هل أنت حزين؟ دعني أشاركك أحزانك

هل أنت حزين؟ دعني أشاركك أحزانك

0 المراجعات

هل أنت حزين؟ دعني أشاركك أحزانك

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

في عصر مليء بالضغوطات والتحديات، قد يجد الإنسان نفسه في لحظات من الحزن والكآبة. فالحياة ليست دائما مليئة بالفرح والسعادة، بل قد تأتي أيضًا بأوقات من الألم والحسرة والخسارة، وعندما يختنق الإنسان في بحر حزنه، يحتاج إلى من يشاركه تلك الأحزان، فالشعور بالوحدة في الحزن يزيد من مرارته ويجعله أكثر صعوبة.

وفي هذا المقال، سنناقش معا ثلاث تقنيات فعّالة يمكن استخدامها للتعامل مع الحزن بطريقة صحية وبناءة، وهي فهم الحزن، ومشاركة الحزن، والتعامل مع الحزن.

تقنية فهم الحزن:

قبل أن نناقش مشاركة الحزن وكيفية مواجهته، دعونا نفهم أولاً طبيعة حزننا وأسبابه.

  1. إن الحزن طبيعة إنسانية وجزء لا يتجزأ من الحياة الإنسانية، إنه شعور طبيعي يصيب الجميع في أوقات مختلفة وبأسباب متعددة، فقد يكون الحزن ناتجًا عن فقدان شخص عزيزبالموت أو البُعد، أو خسارة مادية، أو التعرض لحادث أو مرض ما، أو عن خيبة أمل في تحقيق هدف مهم، أو بسبب ضغوطات الحياة اليومية والعجز عن الوفاء بالتزامِ ما.
  2. هناك فوائد للحزن: فوظيفة الحزن هي أن يخبرك أنك فقدت شخصا ما أو شيئًا ما له قيمة في حياتك، أو يُنبهك أنك بحاجة إلى تغيير شيء ما في حياتك، وأيضًا سيساعدك على احترام وتقدير كل الأمور الجيدة الباقية لك، كما أن الحزن سيساعدك على إعادة تقييم أهدافك وقيمك في الحياة وإعادة تقييم الأشخاص والأشياء من حولك، وهذا يؤدي إلى الاستمتاع بحياة أكثر متعة وبهجة وقابلية ومرونة مع الخسائر التي يأتي بها القدر .
  3. تعرف على جذور مشاعرك (المشاعر الدفينة). يمكن أن يكون الحزن واضح المظهر ومعروف سببه، وقد يكون غير واضح كأن يظهر في شكل كآبة بسيطة على الملامح وفقدان الاهتمام ببعض الأشياء أو ببعض الأشخاص، وقد يكون بلا أي مظهر ولكن له أعراض سلبية تتمثل في سلوكيات ومشاعر سيئة مثل سرعة الغضب وزيادة الحساسبة من أقوال وأفعال الأشخاص المحيطين والعصبية والميل إلى العزلة وفقدان الرغبة الجنسية، وهنا يجب البحث عن السبب الرئيسي أو المشاعر الدفينة وراء كل هذه السلوكيات أو المشاعر التي تحس بها وقد يكون الحزن هو ما يحركها، وغالبًا ما تتعرف على هذه المشاعر الدفينة عن طريق معرفة نوع الخسارة الذي أدي إلى حزنك، مثل وفاة شخص تحبه أو الانفصال عنه أو خسارة الهوية أو الممتلكات أو عدم الذهاب إلى الجامعة أو التخصص الذي كنت تريده أو التهديد بفقدان الوظيفة ...... .

تقنية مشاركة الحزن :

عندما يشعر الإنسان بالحزن، قد يميل إلى الانعزال عن الآخرين، محاولًا إخفاء مشاعره وتجاهلها. ولكن هذا السلوك يمكن أن يؤدي إلى تفاقم الحالة، ويؤثر سلبًا على صحته النفسية والعقلية.

إن مشاركة الحزن مع الآخرين تعتبر خطوة هامة نحو التعافي العاطفي، عندما يشعر الإنسان بأن هناك شخصًا مستعدًا للاستماع إليه وفهمه يمكن أن يشعر بالارتياح والتخفيف من ثقل الحِمل العاطفي الذي يحمله.

لكن كيف يمكننا طلب الدعم النفسي والعاطفي من الآخرين ومشاركتهم حزننا بطريقة فعّالة؟ 

  1. البحث عن الشخص المناسب : اختر الشخص الذي تثق به وتشعر براحة معه لمشاركته مشاعرك، شخص تكون متاكدا انه سيستمع إليك بتفهم وتعاطف وسيقدم ما تحتاجه من  الدعم العاطفي، ولا تهتم في هذه المرحلة إن كان قادرا على حل مشكلتك أو إخراجك من حزنك أم لا، المهم أن يستمع ويقهم ويُقدِّر، يمكن أن يكون هذا الشخص أحد أفراد العائلة أو صديق، أو حتى مستشار نفسي متخصص.
  2. التعبير بصدق:  عند مشاركة الحزن مع الآخرين كن صادقًا وافتح قلبك بكل صدق ولا تخفي مشاعرك أو تتجاهلها، بل حاول التعبير عنها بوضوح وصراحة.

 

تقنية التعامل مع الحزن :

بعد أن طبقت تقنية فهم الحزن وأسبابه الخاصة بك وتقنية مشاركة حزنك مع الغير نأتي للتقنية الثالثة والأخيرة وهي تقنية التعامل مع حزنك ونجملها في الخطوات العشرة التالية:

  1. قبول الحزن: الخطوة الأولى في التعامل مع الحزن هي قبول وجوده وعدم محاولة تجاهله  وإدراك أنه رد فعل طبيعي على مجموعة متنوعة من الظروف والأحداث. بدلاً من محاولة قمع المشاعر السلبية، عليك أن تقبلها وتعترف بها بصدق.
  2. حدد السبب الحقيقي لحزنك: (عن طريق التقنية الأولى) وتعامل معه بمنطقية وتكيف معه.
  3. التعبير عن المشاعر: بعد قبول وجود الحزن، يجب أن تسمح لنفسك بالتعبير عن مشاعرك بصراحة، ويمكن ذلك من خلال الكتابة أو الرسم، أو حتى البكاء إذا شعرت بالحاجة إليه (أظهرت الدراسات العلمية أن الجسم يتخلص من هرمونات الحزن والضغط عن طريق الدموع)، أو التحدث مع شخص مُقرَّب - وهذه هي التقنية الثانية التي تحدثنا عنها سابقا- .
  4. امنح نفسك الوقت لتشعر بالحزن: إذا كنت تشعر بصعوبة في السماح لنفسك بالحزن، جرب هذا التمرين: ((قم بكتابة هذه السطور ورددها بصوت عالِ : "أنا أحزن عندما……………وهذا أمر طبيعي ومقبول." / "مسموح لي بالحزن على أمور مثل……." )).
  5. احترم مشاعرك: لا تستخف بمشاعرك أو تقلل من شأنها ولا تسمح لأي شخص أن يفعل ذلك.
  6. تغيير التفكير السلبي: غالبًا ما يترافق الحزن مع أنماط تفكير سلبية يجب نحديدها والتخلص منها والتركيز على الجوانب الإيجابية في الحياة والبحث عن الأمل والتفاؤل.
  7. البحث عن الحلول: من المهم البحث عن الحلول والطرق للتغلب على الصعاب وأسباب حزنك، قد يقدم الشخص الذي شاركته أحزانك بعض النصائح أو الأفكار التي يمكن أن تساعدك في التغلب على حزنك، ولكن إن لم يكن باستطاعته ذلك فابحث عن الحل بنفسك بالتفكير أو بالقراءة أو باستشارة متخصص.
  8. الاهتمام بالذات: في أوقات الحزن قد تنسى الاهتمام بنفسك، من الضروري الاهتمام بالذات والعناية بصحتك العقلية والجسدية. يمكن أن تساعدك أنشطة التأمل والتمارين الرياضية.
  9. الاهتمام بالتعافي:  بعد مشاركة الحزن، تأكد من أن تعتني بنفسك وتعمل على التعافي العاطفي، قد تحتاج إلى الراحة والاسترخاء، أو حتى البحث عن نشاطات تسلية تساعدك في نسيان همومك أو ممرسة الأنشطة التي تشعرك بالسعادة.
  10. لا تنسى الجانب الروحي والتعبدي في قبول الحزن على أنه ابتلاء واختبار من الله لك وأن تطلب العون منه بأن يلهمك الصبر ويفرِّج حزنك بالدعاء وقراءة القرآن والصلاة .

ختامًا

الحزن جزء طبيعي من الحياة، ولكن السر في التغلب عليه يكمن في تقبّله والتكيف معه واللجوء لله ومشاركته مع الآخرين. 

يُظهر التعامل مع الحزن بشكل صحيح قدرة الإنسان على التأقلم والنمو الشخصي، بالتأكيد لا يمكننا تجنب الحزن تمامًا في الحياة، ولكن يمكنك تعلم كيف تتعامل معه بشكل صحيح وبنّاء باتباع التقنيات الثلاثة المذكورة أعلاه.

عندما تجد شخصًا يمكنك مشاركته أحزانك فإن ثقل الحِمل يصبح أخف والطريق نحو التعافي يصبح أسهل. 

دعنا نبني جسرًا من المساندة والتعاطف، ولنمسح دموع بعضنا البعض في هذه الحياة المليئة بالحزن والفرح، فنحن جميعًا في هذه الرحلة معًا.

وإذا لم تجد فيمن حولك من يقوم بهذا الدور واحتجتني فأنا موجود 

[email protected]

https://www.facebook.com/UsamElsayedOsman

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

المقالات

2

متابعين

26

متابعهم

1

مقالات مشابة