صلاح السعدني .. رحيل "عمدة الفن المصري"

صلاح السعدني .. رحيل "عمدة الفن المصري"

0 reviews

في فترة الستينيات من القرن الماضي، أطل على شاشات التلفاز شاب رشيق القامة ببشرة خمرية، يُعرف باسم "أبو المكارم"، بوجه بريء وملابس بسيطة وطاقية فلاحية، يتحدث بلغة الإشارة ترافقه عبارة "الله حي" من يمينه ويساره.

هذا الشاب كان أول ظهور له على الشاشة الصغيرة، من خلال مسلسل "الضحية"، الجزء الأول من سلسلة "الساقية"، التي كتبها الكاتب الكبير عبد المنعم الصاوي ولم تكتمل.

image about صلاح السعدني .. رحيل

في ذلك الوقت، لم يكن يتخيّل المشاهدون أن هذا الشاب الصامت سيتحول إلى صوت ثقيل وقوي يتردد في عقولهم باسم صلاح الدين عثمان السعدني، الذي ارتبط اسمه بخطوط الحقول التي وُلِدَ فيها عام 1943 في محافظة المنوفية في جنوب دلتا النيل.

تخرج السعدني من كلية الزراعة في جامعة القاهرة، لكنه لم يتبع مسارًا مهنيًا في هذا المجال، بل اختار الانتقال إلى عالم الفن، وقف لحظاته الأولى على خشبة المسرح إلى جانب زميله في الدراسة عادل إمام، الذي ساعده ودعمه على طول الطريق، وبنت صداقة قوية بينهما استمرت لسنوات عديدة.

نشأة صلاح السعدني

نشأة صلاح السعدني تربى صلاح السعدني في جو عائلي مليء بالثقافة والفكر، إذ كان ينشأ تحت ظلال شقيقه الأكبر، المرموق في ميدان الصحافة، محمود السعدني، كان محمود لا يقدم فقط نموذجًا للإلهام الأخوي، بل كان أيضًا مصدرًا للثقافة والتأثير العميق على صلاح، فقد أثرت آراؤه الجريئة والثرية تأثيرًا كبيرًا على تشكيل شخصية صلاح، خاصة في ظل التحديات التي واجهها محمود نتيجة لمواقفه السياسية التي أدت إلى اعتقاله خلال فترات حكم جمال عبد الناصر وأنور السادات.

مسيرة صلاح السعدني الفنية

بعد أن حصل على دعم وتأييد من الأديب المرموق يوسف السباعي، الذي كان حينها وزيرًا للثقافة، قرر صلاح السعدني العودة إلى مساره الفني، وفي عام 1974، استطاع أن يعيد إشعال شمعة إبداعه على خشبة المسرح، حيث أدى دورًا بارزًا جنبًا إلى جنب مع الفنانة الكبيرة سميحة أيوب في مسرحية "العمر لحظة".

image about صلاح السعدني .. رحيل

بصبر مثل صبر الفلاح الذي يحرث أرضه ويرعاها بعناية، استمر السعدني في بناء مسيرته الفنية والثقافية بثبات، حيث أصبحت أعماله تترسخ في ذاكرة المسرح والإذاعة والتلفاز والسينما، تاركة بصمة قوية في المشهد الثقافي المصري، وكما يحفر المصريون الترع لسقي أراضيهم، حفر السعدني مساحات واسعة في عالم الفن، وبدأت ثمار جهده تنمو وتزدهر في الثمانينيات والتسعينيات من القرن الماضي، مساهمة بذلك في إثراء التراث الثقافي والفني للمجتمع.

comments ( 0 )
please login to be able to comment
article by
Khadija Elwassal
user hide earnings

articles

53

followers

12

followings

0

similar articles