
هل ينهي ترامب حرب غزة؟.. وما حقيقة وقف إطلاق النار المنتظر بين إسرائيل وحماس:
ترامب يلوّح بقرب اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة: هل يتحقق السلام أخيرًا؟
في خطوة مفاجئة أثارت الجدل، صرّح الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، في نهاية يونيو 2025، بأن اتفاقًا لوقف إطلاق النار في غزة قد يتم التوصل إليه خلال الأسبوع المقبل. هذا التصريح أعاد الأمل لدى البعض بقرب نهاية الحرب المشتعلة منذ أشهر، بينما أثار شكوكًا وتساؤلات حول مدى واقعية هذه التوقعات في ظل استمرار العمليات العسكرية والتباعد السياسي بين الأطراف.
تفاصيل تصريح ترامب بشأن وقف إطلاق النار
قال ترامب من واشنطن:
“أعتقد أننا قريبون جدًا من التوصل إلى وقف لإطلاق النار، وأتوقع أن يتحقق خلال الأسبوع المقبل.”
وأشار ترامب إلى أنه على اتصال "بأطراف معنية" بالمفاوضات، دون أن يكشف عن أسمائها، في تلميح إلى قنوات غير معلنة بين واشنطن، تل أبيب، وربما وسطاء إقليميين.
ملامح الاتفاق المقترح بين إسرائيل وحماس:
بحسب تقارير إعلامية، يتضمن الاتفاق الذي تسعى إليه الولايات المتحدة المكونات التالية:
هدنة لمدة 60 يومًا تشمل وقف العمليات الجوية والبرية.
تبادل الرهائن، بما في ذلك الجنود والمدنيين، مقابل أسرى فلسطينيين.
فتح المعابر الإنسانية لتدفق الإغاثة إلى قطاع غزة.
ترتيبات أمنية مرحلية بإشراف دولي لضمان الالتزام.
المواقف الإسرائيلية والفلسطينية من المبادرة:
الموقف الإسرائيلي
رغم تصريحات علنية بدعم الجهود الأمريكية، لا تزال إسرائيل تُبدي تحفظات على بعض بنود الاتفاق، خصوصًا تلك المتعلقة بمستقبل حماس في غزة، حيث ترفض تل أبيب القبول بأي صيغة تتيح للحركة الاحتفاظ بسلاحها أو سيطرتها السياسية.
موقف حماس والفصائل الفلسطينية
أبدت حماس استعدادًا للتفاوض على أساس "وقف شامل للعدوان"، لكنها طالبت بضمانات دولية لانسحاب إسرائيلي كامل من غزة، ورفع الحصار، وإعادة إعمار القطاع. وردت على المقترح الأمريكي بتعديلات وصفتها واشنطن بأنها "غير مقبولة حاليًا".
السياق الإقليمي والدولي
يتزامن تصريح ترامب مع تهدئة نسبية في التصعيد بين إسرائيل وإيران، ما أتاح فرصة دبلوماسية جديدة. كما كثفت مصر وقطر والأمم المتحدة من تحركاتها لتقريب وجهات النظر بين الطرفين. ويرتبط التوقيت أيضًا بالضغوط الداخلية على إدارة ترامب من الجناح الديمقراطي المؤيد لوقف الحرب.
رأي تحليلي: هل المهلة الزمنية واقعية؟
رغم التفاؤل الذي أبداه ترامب، إلا أن مراقبين يرون أن المهلة الزمنية (أسبوع واحد) أقرب إلى الدعاية السياسية منها إلى الجدول الزمني الواقعي، وذلك للأسباب التالية:
1. غياب التوافق الأساسي بين مطالب الطرفين، خاصة حول مستقبل غزة.
2. ضبابية الأطراف الراعية للاتفاق، خاصة في ظل فتور العلاقة بين إدارة ترامب ونتنياهو.
3. استمرار القتال ميدانيًا، مما يشير إلى فجوة بين التصريحات الدبلوماسية والواقع على الأرض.
4. عدم وجود ضمانات تنفيذ معلنة حتى الآن، سواء من الأمم المتحدة أو القوى الإقليمية.
خاتمة:
تصريحات ترامب تمثل رسالة ضغط سياسي على الأطراف، لكنها لا تعني بالضرورة أن وقف إطلاق النار وشيك. ما لم يتم التوصل إلى تفاهمات حول الملفات الجوهرية – كحكم غزة والضمانات الأمنية – سيظل الاتفاق معلقًا في إطار التكهنات.
وعليه قد يعكس إعلان ترامب بشأن وقف إطلاق النار في غزة تحركًا دبلوماسيًا نشطًا، لكنه يفتقر حتى الآن إلى الأساس العملي والاتفاق الكامل بين الأطراف. يبقى السؤال: هل ستثمر هذه الجهود عن نهاية حقيقية للحرب؟ أم أننا أمام "هدنة سياسية" لا تغيّر من واقع الصراع شيئًا؟.