العيش على الطريقة السقراطية
كان سقراط رجلا قولا و فعلا ، يخرج ليحاور الشباب الأثيني بطريقته المعتادة ، مستفزا عقولهم تارة ، و مستدرجا السفطائيون لأجوبة فلسفية حقيقية تارة أخرى ، لقد كان سقراط يحمل هم الإنسانية في ساحة الأغورا ، هذه الساحة الخالدة التي أنتجت حوارات خالدة و طرحت أسئلة لا زالت تشغل عقول الرجال و النساء من مختلف أصناف الفكر و العلوم .
إن بحث سقراط في العدالة و تصميمه على تعليم الأثينين العدالة لم يكن فعلا عابثا ، إن الرجل يعلم أن تنافي العدالة قد تؤذي بأشرف لتجرع السم كما فعل الأثينيين مع حكيمهم الأوحد آنذاك ، إن إصرار سقراط لم يكن من محض صدفة ولا ضربة قدر طائشة ، لقد كان يعرف الخطر المحدق به من أبناء جلدته و كان يعلم مقدار المخاطر التي يقدم عليها ، و كان يتوقع أن العدالة التي يحاول بكل جهده تعليمها للناس ، قد تؤذي به لتجرع السم في يوم من الأيام .
ماذا يجب عليك أن تتعلم من سقراط ؟
يجب أن تتعلم من سقراط العدل و العيش وفق مبدأ الفضيلة و قول الحق في أي ظرف كان ، و الإنتصار للحق أمام المخالفين مهما كلف الثمن ، الأمر صعب ، أعلم ذلك ، و لكن العيش بشرف ، لا يتطلب أكثر من ذلك ، فكن سقراطيا ، تعش شريفا .
العيش بشرف ليس بالأمر الهين ، إن عصرنا عصر دكتاتوري ، بالرغم ما يروج له من حريات وهمية و ساقطة ، إنك غير قادر على إعلان دينك الحقيقي مثلا ، خوفا من الرجم و القتل و الكره ، إن سقراط أعلن بوضوح عن أفكاره للأثينيين ، ما دفعهم للحكم عليه بالإعدام ، لم يرفض سقراط الحكم بل قبله بصدر رحب تاركا للأجيال القادمة درسا في التشبت بالمبادئ التي لا تباع و لا تشترى .
سقراط كانت له رسالة ، ماذا تنتظر لتصنع لك رسالة و تعيش وفقا لها ، أنا لا أطالبك بالتمرد على المجتمع ، أعلم أنك تخاف على حياتك و عائلتك ، تخاف من الأذى ، لأنك بالطبع لست سقراط ، و لكن يمكنك أن تختار رسالة بسيطة تدعو للتغيير و تعيش وفقا لها .
كن سقراطيا أو مت و أنت تحاول .