محمد مرسي: البطل المثير للجدل أم الخائن للثورة؟ قصة صعوده وسقوطه في عام واحد

محمد مرسي: البطل المثير للجدل أم الخائن للثورة؟ قصة صعوده وسقوطه في عام واحد

1 المراجعات

**الرئيس محمد مرسي: مسار صعود وسقوط**

**مقدمة**

محمد مرسي، الرئيس الذي تولى منصب رئاسة الجمهورية في فترة عصيبة من تاريخ مصر الحديث، كان شخصية محورية في التحولات السياسية التي شهدتها البلاد. من نشأته وتعليمه إلى انتمائه لجماعة الإخوان المسلمين وصعوده إلى السلطة، يروي قصته تفاصيل مثيرة حول الصراع السياسي في مصر. هذا المقال يستعرض حياة محمد مرسي ومسيرته السياسية بدءاً من نشأته، مروراً بدوره في الثورة، وصولاً إلى حكمه والأزمات التي واجهها.

**النشأة والتكوين الأكاديمي**

وُلد محمد مرسي في 8 أغسطس 1951 في قرية العدوة بمحافظة الشرقية في مصر. أكمل تعليمه الأساسي في مدارس قريته قبل أن يلتحق بجامعة القاهرة حيث حصل على درجة البكالوريوس في الهندسة  عام 1975. بعد تخرجه، أكمل دراساته العليا في الولايات المتحدة الأمريكية، حيث حصل على درجة الماجستير والدكتوراه في الهندسة من جامعة جنوب كاليفورنيا. كانت هذه الفترة حاسمة في تشكيل شخصيته الأكاديمية والسياسية.

**الانتماء لجماعة الإخوان المسلمين**

انضم محمد مرسي لجماعة الإخوان المسلمين في بداية الثمانينيات. خلال فترة وجوده في الجماعة، لعب دوراً هاما في أنشطتها وعملياتها، وأصبح أحد أبرز قياداتها. عُرف بتأييده لسياسات الجماعة التي كانت في بداية الثمانينيات متمسكة بعدم التدخل المباشر في السياسة أو التورط ضد الرئيس حسني مبارك.

**ثورة 25 يناير 2011 وتدخل الإخوان**

كانت جماعة الإخوان المسلمين في البداية متحفظة بشأن ثورة 25 يناير 2011، حيث كانت تعلن رفضها للتورط في أحداث الثورة ضد مبارك. ومع ذلك، ومع نجاح الثورة بشكل جزئي وانتشارها في جميع أنحاء البلاد، قررت الجماعة التدخل في الشؤون السياسية والاستفادة من الأجواء الثورية. في ضوء الوضع السياسي الجديد، قدمت الجماعة مرشحها الرئاسي الأول، المهندس خيرت الشاطر، الذي كان يشغل منصب نائب مرشد الجماعة. ومع ذلك، تم رفض ترشيحه من قبل لجنة الانتخابات بسبب قضايا قانونية سابقة.

**صعود محمد مرسي**

بسبب رفض ترشيح الشاطر، قررت الجماعة تقديم محمد مرسي كمرشح بديل. جاء هذا القرار في وقت حساس، حيث كانت جماعة الإخوان المسلمين تسعى لتعزيز موقفها في المشهد السياسي المصري. قبل إعلان النتائج، هددت الجماعة بتنفيذ أعمال احتجاجية واسعة النطاق إذا لم يتم إعلان فوز مرسي على حساب منافسه الفريق أحمد شفيق. كانت هذه التهديدات جزءاً من استراتيجيتهم للضغط على لجنة الانتخابات وضمان فوز مرسي.

في يونيو 2012، فاز محمد مرسي في الانتخابات الرئاسية، ليصبح أول رئيس منتخب ديمقراطياً في تاريخ مصر. كانت فترة حكمه بمثابة اختبار كبير لمهاراته القيادية ولتوجهات جماعة الإخوان المسلمين.

**فترة الرئاسة وتحديات الحكم**

بعد توليه المنصب، أصبح مرسي رئيساً لمصر في 30 يونيو 2012. كانت فترة حكمه مليئة بالتحديات والأزمات، حيث شهدت البلاد تدهوراً في الوضع الاقتصادي وارتفاعاً في معدلات التضخم والبطالة. بالإضافة إلى ذلك، كانت هناك انتقادات بشأن مدى انحيازه لجماعة الإخوان المسلمين على حساب مؤسسات الدولة الأخرى.

أحد أبرز الأحداث خلال فترة حكم مرسي كان إصدار الإعلان الدستوري في نوفمبر 2012، الذي منح الرئيس صلاحيات واسعة وأثار موجة من الاحتجاجات والمعارضة. اعتبر الكثيرون هذا الإعلان محاولة لتركيز السلطة في يد مرسي وتعزيز سيطرة الإخوان المسلمين على المؤسسات الحكومية.

**حركة تمرد وثورة 30 يونيو**

واجهت فترة حكم مرسي معارضة متزايدة، حيث قوبل سياسته وإدارته بشكوك وانتقادات من مختلف الأطراف. في يونيو 2013، أُطلقت حملة "تمرد" التي جمعت توقيعات لمطالبة مرسي بالاستقالة. مع تزايد الاحتجاجات والمظاهرات في الشوارع حتى اصبحت ثورة ضده وضد اعوانه من الجماعات المسلحة في 30 يونية 2013، تدخل الجيش المصري في 3 يوليو 2013، عازلاً مرسي عن منصبه ومعلناً عن خارطة طريق سياسية جديدة.

**ما بعد العزل وتأثيره على المشهد السياسي**

بعد عزل مرسي، مرت مصر بفترة من عدم الاستقرار السياسي والأمني. قوبل قرار عزل مرسي بانتقادات من بعض الجهات المحلية والدولية، بينما اعتبره آخرون خطوة ضرورية لاستعادة الاستقرار. تم محاكمة مرسي وعدد من قادة الإخوان المسلمين بتهم تتعلق بالتحريض على العنف، وحكم عليه بالسجن مدى الحياة، ثم تم نقله إلى مستشفى سجن طره حيث توفي في 17 يونيو 2019.

**الإرث والتأثير**

يعد محمد مرسي شخصية ذات تأثير كبير في تاريخ مصر المعاصر. فترة حكمه أثارت العديد من النقاشات والجدل حول طريقة التعامل مع الحركات الإسلامية ودور الجيش في السياسة. كما أن أحداث فترة حكمه ساهمت في تشكيل مشهد سياسي معقد في مصر وأثرت على السياسات المستقبلية في البلاد.

في الختام، كان محمد مرسي أحد الشخصيات المحورية في فترة حرجة من تاريخ مصر، حيث تعكس قصته التحديات والصراعات التي مرت بها البلاد. سواء كان يرى على أنه رمز لمحاولة تحقيق الديمقراطية أو كرمز للفشل السياسي، فإن إرث مرسي سيظل موضوعاً للدراسة والنقاش في السنوات القادمة.

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

المقالات

46

متابعين

69

متابعهم

105

مقالات مشابة