتسليع: قد تدفع نحو خصخصة التعليم واعتباره سلعة تجارية، مما قد يؤثر على مبدأ التعليم المجاني أو الميسور التكلفة.

     * الشراكات الدولية: 

تشجيع الشراكات بين الجامعات والمؤسسات التعليمية المحلية والأجنبية، مما قد يؤدي إلى تبادل الخبرات وتطوير البرامج الدراسية.

 * تأثير العولمة على معايير التعليم:

   * المعايير الدولية: تساهم الاتفاقيات الاقتصادية والانفتاح في تبني معايير تعليمية دولية، مثل برامج البكالوريا الدولية (IB) أو تقييمات الطلاب الدولية (PISA). هذا يهدف إلى توحيد جودة التعليم عبر الدول لضمان قدرة الخريجين على المنافسة في سوق عمل عالمي.

   * هجرة العقول: 

قد تؤثر هذه الاتفاقيات على حركة العمالة الماهرة، مما قد يؤدي إلى هجرة الكفاءات من الدول النامية إلى الدول المتقدمة بحثًا عن فرص أفضل.

أمثلة من مصر:

في مصر، كما في العديد من الدول النامية، تتأثر السياسات التعليمية بالتوجهات الاقتصادية الدولية. على سبيل المثال:

 * برامج الإصلاح الاقتصادي: غالبًا ما تكون مرتبطة بإصلاحات هيكلية في قطاع التعليم لزيادة كفاءته وربطه باحتياجات سوق العمل.

 * تشجيع التعليم الخاص والدولي: مع تزايد الطلب على تعليم يلبي المعايير الدولية، زاد الاهتمام بالجامعات والفروع الدولية في مصر، وهو ما ينعكس في تشريعات مثل القانون رقم 162 لسنة 2018 بإنشاء الجامعات الدولية.

 * التركيز على التعليم الفني والتدريب المهني: هناك جهود واضحة لتعزيز التعليم الفني والمهني لتلبية احتياجات سوق العمل المحلي والإقليمي والدولي.

بشكل عام، تؤدي الاتفاقيات الاقتصادية الدولية إلى ضغوط على الأنظمة التعليمية للتكيف مع متطلبات الاقتصاد العالمي. ورغم أن هذا يمكن أن يجلب فرصًا للتحسين والتطوير، إلا أنه يتطلب تخطيطًا حكيمًا لضمان عدم المساس بالعدالة في الوصول إلى التعليم، والحفاظ على الهوية الثقافية والوطنية في المناهج التعليمية.

هل ترى أن هناك جوانب إيجابية أو سلبية معينة لهذه التأثيرات تثير اهتمامك بشكل خاص؟

شاركنا في التعليقات 

 

 

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة
المقالات

7

متابعهم

9

متابعهم

1

مقالات مشابة