ماذا تعرف عن جمهورية أفلاطون ؟

ماذا تعرف عن جمهورية أفلاطون ؟

0 المراجعات

هو النظام السياسي - الفلسفي الذي تصوره الفيلسوف اليوناني أفلاطون في كتابه “ الجمهورية”، إلا أن المختصين بدراسة الفلسفة الأفلاطونية يطلقون هذا التعبير على مجمل أفكاره الاجتماعية والسياسية. ويضطر دارس أفلاطون للإشارة إلى طورين أو ثلاثة من تفكيره السياسي. يشتمل الطور الأول على ما جاء في  كتاب “ الجمهورية” حيث كان لم يزل تحت تأثير معلمه سقراط. ويحتوي الطور الثاني على ما جاء في كتابه “ رجل الدولة”، والطور الثالث على ما جاء في كتابي" الشرائع" و" التحارير". ويظهر أفلاطون في الطورين الأخيرين استقلالا عن معلمه.

أبرز وأهم ميزات  كتاب “ الجمهورية” أنها حملت انتقادات لاذعة لطرق الحكم الممارسة والتقاليد الاجتماعية المتعارفة واتصفت بالثورية الفكرية.

تجرأ أفلاطون ، في عصر تقرب منه معاملة المرأة من معاملة العبد، على التبشير بمساواة المرأة بالرجل. وقال بأن أقرب طريق للخلاص السياسي هي أن يحكم الفيلسوف.

ولمفهوم “ حكم الفيلسوف الملك” علاقة وثيقة بمفهومين أساسيين عند أفلاطون:

أ-ـأن المعرفة هي الفضيلة.

ب-أن الاجتماعيات، ومنها السياسيات، يمكن أن تخضع للمعالجة العقلية، وبالتالي فهي علم، أو يمكن أن تكونه (كتب أفلاطون على مدخل داره هذه العبارة، لا تدعوا أحدا ممن يجهلون الهندسة يدخل هذا المكان).

أما الملك الفيلسوف ، ينظر أفلاطون ، فهو الشخص الذي يمكنه معرفة المثل، ومنها العدالة؛ فالمعرفة عنده من أهم شروط الحكم. ولكم يكتف أفلاطون بطلب المعرفة فحسب من السياسي الأمثل في جمهوريته، بل أراده صاحب كفاءات أدبية أخلاقية. إذ أن المعرفة أداة قد يساء استعمالها، فحكم الفيلسوف الملك أنسب من حكم القانون، أو بالأحرى " رأيه هو القانون، لأن حكم القانون، إذا قيس بحكم الملك الفيلسوف ، هو غير ذي ليونة تنسجم مع تغير الحوادث والوقائع التي وجد القانون لخدمتها وتقييمها. وهنا يتساءل أفلاطون كيف يُلام قبطان نجح بإنقاذ سفينته من الغرق حتى ولو لم يتصرف بمقتضى القواعد المسطرة في الكتب ؟ وكيف يُلام طبيب خلص مريضا من الموت حتى ولو خالف معطيات الطب ومسلماته ؟ . وقرارات الفيلسوف الملك السياسية وإرشاداته ليست اعتباطية، بل مستوحاة من عالم المثل. والفيلسوف وحده مؤهل لهذه الرؤيا نظريا وعمليا.

وبعمله هذا إنما يقوم الفيلسوف بما تتطلبه منه طبيعته في مجتمع كثرت كفاءاته واختلفت، فاضطر كل للقيام بما يستطيعه ويحسن عمله، أليس هذا هو مبدأ تقسيم العمل المبني على درس عميق لطبيعة المجتمع وطبيعة أعضائه. فقد ورد في “  الجمهورية” أنه " يجب أن نستخلص أن إنتاج جميع الأشياء من النوع الأحسن بسهولة وبكثرة يحصل عندما يعمل رجل واحد عملا ينسجم مع طبيعته فيجيده ويتقنه .

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

المقالات

161

متابعين

583

متابعهم

6651

مقالات مشابة