مدينة اوغاريت السورية

مدينة اوغاريت السورية

0 المراجعات

تعد مدينة أوغاريت (رأس شمرا حاليًا في شمال غرب سوريا تقع على انقاض تل اثري ) واحدة من أهم المدن التاريخية في العالم القديم، حيث شكلت مركزًا ثقافيًا وتجاريًا ودينيًا متقدمًا في الألف الثاني قبل الميلاد. اكتشفت أوغاريت بالصدفة في عام 1928، ومنذ ذلك الحين أصبحت منارة للباحثين في تاريخ الشرق الأدنى القديم، خاصة بعد اكتشاف الأبجدية الأوغاريتية مع، التي تعتبر أحد أقدم أنظمة الكتابة في العالم.

 

 
تقع أوغاريت على بعد حوالي 12 كم شمال مدينة اللاذقية السورية، قرب ساحل البحر المتوسط. ازدهرت المدينة بين القرنين الخامس عشر والثاني عشر قبل الميلاد، وكانت مملكة مستقلة تربطها علاقات تجارية ودبلوماسية مع حضارات بلاد ما بين النهرين (مثل البابليين)، ومصر الفرعونية، وحضارات الأناضول (الحيثيون)، وجزيرة قبرص.  


أهم ما يميز أوغاريت هو اكتشاف **اللغة الأوغاريتية وكتابتها المسمارية، والتي تعود إلى حوالي **1400-1200 ق.م. هذه الأبجدية تتكون من 30 حرفًا وتعتبر أول أبجدية مكتوبة في التاريخ، سبقت الأبجدية الفينيقية التي تطورت منها لاحقًا العديد من أبجديات العالم، بما فيها العربية والعبرية واليونانية.  

تم العثور على آلاف الألواح الطينية في قصر أوغاريت ومعابدها، تضمنت نصوصًا أدبية، ودينية، واقتصادية، وقانونية، مما كشف عن حياة سياسية واجتماعية متطورة

. من أشهر النصوص المكتشفة:  
ملحمة كيريت: نص ملحمي يروي قصة ملك أوغاريت.  
أسطورة بعل وعناة نصوص دينية تشرح معتقدات الكنعانيين عن آلهتهم.  
المراسلات الدبلوماسية: مثل رسائل تل العمارنة التي تذكر أوغاريت.  

الحياة الدينية والثقافية في أوغاريت 
كانت أوغاريت مركزًا دينيًا مهمًا، حيث عبد سكانها آلهة كنعانية مثل:  
بعل (إله العاصفة والخير).  
عناة (إلهة الحرب والحب).  
إيل (الإله الأعلى في البانثيون الكنعاني).  

صورة راس تمثال اميرة  اوغاريتية

 

كما تميزت المدينة بفنونها المعمارية، حيث كشفت التنقيبات عن:  
القصر الملكي: وهو مجمع ضخم يضم أكثر من 90 غرفة.  
المعابد: مثل معبد بعل ومعبد داجون.  
البيوت السكنية: التي تدل على رفاهية المجتمع الأوغاريتي.  

سقوط أوغاريت ونهايتها
انهارت أوغاريت حوالي 1180 ق.م بسبب غزو شعوب البحر (قبائل غامضة دمّرت عدة حضارات في تلك الفترة)، بالإضافة إلى احتمالية تعرضها لزلازل مدمرة. ومع ذلك، بقيت إرثها الحضاري، خاصة في مجال اللغة والأدب.  

أوغاريت اليوم: تراث يستحق الحماية  
تعتبر أوغاريت اليوم موقعًا أثريًا مهمًا في سوريا، لكنها تعرضت لبعض التهديدات بسبب النزاعات الحديثة. تُدرجها منظمة اليونسكو كجزء من التراث الإنساني الذي يجب الحفاظ عليه.  
أوغاريت ليست مجرد مدينة أثرية، بل هي مهد الحضارة والكتابة ودرة الساحل السوري الشاهد على عراقة التاريخ  وشاهد على عراقة سوريا وتأثيرها في التاريخ العالمي. إكتشافاتها لا تزال تفتح أبوابًا جديدة لفهم تطور اللغة والأدب والدين في الشرق القديم حيث قدمت للعالم واحدة من اقدم الأبجديات المكتوبة.  

لكن الكنوز الأثرية فيها تحتاج إلى المزيد من الاستكشاف والحماية لتبقى شاهدة على عظمة الإرث السوري القديم.

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

المقالات

4

متابعين

0

متابعهم

1

مقالات مشابة