فاتن حمامة لماذا ؟

بدأ الفن السابع فى  مصر  فى نفس الوقت الذي بدأ في العالم، حيث كان أول عرض سينمائي تجاري في العالم كان في ديسمبر 1895 م. في بالعاصمة الفرنسية باريس، وكان فيلما صامتاً للأخوين «لوميير»، وبعد هذا التاريخ بأيام قدم أول عرض سينمائي في مصر في مدينة الإسكندرية في يناير 1896 م، لذلك تعد السينما المصرية هي بدايات هذا الفن بالعالم ولها الريادة في الشرق الاوسط ويطلف عليها هوليوود الشرق،    ومن اهم الرموز الفنية فى صناعة السينما  على مدار تاريخها  كانت الفنانه فاتن حمامة والتى تمثل  قيمة فنية كيرة فى السينما العربية وتعتبر هى  الرمز لهذا الفن  لدورها الكبير فى اثراء الحركة الفنية والسينمائية على مدى اجيال بموهبتها المتفردة واطلق عليها لقب سيدة الشاشة العربية فى الخمسينات  ثم حصلت على جائزة نجمة القرن كاهم ممثلة  فى تاريخ السينما خلال القرن العشرين بناء على استفتاء اجراه مهرجان القاهرة السينمائى الدولى عام 1996 بمناسبة الاحتفال بمرور مائة عام على بداية فن السينما والذى شارك فيه كبار النقاد والميدعين ونتناول هنا بالمقال الاجابة عن السؤال لماذا اصبحت فاتن حمامة هى سيدة الشاشة العربية  

الطفلة المعجزة فى الثلاثينات :

فاتن حمامة كان  لها الريادة فى السينما   منذ ظهرت طفلة أواخر الثلاثينات اى منذ بدايات السينما العربية الناطقة وغيرت وهى طفلة فى فيلم يوم سعيد بدون ان تقصد بموهبتها الفطرية العظيمة  مفهوم وشكل التمثيل أمام الشاشة ليكون أكثر تلقائية وصدق بعيدا عن الأداء المسرحى المبالغ فيه وقتها وكأنها كانت التطبيق الذى يسبق النظريات فى فن التمثيل  .

وقد وصف  المخرج الكبير محمد كريم عن اكتشافه لفاتن حمامة في اول افلامها فيلم "يوم سعيد" وعمرها لا يتجاوز سبع سنوات:"لقد رأيت مئات الأطفال، كنت أراهم في اليوم الواحد بالعشرات واستعرضهم بإلقاء نظرة سريعة إلا أن واحدة منهن لم تستوقف نظري.. وكدت أيأس.. إلى أن وصلني خطاب يحمل خاتم بريد المنصورة من الأستاذ أحمد حمامة. قال فيه أنه مدرس بالمنصورة وأن له بنتاً صغيرة اسمها فاتن، وأرفق بخطابه صورتين فوتوغرافيتين، فأرسلت أستدعيه مع الطفلة.وفي مكتب فيلم عبد الوهاب رأيت فاتن حمامة.. الطفلة…. من النظرة الأولى قررت صلاحيتها للدور بنسبة 50 في المائة. ومن النظرة الأولى أيضا أعجبت بالطفلة وجلست أتحدث معها ساعات، فأيقنت أنها لا تصلح للدور بنسبة 100% فحسب، بل أيقنت أنها أكبر من الدور الذي رشحتها له، ورجعت إلى السيناريو وبدأت أبذل مجهودا كبيرا لتكبير دور أنيسة في كل جزء من أجزائه ، لقد كان نبوغها منقطع النظير، وكانت إلى جانب ذلك عملاقة في طاقتها البشرية التي فاقت الحدود. كانت تعمل من السادسة مساء إلى السادسة صباحا دون أن يبدو عليها التعب.قبل البدء في تصوير منظر من المناظر التي تشترك فيها أنيسة كنت أنفرد بها وأحكي لها ببساطة عما ينبغي أن تفعل.. وكانت الصغيرة لا تكتفي بشرحي بل كانت تستوضح كثيرا من النقط، وتتأكد، وتكرر الكلام الذي ستقوله في الدور. فإذا ما وقفت أمام الكاميرا أدت دورها بكل دقة ومهارة

فتاة السينما فى الاربعينات  

بعد فيلم يوم سعيد كانت تكبر الطفلة فى سنوات عمرها وتزداد موهبتها ثقل ويتبناها كبار المخرجين وكذلك شباب المخرجين الرواد فى  بداياتهم كان يراها الجميع حالة فريدة بين الممثلات لانها كانت نموذج لممثلة السينما الحقيقية بكل ما تعنيه الكلمة من معنى فصنعت مدرسة فنية للاداء السينمائى بموهبتها التلقائية الفطرية و قدرتها على معايشة الدور ببساطة وصدق واختزال كل المشاعر الانسانية المعقدة فى نظرة عين او تعبير صامت جعلها اقرب ما تكون لكاميرا السينما وحلم كل المخرجين الذيم وجدوا ضالتهم فى هذه الفنانه الصاعدة بقوة ونجومية تسبق عمرها   وفى أواخر الأربعينات  شاركت في أول اعمال كبار المخرجين الرواد الذين صنعوا تاريخ السينما العربية الحقيقي فى بداياتهم  المختلفة التى صنعت ثورة فى النهج لسينمائى وقتها واستطاعوا الوصول بالسينما العربية الى افاق اكثر رحابه وواقعية وتنوع فى المضمون بعيدا عن الافلام الغنائية والاصتعراضية والكوميدية الساذجة بلا مضمون مثل صلاح ابو سيف فى اولى تجارية الواقعية بقلم نجيب محفوظ فى لك يوم يا ظالم من انتاجه ويوسف شاهين  فى بابا امين وابن النيل  وكمال الشيخ فى المنزل رقم 13 من انتاجه ايضاً وفطين عبد الوهاب فى الاستاذة فاطمة وحسن الامام فى ملائكة فى جهنم  وغيرهم ووقتها قدمت معهم كل الأدوار بدون اى مرجعية سابقه لهذه الأدوار  بمعنى  انه لم تقدمها ممثلة قبلها بنفس هذا العمق و التميز مثل دور الصعيدية فى ابن النيل أو الراقصة الاستعراضية فى فانتازيا بابا امين أو المحامية فى كوميديا الأستاذة فاطمة وبنت البلد المتمردة فى لك يوم يا ظالم مع نجيب محفوظ وصلاح ابو سيف وغيرها من الافلام وهو ما وصل بها فى تلك الفترة من اوائل الخمسينات الى ان تكون النجمة السينمائية الاولى رعم وجود نجمات كبيرات سبقوها فى الظهور ولكنها بما حققته بموهبتها وحضورها الطاغى وقدرتها على تغيير الصورة الذهنية للممثلة السينمائية سواء على الشاشة او فى الحياة ما جعلها تصل الى قلوب الناس وتكسب احترامهم وتقديرهم الى حد ان وصفها صلاح ابو سيف فى اولى افلامه معها بأنها ممثلة مصر الاولى على افيش فيلم لك يوم يا ظالم عام 1951 .

دعاء الكروان و الاوسكار 

كانت فاتن حمامة اول من مثلت السينما العربية بشكل عظيم فى أكبر مهرجانات السينما بالعالم ولاقت كل تقدير واحترام وهناك لا مجال للمجاملات ولكن للموهبة فقط والاعمال الملهمه  ووصلت إلى درجة أن نال أحد افلامها دعاء الكروان  شهادة تقدير من لجنة الاوسكار لوصولة إلى التصفيات النهائية لافضل فيلم فى الاوسكار ومن قبل ذلك كانت الاكثر مشاركة فى مهرجان كان بفرنسا  بدء من فيلم ست البيت عام 1949ومرورا بابن النيل عام 1951 والذى حقق هناك نجاحا كبيرا ثم صراع فى الوادى الذى حصل على شهادة تقدير على هامش المهرجان وفيلم اللية الاخيرة عام 1964 واخيرا فيلم الحرام عام 1965 والذى كان من الترشيحات الاولى لجائزة السعفة الذهبية بالمهرجان لافضل فيلم وكذلك رشحت فاتن لجائزة افضل ممثلة وكان من ضمن تلك المرحلة الفنية مشاركة فيلم صراع فى الوادى باحدى المؤتمرات الفنية  من خلال وزارة التربية فى الاتحاد السوفيتى وكان اول فنانه عربية تسافر هناك وحققت نجاحا كبيرا بين الناس وكتب وقتها الصحفى جليل البندارى  عن فاتن انها كانت أول فنانة من الشرق يرتفع لها الستار الحديدي لتدخل روسيا. وتوالت المهرجانات والجوائز والتكريمات مثل مهرجان جاركارتا والذى حصلت فيه على جائزة افضل ممثلة وافضل فيلم عن فيلم الباب المفتوح ومهرجان كارلو فيفارى ومهرجان طهران وحصل فيه على العديد من الجوائز والتكريمات  عن افلام الخيط الرفيع واريد حلا  ومهرجان موسكو وحصلت فيه عن جائزة الاتحاد النسائى عن فيلم امبراطورية م ثم تكريم خاص عن ليلة القبض على فاطمة ومهرجان مونبليية بفرنسا وغيرها العديد من  المهرجانات والتكريمات .

نجمة الشباك 

فى الخمسينات كانت الافلام الناجحة هى التى يستمر عرضها لمدة اربع اسابيع متتالية او اكثر وذلك لانه كان انتاج السينما العربية غزير جدا وكانت اولى تلك الافلام الناجحة هى افلام فاتن حمامة واسماعيل يس وكانت تعد افلامهم مقياس للنجاح فى شباك التذاكر  وذكر ذلك الكاتب الكبير عبد الحى اديب فى احد البرامج التليفزيونية    وكانت فاتن حمامة  نجمة جماهيرية بدون اى مواهب أخرى  مثل الغناء والرقص والاغراء وغيرها من المواصفات التقليدية  لنجمات الشباك بالسينما فى ذلك الوقت ولكنها كممثلة عظيمة فقط نالت حب واحترام وثقة  الجمهور وكانت افلامها تحقق نجاحا كبيرا  على المستوى الفنى وكذلك فى شباك التذاكر .

رسالة الفن 

وكان أهم ما يميز أعمالها أنها تقدم فى كل عمل فكرة أو معنى أو رسالة وقضية إنسانية وتدعو إلى  الحب والحرية والعداله والتغيير وليست مجرد ادوار وافلام بدون معنى ... ولذلك كانت اول من عرضت قضايا المرأة ومشاركتها فى المجتمع من خلال فيلم مثل  الأستاذة فاطمة عام 1952 واول هجوم على الإقطاع والمطالبة بحقوق العمال والفلاحين فى صراع فى الوادى 1954 وصراع فى الميناء 1956 ومن أوائل الافلام التى تناولت الصراع العربي الإسرائيلي وقضية فلسطين فى  فيلم  ارض السلام عام 1956  وتمر الطبقة البرجوازية فى لاتطفى الشمس عام 1961 وحرية الفتاة العربية فى الباب المفتوح عام 1963 واول من عرض واقع عمال التراحيل فى الريف المصري فى الحرام 1965 والفكر الديمقراطى فى مقابل الاشتراكية فى إمبراطورية م 1972  وقضايا الأحوال الشخصية وبطء إجراءات التقاضى فى اريد حلا 1975 وقضية الزيادة السكانية وتحديد النسل فى افواة وارانب عام 1977 والعشوائيات فى يوم حلو ويوم مر 1988 والوهم الأمريكى والهوية فى ارض الاحلام 1993  وقضايا التعليم فى مسلسل ضمير ابلة حكمت عام 1991  والطفرة الاعلامية وقضايا تجارة السلاح والاثار والانتفاضة الفلسطينية فى وجه القمر عام 2000  وغيرها عشرات الموضوعات والقضايا وقدمت كل انواع الافلام بما فيها الافلام الاستعراضية والغنائية والكوميديا وليست الافلام الجادة فقط مثل فيلم  بابا امين والمهرج الكبير  واللى قدمت من خلالهم استعراضات راقصة لاول مرة وايامنا الحلوه وموعد غرام ودائما معاك والقلب له احكام والحب الكبير وغيرها  .

فاتن حمامة الممثلة التى غيرت صورة الفتاة العربية على الشاشة 

 يتردد احيانا مقولة أن فاتن حمامة كانت دائما الفتاة الضعيفة المغلوبة على امرها ولم تتغير ادوارها  وهذا القول غير صحيح تماما ويفتقد للموضوعية والالمام بتاريخ السينما العربية ومشاهدة اعمالها ، بل العكس هو الصحيح لان فاتن التى بدأت طفلة ثم مراهقة صغيرة طبيعى ان تكون بدايتها فى صورة فتاة ضعيفة او مغلوبة على امرها مثل كل الفتيات فى الاربعينات وقدمت بالفعل ادوار مع حسن الامام او يوسف وهبى وجمال مذكور وغيرهم بهذه الصورة   ولكنها سرعان ما تمردت على تلك الادوار فى نفس الوقت الذى قدمتها فيها فى الاربعينات واوائل الخميسنات  وغيرت بنفسها صورة الفتاة على الشاشة المغلوبة على امرها الى  الفتاة القوية والثائرة المتمردة والحرة المستقله ونموذج لذلك فيلمها مع  الفنان يوسف وهبي عام ١٩٤٧ فى فيلم   بيومى أفندى وكانت تقوم بدور فتاة تصر على اختيار شريك حياتها وتتمسك به وهو ما تكرر فى فيلم اخر عام ١٩٤٨ فيلم العقاب مع المخرج  بركات ونفس الشىء مع المخرج  عز الدين ذو الفقار فى فيلم  سلو قلبي وفى فيلم كل بيت له راجل عام ١٩٤٩ قدمت فيه الفتاة التى تحب رجل اكبر منها بسنوات طويله وكان دور مختلف تماما  ثم قدمت فيلم ست البيت عن صراع بين زوجة مع والدة زوجها وكلها افلام ليس فيها اى ضعف بل بداية التمرد وقوة الارادة  و مع المبدع فطين عبد الوهاب الأستاذة فاطمة اوائل عام ١٩٥٢ والذى كان صرخه قوية فى قالب كوميدى لمحاولة الفتاة إثبات ذاتها بالتعليم اولا ثم بالعمل وفى مجال صعب مثل المحاماة   وفى صراع فى الوادى كانت صورة مختلفه تماما لابنة الباشا  لم تكن مدلله او ساذجة  مثل الصورة النمطية بالسينما ولكنها وقفت بجوار أبناء بلدها البسطاء ضد والدها الاقطاعى وحاشيته ودافعت عنهم وانحازت للحق ونفس الشىء فى الله معنا عندما ساندت ضباط الجيش  وكشفت فساد والدها   وقدمت دور باحثه فى العلوم الاجتماعية تقوم بعمل دراسة فى قطاع السجون فى الملاك الظالم  وطالبة كلية الطب التى تتمسك باصلها البسيط وأهل الحارة الذين ساعدوها على التعليم والنجاح فى فيلم  القلب له احكام وقدمت ادوار متنوعه فى ارحم دموعى وصراع فى الميناء وكلها كانت فى  النصف الأول من الخمسينات حتى وصلت بعد منتصف الخمسينات إلى ادوار التمرد وتغيير شكل الفتاة تماما على الشاشة بكل الأنماط  والنماذج الإنسانية السوية والغير سوية  مثل  الفتاة المراهقه الشريرة المضطربة نفسيا فى لا انام والبنت الثرية المدلله التى تجد نفسها فجأة تتحمل المسئولية وتفقد هذا الثراء وتقف بشجاعه مع والدها   فى فيلم  لن ابكى ابدا وفى فيلم  الطريق المسدود تغير تماما صورة الفتاة على الشاشة  لتكون الفتاة التى تتعلم وتعمل وتسافر للعمل بعيدا عن أسرتها وتستقل بحياتها وتواجة الفساد بقوة ، وتقدم الفتاة الفلسطينية القوية التى تدافع عن وطنها وقضيتها فى فيلم  ارض السلام ، وتقدم أيضا الفتاة الساقطة التى تحاول التوبه والعودة للطريق الصحيح فى فيلم طريق الامل ، والبدوية التى تحاول الانتقام والأخذ بثأر اختها فى فيلم دعاء الكروان وفى فيلم سيدة القصر قامت بدور  الموظفة البسيطة التى ترتبط بشاب ثرى وتحاول أن تغير من حياته اللاهية  وكل افلام بعد ذلك فى الستينات وما بعدها  كانت البنت القوية المناضلة المتمردة التى تواجه بشجاعه وقوة وتقود وطبعا من ضمن الشخصيات والأدوار هناك أيضا البنت المظلومة أو المقهوة احيانا لأنها أيضا نمط موجود بالمجتمع وكان سائد فى بعض الأوقات وليس لفاتن فقط ولكن لكل الشخصيات النسائية فى الافلام وقدمته كل الفنانات بلا شك اوائل الخمسينات ولكن فاتن كانت من اول الفنانات التى تمردت على هذا النمط وقدمت ادوار مختلفه تماما وغيرت صورة الفتاة على الشاشة  ومن الادوار الاخرى فى الستينات دور زوجة الوزير الخائنة فى فيلم   نهر الحب والثورية فى فيلم   الباب المفتوح  والمناضلة فى فيلم   لاوقت للحب وفاقدة الذاكرة فى فيلم   الليلة الأخيرة. والفلاحة عاملة التراحيل فى فيلم   الحرام والغانية فى فيلم   الخيط الرفيع ووكيلة الوزارة فى فيلم   إمبراطورية م والام الصعيدية القاسية فى فيلم  اغنية الموت  و المجنونه فى فيلم   اريد ان اقتل والفلاحة فى فيلم  افواة وارانب والزوجة التى تطالب بحقها فى الطلاق فى فيلم   اريد حلا  والمرأة البورسعيدية الشجاعه  فى فيلم   ليلة القبض على فاطمة  والام المكافحة القوية فى فيلم   يوم حلو ويوم مر والارستقراطية فى فيلم   ارض الاحلام  وغيرهم عشرات الأدوار الرائعه والمتنوعه 

تكريم استثنائى 

حصلت فاتن حمامة على العديد من التكريمات والجوائز ولكن هناك العديد من التكريمات الاستثنائية التى تفردت بها ومن بينها ذكر اسمها فى موسوعة لاروس الشهيرة كأحد اهم رموز السينما العربية وكذلك تم تكريمها فى موسكو وطهران ومونبليية ودبى وحصلت على الدكتوراة الفخرية مرتين من الجامعه الامريكية بالقاهرة ولينان وكانت اول من يطلق اسمها على احدى دور العرض السينمائى  لسنوات طويلة وخصصت جائزة باسمها فى مهرجان القاهرة ومهرجان الاسكندرية وحصلت على جائوة نجمة القرن العشرين من مهرجان الاسكندرية بناء على استفتاء اقامة مهرجان القاهرة السينمائى بمناسبة مئوية السينما فى عام 1996 والذى حصلت فيه فاتن على اكبر عدد من الافلام بالقائمة وهو ما تكرر فى مهرجان اسوان فى استفتاء افضل 100 فيلم عن المرأة وتم اختيار 14 فيلم لفاتن حمامة وكتبت عنها كبار الصحف بالعالم ومن بينها اللوموند التى كتبت عنها تحت عنوان اكثر نساء النيل وعيا وخصص لها الناقد الفرنسى ميشيل دى بيرو فصل كامل فى مجلد اصدرة منتصف السبعينات عن السينما بالعالم وتحدث فيه عن دور فاتن الكبير بالسينما العربية وتناول بالبحث اربعة افلام الحرام والطريق المسدود ودعاء الكروان ولاوقت للحب وكرمها كبار الزعماء بالعالم العربي فى لبنان والمغرب والكويت والعراق والاردن وفى مصر من الملك فاروق  والزعماء جمال عبد الناصر وانور السادات وعدلى منصور .

قالوا عنها 

دائما تنتشر على السوشيال ميديا بعض الاحاديث السلبية عن فاتن حمامة من بعض الفنانين من جيلها او  الذين اعترضت على مشاركتهم لها فى اعمالها التليفزيونية  وكثرة نشر تلك التصريحات يعطى انطباع ان هذا كان شعور عام تجاة فاتن حمامة وهذا غير حقيقي فى الواقع  ويكفى ان نتناول بعض ما قيل عن فاتن حمامة من كبار وعمالفة الفن والادب  مثل الفنان الكبير زكى رستم الذى صرح  انه على الشاشة أستريح للتمثيل أمام فاتن حمامة، إنها فنانة تترك أثرا فى القلوب، والفارق بينها وبين أية فنانة تليها.. فارق شاسع والفنان الكبير محمود المليجى: عندما سألوه هل تقارن مواهب ممثلات السينما اليوم بمواهب ممثلات الأمس؟، قال : من الجيل السابق أعتقد أن هناك ممثلة واحدة،لا تقدر و لا تعوض هى فاتن حمامة .والفنانه سعاد حسنى صرحت بأنه لم يصل إلى القمة إلا فاتن حمامة وأم كلثوم وقال عنها العملاق يوسف وهبي فى احد البرامج ان فاتن هى سيدة السينما العربية والفنانه غادة نافع ابنة الفناه الكبيرة ماجدة الصباحى صرحت فى حوار لها مع مجلة سيدتى ان كانت الفنانه ماجدة تشبه فاتن حمامة بأم كلثوم في نجاحاتها، وفي صنعها لتاريخ فني كبير، وكانت تقول تستحق لقب سيدة الشاشة العربية، مثل لقب أم كلثوم سيدة الغناء العربي  وقال عنها الاديب الكبير يوسف ادريس فى احد حواراته الصحفية ان فاتن ليست مجرد ممثلة ولكنها زعيمة فنية والفنان العظيم فريد شوقى قال ان فاتن هى الملكة  والفنانه الكبيرة شادية صرحت انها تعلمت من فاتن حمامة وانها كانت تأخذ رأى فاتن فى بعض ادوارها وفى حوار اخر قديم عام 1958  قالت انها تتمنى ان تقدم افلام وادوار مهمة مثل فاتن حمامة وقال عنها اديب نوبل  نجيب محفوظ: فاتن حمامة فنانة ممتازة وهى تستحق بجدارة لقب سيدة الشاشة العربية وهذا ليس من فراغ،،وعلى قدر الذاكرة فإن فيلم “دعاء الكروان” و دور آمنة كان شَيئَاً رهيباً و رائعاً. وفى حوار مع الاستاذ مفيد فوزى قال الفنان الكبير  محمد صبحى:فاتن حمامة هى حواء السينما المصرية،عندما أشاهدها أعجز امامها عما تعلمته وعما عشته من لحظات تمثلها أمامى ،الكل يجمع على أنها فنانة قديرة ،ولكن حتى لو وصل الأمر إلى البعض أن يقول إنها عظيمة لمجرد أنه لا يخالف الكل،فأنا أقول انه حتى الآن لا يوجد من تكلم عن هذه الفنانة بمواصفات علمية،لأنه يجب هذه السيدة أن تدرس”أى ان تكون مادة للدراسة”.وقالت عنها الفناه الكبيرة نادية لطفى فى حوار لها مع الاعلامى عمرو الليثى  ان علاقتها بفاتن حمامه انها كانت مثل الحلم بالنسبة لها وكانت نجمتها المفضلة وكانت تتمنى ان تقابلها  وانها سافرت معها الى روما وكانت رقيقة وذوق ومحترمه فى علاقتها معاها وان فاتن هى الوطن العربي كله المرأة العربية تعلمنا منها الاناقة الالفاظ المهذبة والاداء بدون ابتذال  وعلمت اجيال واجيال هى جزء من شموخ وثقافة وعراقة مصر وفى نفس البرنامج قال عنها الفنان الكبير يوسف شعبان انه تشرف وعلى قدره انه وقف قدامها فى ثلاثة اعمال منهم فيلم انجليزى واتصور بالقاهرة ومن معالمة الانجليز لفاتن حمامة كان فخور جدا لانهم كانوا بيعاملوها مثل اى ممثلة  عالمية وليست فنانه محليه واكد ان فاتن هى القدوة والمثل الاعلى والموهبه الفذة وهى تجسيد لما يجب ان يكون عليه اخلاق الفنان الاصيل والمستوى الرفيع لسلوطة وهى الاستاذة التى تعملنا منها جميعا صدق الاداء واحترام الفنان لنفسه ولفنه ولوطنه .وقال عنها الاديب احسان عبد القدوس أما الممثلات اللاتي استطعن أن يجدن تمثيل شخصيات قصصي في مقدمتهن كانت فاتن حمامة. فقد استطاعت أن تصور خيالي عندما مثلت دور (نادية) في فيلم (لا أنام)، وعندما جسدت دور (فايزة) في فيلم (الطريق المسدود)، وأذكر اني ذهبت يوما أنا ويوسف السباعي إلى الاستديو أثناء تصوير مشاهد من فيلم (لا أنام)، ووقفت أنا ويوسف السباعي مشدودين ونحن ننظر إلى فاتن حمامة، فقد كانت تشبه البطلة الحقيقية للقصة التي كتبتها وقال عنها جميل راتب انها كانت عملاقة عظيمة وانها كانت مكانتها مثل ام كلثوم فى الغناء  وقالت عنها الفنانه  زهرة العلا : فاتن دى ست عظيمة جدا وانسانه عظيمة فى كل حاجة ولا يختلف عليها اثنين  وقالت عنها الفنانه رجاء حسين :  فاتن حمامة سيدة الشاشة العربية بالصدق والفهم والالتزام كل الصفات الحلوة كلها اجتمعت فى شخصية هذه السيدة  وقالت عنها الفنانه رجاء الجداوى : ان فاتن عظيمة وسيدة الشاشة العربية وشخصية حاسمة وحازمة ولطيفة جدا لكن بحزم وقال عنها المخرج الكبير كمال الشيخ ان فاتن حمامة كانت الرمز وسيدة الشاشة ومن النادر انها تتكرر  وقالت عنها الفنانه هدى سلطان فى برنامج خليك بالبيت مع الاعلامى زاهى وهبى : ان فاتن حمامة على القمة وكلنا نأتى بعدها بدرجات كبيرة وقال عنها المخرج العالمى  يوسف شاهين ان فاتن حمامة تستطيع تقديم اى دور ورشحها فى جميع افلامة وانها تستطيع تقديم السيدة المصرية فى كل حالاتها وانه بالسؤال عن القابها فانه يرى انها تستحق أكثر من ذلك  حتى لو عملوها ملكة وغيرهم عشرات الفنانيين والمثقفين الذين اشادوا بالسيدة فاتن حمامة ولا يتسع المقال للعديد من الشهادات المهمة فى حقها .

وفى الختام 

بعد كل هذا الدور الكبير فى السينما العربية استحقت فاتن حمامة ان تكون سيدة الشاشة العربية و الرمز للفن السابع الذى بدأت فيه طفلة منذ اواخر الثلاثينات واستمرت عبر اجيال طويلة من التطور والنجاح المستمر والبصمة الفنية المتفردة جديرة بأن تكون رمز السينما وسيدة الشاشة العربية مثلما كانت هناك رموز فى كل الفنون والادب مثل سيد درويش فى الموسيقى و ام كلثوم فى الغناء وطه حسين فى الادب واحمد شوقى فى الشعر وغيرهم من رموز الفن والادب والثقافة فى الوطن العربي ولا اجد افضل من كلمات العظيم الراحل عبد الرحمن الابنودى فى رثاء سيدة الشاشة العربية كلماته الرائعه عنها :

أديتى للفن قيمته  ساهمتى فى رفعته 

ولاهمك العابثين م اللى سبب نكبته

 لكل انسان يا فاتن  فكرته  وسكته

واخترتى انتى الطريق الصعب وصمدتي

ولا فى طريق الأسواق المغرية.. بعتي

م البدء راسمة الهدف واضح وصممتي

بلغتى عالى القمم.. على الصخور سرتي

لما قلتى آه.. كنتى أم الصابرين انتي

بقيتى نور كل شاشة.. وغيرك اتشتتوا !!

الفن كان قبل منا وبرضه هيكون بعد

بس المهم اللى أخلص له وعينيه ع الغد

والغد اهو جه يا فاتن واحنا اهه على الوعد

نكتب كلامنا البسيط محبة وتحية

يا رمز للفنانين اللى خدوها.. بجد

كنتى أما تبكى بنبكى تئني  كنّا نئن

ولما تبتسمى كان القلب مفتوح لك

ممكن عشان كنّا لسه عيال صغار السن

لكن كبرنا ولسه قلوبنا.. بتروح لك

وكنتى صادقة يا فاتن صدق ماهوش سهل

وقريبة منا كأنك واحنا عيلة وأهل

انتى اللى متخصصة فى لعبة الاتقان

يعشقها طفل.. ويعشقها الشباب والكهل

زى الحمامات تطير فاتن حمامة.. تهم

تطلع سلالم علاها.. فيلم بعد فيلم

منين تجيب وقت تاكل.. وقت تخرج.. وقت

بعد السنين ما انطوت ورا مرور الوقت

سنين ماحدش قدر يقطع عليكى الحلم !!

وإزاى قطعتى الطريق بكل جدية

من يوم سعيد فى الطفولة لآخر الأحلام

بمثيلك انتى تظل القمة مصرية

فى الفن دائما. ومهما طالت الأعوام

يا فاتنة الفن يا مصرية الطابع

انتى القمر عالى نور فننا السابع

رحلة مجيدة وأمجادك  بتتابع

وانتى تاريخك يشرف الف فى الميه

(فاتن حمامة) كفاية الاسم فى الأفلام !!