هل تعلم أن الناس في تعاملهم معك 5 أصناف؟؟

هل تعلم أن الناس في تعاملهم معك 5 أصناف؟؟

0 reviews

                                                                                                                                                     من أي صنف هم أصدقاؤك؟؟

        ليس كل الناس يستحقون صداقتك و ليس كل الأفراد يستحقون اهتمامك بهم فهناك من البشر لا يهمهم منك حب و لا ود و لو أغدقت عليهم أموال الدنيا بل منهم من يرغب في انتكاستك و أنت لا تعلم بنواياهم الخبيثة و بالمقابل هناك من يرى فيك الجزء المكمل لحياته فيحب لك ما يحبه لنفسه و يتمنى لك ما يتمناه لذاته. والغريب في الأمر أنّ العديد من بني آدم يولون اهتماما بالغا بتلك الأصناف اللئيمة وهم لا يعلمون ما يكنه هؤلاء لهم من اللامبالاة ولذلك وجب عليك وعليَّ معرفة أصناف البشر المتعاملين معنا حتى لا نصدم يوما بما يجعلنا نصاب بخيبة أمل. والسؤال ما هي هذه الأصناف؟                                                           

   1-الشامتون: من أخبث الأصناف التي يُبتلى بها المرء في علاقاته لأنّ الشامت يسعى جاهدا ليوقع الشر بمن وثق في صداقته بل ويشعر بالسعادة والفرحة إذا بلغ مسمعه ما يؤذي صديقه ويعتريه الحزن والأسى إذا أصابه خير أو أدركته نعمة مثله في ذلك مثل الذي قال في حقهم المولى تبارك وتعالى:" إن تمسسكم حسنة تسؤهم وإن تصبكم سيئة يفرحوا بها وإن تصبروا وتتقوا لا يضركم كيدهم شيئا إن الله بما يعملون محي". (سورة آل عمران: 120) فالشامت لا تقرّ له عين ولا تهدأ له نفس حتى يرى في غيره ما يجعله سعيدا حسدا و بغضا لذلك حذرنا النبي عليه الصلاة و السلام من هذه الصفة الذميمة بقوله:" لا تظهر الشماتة لأخيك فيرحمه الله ويبتليك” (رواه الترمذي)                                                                                                 

   2- المتجاهلون: من سمات هذا الصنف إتقان فن التغاضي و اللامبالاة، فالمتجاهل إن بلغه أنّك نجحت فإنه يحاول جاهدا ألا يدع الخبر يخترق سمعه و إن سمعه فإنه يتظاهر بجهله الخبر و إنْ بلغه أنّك أصابتك مصيبة فإنّه لا يكلّف نفسه بالسؤال عنك أو الاتصال بك للاستفسار عن أحوالك لأنه يرى أنّ الأمر لا يهمّه و إن وجد من يتحدّث عنك فسيسعى إلى تغيير وجهة الموضوع إلى موضوع ينسي المتحدّثين فيك، المهم لا ذكر لك في المكان الذي يرد فيه اسمك لأنك بالنسبة إليه نكرة مجهولة. ومع ذلك وللأسف تجد أسماء هؤلاء تتصدّر قوائم هواتفنا ونحن غافلون والحقيقة يجب أن نطهّر حياتنا من هذا النوع و النوع الأول حفاظا على أنفسنا من طاقتهم السلبية المدمّرة.                                                     

    3- المتعاطفون: هذا الصنف من الناس و على الرغم من أنه لا يوليك الاهتمام المطلوب في السراء و الضراء إلا أنه يبدي نوعا من العطف و الشفقة عليك، فإذا أصابتك محنة يكتفي بالدعاء لك              و التوسل إلى الله لإعانتك ، و إن حباك الله نعمة يبدي لك فرحته و ابتهاجه وهذا أفضل ما يقدّمه لك و لا يزيد عن هذا المجهود شيئا، فهو لا يعينك إلا بمشاعره بمعنى يتألّم لألمك و يفرح لفرحك حينما تخطر بباله أو يتناهى إلى سمعه الحديث عن أمرك، ومع ذلك يبقى هذا الصنف أفضل من سابقيه.                                    

     4- المبادرون: قد تربطك بالمبادر صداقة و محبة كما يبدو لك، و قد يظهر لك أنه مهتم بعلاقته بك و لكن سرعان ما ينكشف أمره عند أول موقف يكون بينكما، فقد تدفعك الحاجة إلى البحث عن مساعدة أقرب الناس إليك، فتتوجه إليه و كلك أمل في إيجاد اليد الممدودة نحوك إلا أنك تجد عكس ما رجوته فالمساعدة التي تمنيتها من اليد التي قصدتها باسم الصداقة و الأخوة لن تأتيك منها بل تأتيك من جهة أخرى، كيف ذلك؟ فالمبادر سُمّي كذلك لأنه يسعى معك إن طلبت منه الإعانة و لكن هذه الإعانة لن تكون من عطائه الخالص، بل سيوجهك إلى مصدر آخر يمكنه مساعدتك، بمعنى يدلّك على مصدر المساعدة حتى و إن كان يملك القدرة على مساعدتك و هو يفعل ذلك تثاقلا.                                               

     5-المضحّون: وهي الفئة النادرة في حياة الأصدقاء، لأن التضحية تتطلب قوة وشجاعة و بذلا إرضاء لله و طلبا لثوابه، فالمضحّي تذوب أمام ناظريه كل معاني الأنانية حينما يستغيثه صديقه فتراه يسخّر ما لديه لإغاثته و نجدته حتى و لو كان ذلك على حساب نفسه تعبيرا عن صدق محبتهم و طمعا في عطاء خالقهم لا يريدون من غيرهم جزاء و لا شكورا، وهؤلاء هم أحق بالصّحبة و أجدر بنيل الاهتمام،     و لنا في صحابة رسول الله خير مثال و خير قدوة، هذا النموذج الذي أثنى عليه القرآن الكريم بقوله تعالى: "وَالَّذِينَ تَبَوَّؤُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ". أسأل الله العظيم أن ينعم علينا بصحبة أهل الصدق و الإخلاص.  

 

 

 

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

المقالات

14

متابعين

22

متابعهم

39

مقالات مشابة