
الأم بتلم… كيف تتعايشين مع الفوضى دون أن تنهاري.
✍️ الأم بتلم… كيف تتعايشين مع الفوضى دون أن تنهاري.
في مرحلة الطفولة المبكرة، لا شيء يبقى في مكانه.
الوسائد على الأرض، الألعاب مبعثرة، الجدران مغطاة برسومات عشوائية، والأطباق تنتظر منذ أمس.
ووسط هذا كله، تقف الأم تنظر حولها بين الرغبة في الصراخ… والحاجة إلى التنفّس.
لكن السؤال الصادق الذي يجب أن تسأليه لنفسك هو:
هل يُفترض بي أن أُصلح كل شيء؟ وهل الفوضى تعني أني فشلت؟
الإجابة ببساطة: لا.
---
🌪️ الطفولة المبكرة = فوضى حتمية!
الطفل في هذه المرحلة يتعلّم من خلال "اللعب واللمس والتجريب".
والبيت ليس متحفًا، بل بيئة للتعلّم.
فكيف تتعلّم ابنتك القفز إن لم تسقط؟ وكيف يكتشف ابنك الألوان إن لم يلوّن يديه والطاولة والجدار؟
نعم، هذه الفوضى ليست دليل فشل، بل أحيانًا دليل حياة… ونمو.
بل إن كثرة النظام في بعض البيوت تخنق إبداع الطفل. دعينا نكون واقعيين:
الطفل الفضولي فوضوي بطبعه، والطفل الذي لا يُحدّث ضجّة هو طفل مكبوت أو خائف.
فلماذا نربط التربية بالترتيب؟ ولماذا نربط نجاح الأم بلمعان البلاط؟
---
🤱 ما الذي يجب أن تتقبله الأم؟
1. أن البيت لن يكون مثاليًا دائمًا.
وهذا لا ينتقص من قيمتك، ولا من قدرتك كأم.
2. أنكِ لستِ خادمة، بل إنسانة.
لكِ أن تتعبي، وتؤجلي، وتُنهكي، وتختاري الراحة على الترتيب.
3. أن الأطفال لا يتذكّرون البيت المرتب، بل الأم الهادئة.
تخيّلي أن تعبك في التلميع والتنظيف يأتي على حساب قصة قصيرة كنتِ ستقرئينها لهم؟ من سيربح؟
---
🌿 كيف تتعايشين مع الفوضى دون أن تنهاري؟
🔹 رتّبي بالتدريج، لا دفعة واحدة.
🔹 خصّصي وقتًا للفوضى ووقتًا للترتيب بمشاركتهم.
🔹 امدحي مجهودهم في المساعدة، لا تنتقدي النتيجة.
🔹 ضعي قواعد بسيطة: (نرتّب بعد اللعب – نضع الأشياء في السلة – نلوّن على الورق).
وتذكّري: أنتِ تُربّين بشرًا… لا تصنّعين صورة إنستغرام.
---
💛 الأم بتلم… لكنها بتتعب
نعم، "الأم بتلم"،
لكنها أيضًا تبكي بصمت أحيانًا، وتجلس وسط الفوضى في آخر الليل تفكّر: "هل أنا أم جيدة؟"
والجواب هو: نعم، أنتِ عظيمة رغم كل شيء.
فالفوضى ستنتهي، والأطفال سيكبرون، لكن الذكريات تبقى…
فاصنعيها اليوم بضحكة، وليس بممسحة.
ولا تنسي: الطفل لا يحتاج بيتًا مرتبًا بقدر ما يحتاج أمًا مطمئنة وسعيدة.