حديثٌ مع النقيضين

         حديثٌ مع النقيضين

2 المراجعات

أتظنين أنكِ ظُلمتي حين حُرمتي المراد أم أنكِ دائما المجني عليه  و المظلمومة من قِبل البشر و رب البشر- و حاشا لله طبعًا - و لكن لم تفكري أبدًا أنكِ السبب لكل ما أنتِ فيه من حَزنٍ و غُمه . 
أنتِ من إقترفتي كل تلك الذنوب و الزلات ؛ فحُرمتي الكثير من التطلعات و الآمال، و الآن تطالبين بالتعويض عن كل اجتهادةٍ و كل سهرةِ بكاءٍ بين الكتب و قراطيس الاوراق حتي مطلع الفجر و بعده؛ و قد شق التعب مكنونك ؛ و لكن ما يجدي ذلك أمام عصيانك و تمردك و جحودك توفيق ربك المنان ؛ فردت أنتهيت يا ابن أدم أم مازال في جعبتك المزيد ؟ تلومني و ما تقصيري إلا فرط اجتهادك ، حتي ظننت أنك وطأت مرادك . 
إني كنت أحثك علي الصلاة و كل ما فيه معروفٌ ؛ لكنك أغفلت تضرعك و خشوعك الصادق أمام الكريم المعطاء. لكنكِ أعطيتني الثقة الزائفة و عشت كثيرًا في الأوهام، أنه لا أحد من بني البشر يضاهي إجتهادي و موقعي؛ فكانت نهايتي نهايتي الغرور. قالت وصوتها الرعد و أين أنت من الضمير؟ لما لم تشركه معي العتاب و الوم المُوجِع؟ 
اييييه الضمير، كل شيء و كل مصيبة تقحماني فيها و آخر الأمر أنا المُلام. أنسيتم حين كنت أُقفكما برهة قبل كل قرار ؛ فحين تصيب تقول أنا مَن قررت تلقائيا و تغفل دوري الرزين، و حين تزل قدمك لنسيانك إياي؛ فأنت قد كدت تقتلني ثم تقول أين كنت يا ضمير ؟! كيفما تفعلان الآن! 
لكن القرار كان بيدك أنت وحدك سواءًا أأشركتني أنا أو ما تسول لك نفسك.
الآن كلٌ منا نحن الثلاثة يلقي اللوم علي عاتق الأخر بدلًا من أن تجدوا حلًا للتغيير. النفسُ معقبة: يا ولد يا شاطر  
ألم تطرق تلك الفكرة باب عقلك مرارًا؟! لقد كنت أُلهمك الإرادة و التحدي نحو التطور و الإرتقاء؛ لكنكِ علي الرغم من ذلك كنتي تدسين السم في العسل. كنتي تقولي تقدم و علي النقيض أرِح فمن مثلك، أتريد أن تتفوق علي (أي نفسك)؟ 
الضمير: أظن سكت قليلًا لأضحك علي هراءكما، أيها الساذجان! أنتما تقنعان كيانكما بالكلام الفارغ لا أنتِ قلتِ
و لا أنت نفذت.
دائما تنسبان ما ليس لكما لكما، أنت مَن قلت و من نفذت و لكن كان داخل عقلك و تخيلاتك البعيدة كل البعد عن الواقع. أنا ضميرك الذي يحس ما إذا كنت مقصرًا ام مُصِيبًا أنا ميزان العدل الذي بُثَ فيك؛ إنما نفسك فخلقت كي تُغويك و تُضِلك و تقنعك أنها الصواب.
ماذا تقول أيها الضمير المقتول أنا النفس التي أقتلك وقت ما أُريد؟
أرأيت هااا ظهرت علي حقيقتها و لم تصدقني؟ هي مخلوقةً كي تلهيك و تُريح خاطرك و ببعض من الخداع و الكلام المعسول تقع أنت بسهولة.
كفااااااا أتركاني وحدي فما شأني و شأن ذاك الصراع لقد تعب و أُنهكت قواى، أتدرون شيئًا ؟! أنا ذاهب للنوم ؛ لكنك بالفعل كنت تستعد للنوم و هذا كله من وحي تفكيرك الزائد.

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

المقالات

1

متابعين

2

متابعهم

1

مقالات مشابة