من عاش علي شئ مات عليه
هل فعلا من عاش حياته يمارس عادة معينة أو حتي ارتكب فعل أو قام بتصرف ما في موقف ما، قد مات أثر نفس السبب؟!..
هيا نري عزيزي القارئ مدي صدق جملة "من عاش علي شئ، مات عليه"، من خلال كواليس بعض الأحداث في حياة بعض الشخصيات التاريخية و المشاهير الذين رحلوا عن دُنيانا.
ﺳﻴﺪ ﺩﺭﻭﻳﺶ:
تعددت الروايات حول وفاته، و منها أنه توفى بسبب جرعة زائدة من المخدرات، لكن أحفاده خرجوا و نفوا تلك الرواية مستندين على:
أولاً: خطاب كتبه سيد درويش بخط يده يقول فيه لصديقه أنه قد أقلع عن السهر و كل ما يصاحبه و ينصح صديقه بالتخلى عنهم.
ثانياً: ما تم ذكره فى مذكرات بديع خيرى و التي ذكر فيها أن الشيخ سيد قد أقلع عن المخدرات و ظهر ذلك بوضوح فى أغانيه التى تنصح الشعب بالابتعاد عن المخدرات.
ﺃﻧﻮﺭ ﻭﺟﺪﻱ:
كان أنور وجدي قد حقق في مسيرته السينمائية ثروة ضخمة لكن من سخرية القدر أنه كان ممنوعاً بأوامر الأطباء عن تناول العديد من الأطعمة و قد أُصيب بحزن شديد بسبب ذلك، فعندما كان فقيراً لا يجد ما يأكله كان يمكنه أن يأكل أي شيء فكيف عندما أصبح يملك المال لم يعد في إمكانه أن يأكل ما يشتهيه؟ فكاﻥ ﻳﺘﻤﻨﻰ ﺃﻥ ﻳﺪﻓﻊ ﻛﻞ ﺃﻣﻮﺍﻟﻪ ﻣﻘﺎﺑﻞ ﺃﻥ ﻳﺄﻛﻞ ﻃﺒﻖ ﻓﻮﻝ، و ذلك ﺑﺴﺒﺐ ﺇﺻﺎﺑﺘﻪ ﺑﻤﺮﺽ ﺳﺮﻃﺎﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻌﺪﺓ، ﺛﻢ ﻣﺎﺕ ﺇﺛﺮ ﺫﻟﻚ.
ﺃﻡ ﻛﻠﺜﻮم:
كوكب الشرق السيدة أم كلثوم، هذه الست العظيمة و ﺍﻟﺘﻲ ﻓﺘﻨﺖ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺑﺼﻮﺗﻬﺎ، قد ﻣﺎﺗﺖ ﺑﺴﺒﺐ ﺳﺮﻃﺎﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻨﺠﺮﺓ ﻭ ﻣﺮﺽ ﺍﻟﻐُﺪّﺓ، ﻓﻌﺠﺰ ﺍﻷﻃﺒﺎﺀ ﻋﻦ ﻋﻼﺟﻬﺎ ﺣﺘﻰ ماتت.
ﺇﺳﻤﺎﻋﻴﻞ ﻳﺎﺳﻴﻦ:
الضاحك الباكي و أسطورة الكوميديا إلي يومنا هذا و ﺍﻟﺬﻱ مُلئت ﺣﻴﺎﺗﻪ ﺑﺎﻟﻀﺤﻚ ﻭ ﺍﻟﻠﻬﻮ، نجده قد ﻣﺎﺕ ﻣُﻜﺘﺌﺒًﺎ ﻓﻘﻴﺮًﺍ ﻭ ﺃﻓﻠﺲ ﻓﻲ ﺁﺧﺮ ﺃﻳﺎﻡ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﺣﺘﻰ ﺃﻧﻪ ﻋﺎﺩ ﻳﻌﻤﻞ ﻣﻨﻮﻟﻮﺟﺴﺖ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﺒﺎﺭﻳﻬﺎﺕ.
ﻣﺤﻤﻮﺩ ﺍﻟﻤﻠﻴﺠﻲ:
ﻛﺎﻥ ﻳﺴﺘﻌﺪ ﻟﺘﺼﻮﻳﺮ ﻣﺸﻬﺪ ﻓﻲ ﺃﺣﺪ ﺃﻓﻼﻣﻪ ﻭ ﻓﺠﺄﺓ ﺃُﺻﻴﺐ ﺑﻨﻮﺑﺔ ﻗﻠﺒﻴﺔ ﺣﺎﺩّﺓ ﻓﻤﺎﺕ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﻔﻮﺭ، و قد روي المخرج هاني لاشين تلك الكواليس أثناء أداء الفنان محمود المليجي مشهد تمثيلي للموت، قائلاً: "قعدنا على ترابيزة بيجهزوا بالمكياچ و طلبوا قهوة، ليبدأ الفصل الأخير في حياة محمود المليجي في هذه اللحظة، فيوجه حديثه لعمر الشريف قائلا: الحياة دي غريبة جدًا الواحد ينام و يصحى و ينام ويصحى و ينام و يشخر، و قام بخفض رأسه كأنه نائم على الكرسي و بدأ يقوم بالتشخير كأنه مستغرق في النوم، فنظر الجميع إليه بدهشة من روعة تمثيله و بدأ الجميع في الضحك". و أضاف المخرج هاني لاشين خلال فيديو: " حتى قال له عمر الشريف، إيه يا محمود خلاص بقى اصحى، إلا أنه كانت المفاجأة أن محمود خلص، فمات كأنه على خشبة مسرح، مات و هو يؤدي مشهد الموت ".
ﺍﻟﻤﻠﺤﻦ ﺯﻛﺮﻳﺎ ﺃﺣﻤﺪ:
ﺟﻠﺲ ﻓﻲ ﺑﻴﺘﻪ ﺛﻢ ﺃﺩﺍﺭ ﺍﻟﻤﺬﻳﺎﻉ ﻟﻴﺴﻤﻊ ﺍﻟﻠﺤﻦ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪ ﺍﻟﺬﻱ ﻭﺿﻌﻪ ﻷﻡ ﻛﻠﺜﻮﻡ ﻓﺪﺍﻫﻤﻪ ﻣﻠﻚ ﺍﻟﻤﻮﺕ ﻓﻘﺒﺾ ﺭﻭﺣﻪ ﻓﻲ ﻟﺤﻈﺘﻬﺎ ﻭ ﻣﺎت .. مات و هو يستمع إلي لحنه الجديد لكوكب الشرق السيدة أم كلثوم.
ﻗﺎﺳﻢ ﺃﻣﻴﻦ:
قاسم أمين ﺍﻟﺬﻱ ﻧﺎﺩﻯ ﺑﺘﺤﺮﻳﺮ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻣﻦ ﻗﻴﻮﺩ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﺍﻻﺳﻼﻣﻴﺔ ﻭ ﻧﺎﺩﻱ ﺑﺨﻠﻊ ﺍﻟﺒﺮﻗﻊ ﻭ ﺍﻟﺤﺠﺎﺏ ﻓﻘﺪ ﻣﺎﺕ بعد أمسية قدم فيها طالبات رومانيات في نادي المدارس العليا، و ذلك ﺇﺛﺮ ﺳﻜﺘﺔ ﻗﻠﺒﻴﺔ ﻣﻔﺎﺟﺌﺔ داهمته عندما وصل إلى شارع قصر النيل؛ حيث كان يقع منزله، و مات متأثرًا بها.
ﺍﻟﻤﺨﺮﺝ ﻧﻴﺎﺯﻱ ﻣﺼﻄﻔﻰ:
الذي تعد جريمة مقتله المخرج سراً لم يتوصل أحد لمعرفته حتى الآن، فقد ﻣﺎﺕ ﻣﺸﻨﻮﻗًﺎ ﻓﻲ ﺷﻘﺘﻪ! و لقد روي الطباخ الخاص به و هو أول من اكتشف مقتله، و ذكر في أقواله أنه قُتل داخل غرفة نومه، و كان مُكبل اليدين من الخلف بكرافتة، و لقد استُخدمت شفرة حادة في قطع شرايين يده، و كمم الجاني فمه بقطعة من القماش حتى لا يصدر صوتًا، و انتهى التحقيق إلى تقييد الجريمة ضد مجهول بعد أن تطرقت لسلسلة من الخلافات السياسية والفنية والعائلية والعلاقات النسائية ولكن دون فائدة. و قد فشلت النيابة في الوصول إلى الجاني نتيجة كثرة البصمات في شقة المجني عليه بعد مقتله، و تم نقل جثمانه من مكانه قبل وصول جهات التحقيق، الأمر الذي تسبب في إضاعة معالم الجثمان على الأرض، و أثار مقتله جدلاً واسعاً وقتها نتيجة لتقييد القضية ضد مجهول.
ﺳﻌﺎﺩ ﺣﺴﻨﻲ:
السندريلا سُعاد حُسني ﺍﻟﺘﻲ ﻣﻸﺕ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻣﺮﺣًﺎ ﻭ ﺿﺤﻜًﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻌﺎﻧﻲ ﻣﻦ ﺍﻹﻛﺘﺌﺎﺏ ﺛﻢ ﻣﺎﺗﺖ ﻣﻘﺘﻮﻟﺔ و ما زالت كواليس وفاتها سراً لم يتوصل أحد لمعرفته علي وجه التحديد حتى الآن.
ﻣﺎﺭﻛﺲ:
ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻤﻠﺤﺪ ﺍﻟﺬﻱ ﻗﻀﻰ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﻳﻨﺎﺩﻱ ﺃﻧﻪ ﻻ ﺇﻟﻪ ﻭ ﻻ ﺭﺏ ﻟﻠﻜﻮﻥ، ﻭ ﻫﻮ ﻓﻲ ﺳﻜﺮﺍﺕ ﺍﻟﻤﻮﺕ ﻭﺟﺪﻩ ﺗﻼﻣﻴﺬﻩ ﻳﺤﻤﻠﻖ ﺑﻌﻴﻨﻴﻪ ﻟﻠﺴﻤﺎﺀ ﻭ ﻳﺸﻬﻖ ﻭ ﻳﻘﻮﻝ: ﻳﺎ ﺇﻟﻬﻲ، ﻭ ﻳﺴﺘﻐﻴﺚ!.
ﻃﻼﻝ ﻣﺪّﺍﺡ:
توفي المطرب طلال مداح ﻓﺠﺄﺓ ﻭ ﻫﻮ ﻳﻐﻨﻲ ﻋﻠﻰ ﺧﺸﺒﺔ ﺍﻟﻤﺴﺮﺡ.
ﺃﻣﺎ على النقيض فنجد أن:
ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﺍﻟﺨﻄﺎﺏ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ:
ﺍﺳﺘﺸﻬﺪ ﻭ ﻫﻮ ﻳﺼﻠﻲ ﺻﻼﺓ ﺍﻟﺼﺒﺢ ﺟﻤﺎﻋﺔ.
ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﺇﺩﺭﻳﺲ:
ﻭ ﻫﻮ ﻓﻲ ﺳﻜﺮﺍﺕ ﺍﻟﻤﻮﺕ ﺑﻜﺖ ﺍﺑﻨﺘﻪ ﻓﻘﺎﻝ: ﻳﺎ ﺑﻨﻴﺘﻲ ﻻ ﺗﺒﻜﻲ ﻓﻘﺪ ﺧﺘﻤﺖ ﺍﻟﻘﺮﺁن في هذا ﺍﻟﺒﻴﺖ ﺃﺭﺑﻌﺔ ﺁﻻﻑ ﺧﺘﻤﺔ ﻛﻠﻬﺎ ﻷﺟﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻮﻗﺖ.
ﻋﺎﻣﺮ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﺍﻟﺰﺑﻴﺮ:
ﻛﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﻓﺮﺍﺵ ﺍﻟﻤﻮﺕ ﻭ ﺃﻫﻠﻪ ﺣﻮﻟﻪ ﻳﺒﻜﻮﻥ ﻓﺒﻴﻨﻤﺎ ﻫﻮ ﻳﺼﺎﺭﻉ ﺍﻟﻤﻮﺕ ﺳﻤﻊ ﺍﻟﻤﺆﺫﻥ ﻳﻨﺎﺩﻱ ﻟﺼﻼﺓ ﺍﻟﻤﻐﺮﺏ ﻭ ﻗﺪ ﺃﺷﺘﺪﺕ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻜﺮﺍﺕ ﻓﻠﻤﺎ ﺳﻤﻊ ﺍلأﺫﺍﻥ ﻗﺎﻝ ﻟﻤﻦ ﺣﻮﻟﻪ: ﺧﺬﻭﺍ ﺑﻴﺪﻱ!! ﻗﺎﻟﻮﺍ: ﺇﻟﻰ ﺃﻳﻦ ؟ ﻗﺎﻝ: ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺴﺠﺪ ﻗﺎﻟﻮﺍ: ﻭ ﺃﻧﺖ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﺎﻝ !! ﻗﺎﻝ: ﺳﺒﺤﺎﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﺃﺳﻤﻊ ﻣﻨﺎﺩﻱ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭ ﻻ ﺃﺟﻴﺒﻪ ﺧﺬﻭﺍ ﺑﻴﺪﻱ ﻓﺤﻤﻠﻮﻩ ﺑﻴﻦ ﺭﺟﻠﻴﻦ ﻓﺼﻠﻰ ﺭﻛﻌﺔ ﻣﻊ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺛﻢّ ﻣﺎﺕ ﻓﻲ ﺳﺠﻮﺩﻩ.
ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻛﺸﻚ:
عاش الشيخ كشك ﺩﺍﻋﻴًﺎ ﻭ ﻣﺠﺎﻫﺮﺍً ﺑﺎﻟﺤﻖ ﻓﻤﺎﺕ ﻭ ﻫﻮ ﻳﺼﻠﻲ ﺳُﻨﺔ ﺻﻼﺓ ﺍﻟﺠﻤﻌﺔ.
ﺍﻟﺨﻠﻴﻔﺔ ﺍﻟﺮﺍﺷﺪ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ:
ﻣﺎﺕ ﻭ ﻫﻮ ﻳﺮﺩﺩ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ: "ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺪﺍﺭ ﺍﻵﺧﺮﺓ ﻧﺠﻌﻠﻬﺎ ﻟﻠﺬﻳﻦ ﻻ ﻳﺮﻳﺪﻭﻥ ﻋﻠﻮاً ﻓﻲ ﺍﻷﺭﺽ ﻭ ﻻ ﻓﺴﺎﺩﺍ ﻭ ﺍﻟﻌﺎﻗﺒﺔ ﻟﻠﻤﺘﻘﻴﻦ".
ﺍﺑﻦ ﺗﻴﻤﻴﺔ:
ﻣﺎﺕ ﻭ ﻫﻮ ﻳﺮﺩﺩ ﻗﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ : "ﺇﻥ ﺍﻟﻤﺘﻘﻴﻦ ﻓﻲ ﺟﻨﺎﺕ ﻭ ﻧﻬﺮ ﻓﻲ ﻣﻘﻌﺪ ﺻﺪﻕ ﻋﻨﺪ ﻣﻠﻴﻚ ﻣﻘﺘﺪﺭ".
في النهاية نود أن نقول في هذا المقال انك انت من تختار طريقك في تلك الحياة فأحسن رسمه، و اللهم أحسن خاتمتنا و ثبتنا على دينك الصحيح و لا تقبض أرواحنا إلا و أنت راضٍ عنا يا أرحم الراحمين.
و الله عز و جل أعلى و أعلم بكل هؤلاء ومنازلهم عند الله.
