الحرب بين ايران وإسرائيل . وما دوافع ايران في دعم حماس؟

الحرب بين ايران وإسرائيل . وما دوافع ايران في دعم حماس؟

0 reviews

الحرب بين إسرائيل وإيران: صراع النفوذ ودوافع الدعم الإيراني لحماس

تُعد الحرب غير المعلنة بين إسرائيل وإيران من أعقد النزاعات في الشرق الأوسط، إذ تتشابك فيها الأبعاد السياسية والعسكرية والدينية والاستراتيجية. فبالرغم من عدم خوض الدولتين حربًا مباشرة واسعة النطاق، إلا أن المواجهة بينهما مستمرة عبر وكلاء في ساحات متعددة مثل سوريا ولبنان وقطاع غزة. ومن أبرز أذرع إيران في هذه المعركة، حركة حماس الفلسطينية التي تنشط بشكل رئيسي في قطاع غزة. فما الذي تريده إيران من دعمها لحماس؟ وكيف يؤثر هذا الدعم على ميزان القوى في المنطقة؟


---

خلفية الصراع بين إيران وإسرائيل

بدأ التوتر بين إسرائيل وإيران منذ الثورة الإسلامية عام 1979، عندما تحولت إيران من حليف للغرب إلى دولة ترفع شعار "الموت لإسرائيل". ومنذ ذلك الحين، تسعى طهران إلى تعزيز نفوذها في المنطقة عبر دعم حركات المقاومة المسلحة ضد إسرائيل، وهو ما تعتبره جزءًا من "محور المقاومة" الذي يضم سوريا، حزب الله، وحركات فلسطينية مثل حماس والجهاد الإسلامي.

في المقابل، ترى إسرائيل في إيران تهديدًا وجوديًا، خصوصًا بسبب برنامجها النووي، وتعمل على الحد من توسعها الإقليمي. وقد شنت إسرائيل مئات الغارات الجوية على مواقع إيرانية أو تابعة لإيران داخل سوريا، كما نفذت عمليات اغتيال تستهدف علماء نوويين إيرانيين.


---

طبيعة الدعم الإيراني لحماس

إيران تقدّم دعمًا عسكريًا وماليًا ولوجستيًا لحركة حماس، التي تسيطر على قطاع غزة منذ عام 2007. يتضمن هذا الدعم:

تمويل مالي يُقدّر بملايين الدولارات سنويًا.

تزويد الحركة بتكنولوجيا تصنيع الصواريخ والطائرات المسيّرة.

التدريب العسكري لعناصر حماس في إيران أو من خلال الحرس الثوري.

دعم سياسي ودبلوماسي في المحافل الدولية.


وقد ازداد هذا التعاون وضوحًا في السنوات الأخيرة، خاصة بعد توتر علاقات حماس مع بعض الدول العربية، ما دفعها للتقارب أكثر مع إيران.


---

دوافع إيران من دعم حماس

1. محاصرة إسرائيل عبر وكلاء
تدرك إيران أنها لا تستطيع مواجهة إسرائيل عسكريًا بشكل مباشر دون عواقب كارثية. لذلك تعتمد على سياسة "الحرب غير المتكافئة" عبر وكلائها في المنطقة، لتبقي إسرائيل مشغولة ومتوتّرة من عدة جبهات.


2. تعزيز نفوذها في القضية الفلسطينية
تدرك طهران أن القضية الفلسطينية ما زالت قضية مركزية في وجدان الشعوب العربية والإسلامية، ودعمها لحماس يمنحها شرعية شعبية ويعزز صورتها كمدافع عن حقوق المسلمين.


3. منافسة النفوذ السعودي والخليجي
عبر دعمها لحماس، تسعى إيران لتقديم نفسها كبديل للقوى السنية الكبرى في العالم العربي، وخاصة بعد توقيع بعض الدول العربية اتفاقات تطبيع مع إسرائيل.


4. ردع إسرائيل والولايات المتحدة
يعتبر الدعم الإيراني لحماس أداة ضغط على إسرائيل وحليفتها الولايات المتحدة. ففي حال حدوث أي اعتداء على إيران أو برنامجها النووي، يمكن لطهران استخدام حماس والجهاد الإسلامي وحزب الله لفتح جبهات متعددة ضد إسرائيل.


5. توحيد محور المقاومة
إيران تحاول ربط جبهات المقاومة من غزة إلى لبنان فسوريا فاليمن والعراق، لتشكيل طوق إستراتيجي يُحاصر إسرائيل ويهدد مصالحها.

 


---

أثر الدعم الإيراني على الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي

الدعم الإيراني لحماس ساهم في تغيير قواعد الاشتباك مع إسرائيل، إذ أصبحت الحركة قادرة على إطلاق صواريخ بعيدة المدى تصل إلى تل أبيب ومدن أخرى. كما زادت قدرتها على المواجهة لأسابيع بدل أيام، ما يجعل أي حرب مستقبلية أكثر كلفة لإسرائيل.

لكن في المقابل، أدى هذا الدعم إلى مزيد من الانقسامات داخل الساحة الفلسطينية، وإلى عزلة أكبر لقطاع غزة، حيث تتهم بعض الأطراف حماس بأنها تُنفّذ أجندة إيرانية على حساب المشروع الوطني الفلسطيني.


---

الخلاصة

الصراع بين إيران وإسرائيل هو صراع مصالح ونفوذ طويل الأمد، تتداخل فيه العقائد والسياسة والجغرافيا. ومن خلال دعمها لحماس، تسعى إيران لتحقيق جملة من الأهداف تبدأ بمحاصرة إسرائيل ولا تنتهي بتعزيز حضورها في العالم العربي والإسلامي.

لكن يبقى السؤال: إلى متى يمكن استمرار هذا الصراع بالوكالة دون أن يتحول إلى مواجهة مباشرة؟ وهل ستظل حماس أداة بيد إيران أم أنها ستعيد حساباتها في ظل تغير التوازنات الإقليمية؟


--

 

comments ( 0 )
please login to be able to comment
article by
articles

6

followings

1

followings

1

similar articles