عندما يجنى الكسالى ثمارك الشهية
(عندما يجنى الكسالى ثمارك الشهية).
صورة تعبر أيما تعبير عن وضع كاد يسود بشكل مؤلم في عالمنا المعاصر .
هل تألمت يوما من بذلك الجهد الكبير في مقابل القليل من المال في حين يجني غيرك الكثير من المال بقليل من العمل ؟.
في هذا المقال نسرد صورة من صور حياتنا اليومية التي فيها نشاهد كم هو مؤلم أن ينفق البعض منا من صحته و نفسيته من أجل عمله في حين يدخر آخرون صحتهم و راحتهم النفسية في اللهو و الاستمتاع وقتما شاءوا ثم يحصدون ما أنفقه غيرهم من جهد و راحة ليستمتعوا هم به دون بذل أو عطاء.
بلا شك هو مشهد يدعو للأسى في ظل وجود أناس يعملون جهدهم و يبذلون وقتهم و يركنون راحتهم جانبا ساعين نحو جني ثمرة كدهم يانعة بعد جهد و صبر و جلد في عمل أو حياة تخصهم أو أي أمر من أمور الحياة التي تختلف في رتبة اهتمامها عند أناس دون غيرهم .
أسباب جني الثمار بلا جهد
و حتى يصل الوضع لتلك الحالة فهناك بالطبع مقدمات و بدايات و أسباب و إرهاصات أدت لمثل هذي النتيجة المؤلمة للجانب المجتهد و الساعي نحو هدف نبيل، الآخذ بأسباب النجاح و الفلاح، الذي لم يألو وسعا في سبيل تحقيق مسعاه، في حين أنها نتيجة مفرحة للجانب الذي لم يرأف بنفسه المسكينة كي تصحو من غفلتها و تستيقظ من غفوتها لتلحق بركب الساعين نحو الخير ، المهرولين نحو المجد ، الراكضين خلف العزة ، عزة النفس عن الاحتياج لما في أيدي الآخرين ، و تحقيق اكتفاء ذاتي ، و إن شئنا قولا و العيش في رفاهية لمن شاء له المولى تعالى أن يعيش.
و من تلك المقدمات نذكر على سبيل المثال لا الحصر .. المحاباة و المجاملات غير العادلة، و تفويت الفرص و ضياع الحقوق ، و المحسوبيات و الرشى التي أطلق عليها عبر الأزمنة مسميات عدة مجازا لكن المعنى المؤلم معروفا بالطبع .
كل ذلك و غيره بلا شك تكون نتيجته أن يجني الكسالى ثمار جهد المجتهدين.
شجاعة المواجهة و توفير الجهد و الوقت لما فيه صلاح الفرد و المجتمع.
و نحن إذ نرجو أن تخلو مجتمعاتنا من ذاك الوضع المؤسف ، و تلك الحالة المحزنة، ندعو الجميع أن يتداركوا مغبة هذا الأمر ، و يعملون جهدهم نحو هدم هذا الصنم ، و إعادة هيكلة ذاك الوضع المؤلم ، و حفر أساس راسخ من حب العمل الطيب الذي هو كمن بذر نبتة طيبة لتصبح شجرة طيبة أصلها ثابت و فرعها في السماء تؤتي أكلها الطيب كل حين بإذن ربها.
علينا أن نوفر جهدنا لما هو صالح لصحتنا النفسية و الجسدية التي يحق لها أن تستمتع على الأقل بالحد الأدنى من مباحات الحياة مادامت لا تتنافى مع القيم الإنسانية و الأخلاقيات الطيبة.
في حين أنه يتعين على أولئك الذين لا يجدون حرجا في جني ثمرة جهد غيرهم دون وازع من ضمير أو زاجر من نفس تأبى ذلك.
الأمل في تغير الأحوال لما هو خير للعباد و المجتمعات.
إن حدث و أن لزم كل منا موقعه و عمله ، يتقي الله ، و يبذل في عمله الجهد المرجو ، و يعمل على الإبداع و التميز إن استطاع لذلك سبيلا ؛ فلنثق بأننا سننعم بحياة طيبة هانئة يحلم بها الجميع ، و يرجوها واقعا مجسدا في عالم الواقع ، و ليس في عالم افتراضي أو أحلام نيام.
و لنعلم أن نقاء النفس ، و إلزامها بما يجب عليها فعله ، و نهيها عما يتعين عليها تركه هو أساس كل خير ، و أما تلوثها بادعاء الإرهاق و صعوبات العمل و الكسب القليل فهو الشر بعينه.
و في الختام نسأل الله تعالى العافية في النفس و البدن و الضمير.