إثيوبيا تُعلن اكتمال سد النهضة رسميًا: ما تأثير ذلك على مصر والسودان؟
إثيوبيا تُعلن اكتمال سد النهضة رسميًا: ما تأثير ذلك على مصر والسودان؟
مقدمة المقال:
في تطور لافت أثار ردود فعل واسعة، أعلنت الحكومة الإثيوبية صباح اليوم اكتمال بناء سد النهضة بالكامل، بعد أكثر من 13 عامًا من العمل والتمويل والمفاوضات المتعثرة. يأتي هذا الإعلان في وقت حساس تمر به المنطقة، ويعيد فتح ملف أزمة مياه النيل بين مصر، السودان، وإثيوبيا.
في هذا المقال على موقع "أموالي"، نستعرض تفاصيل الإعلان، وردود الأفعال المصرية والسودانية، والتحليل الفني والسياسي والاقتصادي لتبعات هذا الإنجاز، بالإضافة إلى مستقبل العلاقات الثلاثية.
تفاصيل الإعلان الإثيوبي:
التاريخ: الأربعاء 2 يوليو 2025
المصدر: رئيس الوزراء الإثيوبي "آبي أحمد" في مؤتمر صحفي من موقع السد.
أعلن رسميًا انتهاء عمليات التشييد والهندسة الكهرومائية.
بدء التشغيل الكامل لكل توربينات السد، بطاقة إجمالية تتجاوز 6,400 ميجاوات.
آبي أحمد وصف الحدث بأنه "لحظة تاريخية للشعب الإثيوبي"، وشكر الدول التي دعمت المشروع، مؤكدًا أنه "لا يهدف للإضرار بأي طرف، بل لتحقيق التنمية للجميع".
رد فعل مصر والسودان:
الجانب المصري:
أعربت وزارة الخارجية المصرية عن رفضها القاطع للإجراءات الأحادية.
وصف المتحدث باسم الوزارة الإعلان بأنه "استفزازي ويتعارض مع القانون الدولي".
دعا الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لعقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن القومي المصري.
الجانب السوداني:
أصدر السودان بيانًا رسميًا يعبر عن "القلق العميق" بشأن تأثير السد على السدود السودانية وخاصة سد الروصيرص.
دعا الحكومة الإثيوبية للعودة إلى مسار التفاوض الثلاثي بإشراف الاتحاد الإفريقي.
تأثير اكتمال سد النهضة على مصر:
1. التأثير على حصة مصر المائية:
مصر تعتمد بنسبة أكثر من 90% على مياه نهر النيل.
هناك تخوف كبير من تأثير التخزين الدائم والتشغيل على تدفق المياه لمصر.
2. الزراعة والأمن الغذائي:
أي نقص في المياه سيؤثر بشكل مباشر على إنتاج المحاصيل الأساسية مثل الأرز والقمح.
3. الكهرباء والسد العالي:
انخفاض منسوب النيل قد يؤثر على إنتاجية الكهرباء من السد العالي.
4. السياحة والنقل النهري:
تغير مناسيب المياه قد يؤثر على الملاحة في نهر النيل، خصوصًا في الصعيد.
تأثيرات محتملة على السودان:
السد قد يوفر فرصة لتوليد طاقة كهربائية رخيصة.
في نفس الوقت، قد يؤدي إلى مخاطر فيضان أو جفاف حسب حجم التصريف.
مخاوف من تأثيرات فجائية بسبب غياب التنسيق في إدارة المياه.
الجانب الاقتصادي والسياسي لإثيوبيا:
المشروع كلّف أكثر من 5 مليارات دولار.
يوفر طاقة كهربائية لـ65% من السكان الذين كانوا بلا كهرباء.
قد يعزز من نفوذ إثيوبيا إقليميًا.
ماذا بعد؟ هل انتهت الأزمة؟
السيناريو الأول: العودة للمفاوضات
رغم اكتمال السد، يبقى التشغيل المشترك والتنسيق أساسيًا لتفادي الأضرار.
السيناريو الثاني: التصعيد السياسي أو العسكري
بعض المحللين لا يستبعدون إجراءات مصرية حازمة إذا تضررت الحصة المائية.
السيناريو الثالث: التحكيم الدولي
خيار اللجوء إلى محكمة العدل الدولية أو مجلس الأمن يبقى مطروحًا.
تحليل فني: هل السد آمن؟
السد مبني في منطقة زلزالية نسبيًا.
هناك دراسات تحذر من مخاطر بنيوية على المدى البعيد.
لم تنشر إثيوبيا تقارير مستقلة حديثة عن أمان السد.
ماذا تقول القوانين الدولية؟
اتفاقية 1929 و1959 تعطي مصر والسودان حقوقًا تاريخية.
اتفاق إعلان المبادئ في 2015 شدد على عدم اتخاذ إجراءات أحادية.
بناء السد دون اتفاق نهائي يعتبر مخالفة محتملة للقانون الدولي.
آراء الخبراء:
د. هاني سويلم (وزير الري): "لن نسمح بتهديد الأمن المائي لمصر، ونعمل على كل المسارات."
د. أيمن شبانة (أستاذ علوم سياسية): "إثيوبيا ربحت المعركة الهندسية، لكن لم تربح المعركة السياسية."
خبراء دوليون يحذرون من خطر اعتماد سد النهضة كمصدر وحيد للطاقة دون تأمين بيئي.
الخلاصة:
اكتمال بناء سد النهضة يمثل منعطفًا حادًا في مسار العلاقات الثلاثية، ويضع الجميع أمام تحدٍ جديد: إما التعاون أو التصعيد. وفيما تتابع القاهرة والخرطوم الوضع عن كثب، تبقى كل السيناريوهات مفتوحة.
هل تعتقد أن إعلان اكتمال السد سيزيد التوتر؟ شاركنا رأيك في التعليقات.
