جرائم هزت المجتمع المصري
جرائم هزت المجتمع المصري
حصلت مؤخرا جرائم هزت المجتمع المصري، وكان لها صدى واسع على مواقع التواصل الإجتماعي، الجريمة الأولى قتل الطالب إيهاب عبد العزيز على يد مدرس الفيزياء بدم بارد،
أما الجريمة الثانية فكانت عملية ابتزاز رخيصة وحقيرة،
تسببت في أن تقوم الطالبة نيرة صلاح بالانتحار،
عن طريق تناول حبوب سامة أودت بحياتها خلال دقائق معدودة.
ضحايا في عمر الزهور
الضحية الأولى طفل في مقتبل العمر كل ذنبه أنه وثق في معلمه، ودفع ثمن و ثقته براءته غاليا،
ترك خلفه أسرة حزينة، أم مكلومة فقدت فلذة كبدها بين ليلة وضحاها،
وأب قد كسر ظهره بسبب قتل سنده وعكازه في هذه الدنيا،
على يد طامع لاهٍ لا يرغب سوى في المال، حتى وإن تلوثت يده بدم طفل برئ.
الضحية الثانية فتاة في ريعان شبابها، تم تصويرها غدرا،
وقامت زميلتها بمعاونة زميل آخر بابتزازها.
لم تقو وهي بعد تخطو خطواتها الأولى في الحياة على التعامل مع أمر تخطى حدود إدراكها،
ففضلت الموت على حياة يملؤها الغدر والخسة وانعدام الضمير والحياء.
جرائم هزت المجتمع المصري والمناهج الجامعية
لعل الرابط الذي يجمع بين الجريمتين مع اختلاف الدوافع و الحيثيات والنتائج،
هو أن مرتكبوا تلك الوقائع ينتمون إلى الطبقة المنتمية إلى فئة التعليم العالي،
فالذي قتل الطالب إيهاب عبد العزيز خريج جامعة، كما أن التى حاولت ابتزار زميلتها و الضغط عليها، تدرس هي الأخرى في جامعة العريش.
هذا بدوره يدفعنا للسؤال عن جدوى التعليم العالي،
إذا لم ينجح في زرع وتنمية الأطر الأساسية للقيم واحترام الدماء والخصوصية.
إن احتج المعارضون على طرح السؤال،
فدعونا نتذكر نيرة الأمس التي ذُبحت بدم بارد على يد زميلها الجامعي.
أعتقد أن الأوان قد حان لنعيد النظر في المناهج العقيمة،
التي تُقدَّس الحفظ وجمع المعلومات،
ونخصص مادة أساسية تنمي الوازع الديني والأخلاقي.
فما الفائدة من الشهادات إذا لم تعدل السلوك المعوج وترتقي بالقيم.
دور المؤسسات الدينية في محاولة الحد من العنف والجرائم
ماحدث مؤخرا لابد من أن لا يمر مرور الكرام، لا أتحدث عن العقوبة المغلظة على الجناة، فأنا على يقين تام بعدالة ونزاهة القضاء المصري الشامخ، لكن ما أقصده هو أن تقوم المؤسسات الدينية بمحاولة النزول لأرض الواقع ومخاطبة النفس البشرية،
و توضيح الإثم العظيم الذي يترتب على القتل أو ابتزاز الآخرين أو حتى جرائم التنمر.
كل الأديان يجمعها أهداف نبيلة، لعل أولها حفظ النفس البشرية وتحريم القتل وإزهاق الأرواح،
كما أنها تمنع أن يتم أي ترهيب أو ابتزاز.
لابد من أن يهتم الخطاب الديني بالتوعية والتثقيف و تنمية الوازع الديني السليم،
الذي يمنع النفس من أن تتمادى في الظلم أو حتى تفكر في إلحاق الضرر بغرض التسلية،
منذ متى وهذه النماذج في مجتمعنا المصري المتدين، الذي عُرف عنه منذ القدم أنه مجتمع متدين بفطرته.
جرائم هزت المجتمع المصري و معطيات العصر الحديث
لا يستطيع أحد أن ينكر الدور الإيجابي الذي تقوم به التكنولوجيا من جمع المعلومات الضخمة ومعالجتها،
فضلا عن الاسهامات البارزة في شتى نواحي الحياة من تعليم وصحة و خدمات،
وشاهدنا تعاطفا وصدى واسع لتلك الجرائم ودعوات طيبة بتغليظ العقوبات على الجناة،
لكن للأسف الوجه الآخر من كل هذه الايجابيات تمثل في،
استغلال البعض لسهولة نشر ومشاركة الصور والمعلومات في عمليات ابتزاز رخيصة
، من هنا لابد من أن نقوم بعملية تصحيح شاملة للمسار ونقوم بتعليم الجيل الحالي،
أن الهدف من التكنولوجيا ليس التشهير أو الإساءة للآخرين،
وإنما الهدف الأساسي هو التعلم والتطوير و توفير الوقت وخلق مجتمع أفضل يحترم الثوابت والحريات.
دمتم بكل ود.