
قصه قصيره" مجرد بديل"
مجرد بديل
"منى" دي بنت زي الورد، خفيفة الظل وضحكتها ترن في المكان. كل اللي يشوفها يقول: "يا بخت اللي هترتبط بيه". لحد ما قابلت "كريم". كريم كان شاطر ووسيم، وكل حاجة فيه تشد، بس كان فيه حاجة غريبة... كأن عينه مش بتشوف منى لوحدها، فيه شبح تالت معاهم على طول.
في الأول، منى مكنتش فاهمة. يقولها: "أصل حبيبتي اللي فاتت كانت بتلبس الألوان الفاتحة أكتر." أو "كنت بحب أكل كذا عشانها." منى كانت بتعدّيها، تقول يمكن بيحكي عن ماضيه، عادي. تحاول ترضيه، تلبس ألوان معينة، تعمل أكل معين، بس مفيش فايدة. كأنها في مسابقة هي متعرفش قواعدها.
في مرة، كانت منى بتوريه صورة ليها وهي صغيرة، فضحك وقال: "كان وشها مدور أكتر منك وهي صغيرة." منى قلبها وجعها. هو ليه بيقيسها دايماً بحد تاني؟
بدأت تلاحظ إن كريم مش بيحبها عشان هي منى. هو عايزها نسخة مطورة من حبيبته اللي فاتت. عايزها "ترقية"، زي ما يكون بيملى خانة في سيرة ذاتية. لو هي مش أحلى، مش أذكى، مش أغنى من اللي فاتوا دول... يبقى مجرد بديل.
الأصعب، إنه كان بيتكلم عنها (حبيبته السابقة) بكل حنين ومرارة في نفس الوقت. "أصلها كانت بتفهم كلامي من قبل ما أتكلم." "أصلها عمرها ما كانت بتعترض على حاجة." منى كانت بتحس إنها مش بتنافس واحدة موجودة، دي بتنافس "خيالات" في دماغه، و"حنين" لحاجة عدت وممكن تكون مكانتش بالروعة دي أصلاً.
مرة، حاولت منى تتكلم معاه بجدية. قالت له: "كريم، أنا منى. أنا مش هي. لو عايزها، روح لها." رد عليها ببرود: "أنا عايز واحدة تعرف قيمتي. لو انتي كويسة، اثبتي لي إنك أحسن منها." الجملة دي كانت زي الصعقة. فهمت إنها مش حبيبته، دي انتقامه منها. هو بيحاول يثبت لنفسه إنه يقدر يجيب أحسن.
منى تعبت. تعبت من المقارنات، تعبت من إنها تكون مجرد ورقة في اختبار هو حاطه لنفسه. مفيش سلام، مفيش هدف واضح. كل يوم دراما جديدة، وكريم مكنش بيشوف الدراما دي على إنها مشكلة، هو كان فاكرها "حب".
لحد ما في يوم، "نهاد" صاحبتها، اللي كانت بتسمع منها كتير، قالت لها كلمة كانت كافية تصحيها: “يا منى، اللي عايزك تنافسي أشباح ماضيه، عمره ما هيشوف حاضرك. ولا هيحمي مستقبلك. انتي مش طارد أرواح عشان تطردي أشباحه. بصراحة، لو كانت حلوة أوي كده، مكنش سابها. واللي مش بيعرف يسيب اللي فات، عمره ما هيعرف يبني بجد مع اللي موجود دلوقتي.”
الكلمة دي خلت منى تفوق. قررت إنها مش هتكمل اللعبة دي. اللي مش بيقدر يشوف قيمتها الحالية، ملوش مكان في مستقبلها. وفعلاً، لما بدأت منى تركز على نفسها وعلى حياتها بعيدًا عن المقارنات والدراما دي، كريم بدأ يبعد، لحد ما "شبحها" هو كمان. بس المرة دي، منى مكنتش موجوعة زي الأول. كانت حاسة إنها كسبت حريتها من سجن الأشباح.
وفهمت إن اللي بيقارن، في النهاية، مش بيبني مستقبل أبدًا. وبيسيب كل اللي كويس في الحاضر عشان يعيش في وهم اللي فات
#أشباح_ الماضي.
# مقارنات_ مدمره.
# التعافي_ العاطفي.
# قصه_ واقعيه.
# الحب _ المشروط.