علموا قلوبكم زراعة فسائل الحب ....
قال له : ماذا جنيت من ثمرة بعد خروجك من شهر الرحمة … !؟ ماذا قطفت من الثمار الجنية ..؟
قال : انا اصلا ذهبت في باب الرحمة .. انا ما ذهبت حتى أخرج .. فأنا باق هناك إلى ما شاء الله .. فأنا ما زلت اتفيأ ظلال عريش تلكم الرحمات الغاشيات .. الخافقات .. العابقات .. الغادقات .. الماطرات .. الساقيات .. النازل ودقها في مسامات الروح الشاربات من معين الرضى الصافي .. المجللات بأطباق شهد المحبة ..!
وأنزلنا من الرحمة ماءا ثجاجا .. لنسقي به قلوبا و أرواحا.. عطاشا .. شرابا خالصا .. كان مزاجه كافورا .. لذة للطائعين .. الراكعين .. الساجدين .. الحامدون ..
.. المتهجدين في الأسحار .. المشائين في الظلم إلى المساجد... أولئك الذين يسعى نورهم بين أيديهم
و بأيمانهم… فيما أخلصوا لله من نور العبادة و التقوى ..
.. فبشراكم جميعا بما قدمتم …!
.. جئت شهر الرحمات .. و أعقبتها بفرحة غامرة تسبح في شرايين قلبي حمدا و شكرا على جزيل النعم و فيض العطايا و فوق جوارحي تكبيرا و تهليلا و ترتيلا ..!
.. جئت صبيحة عيد مبارك .. وأنا أحمل بين جوانحي قلبا عامرا بزمزم المحبة .. و شآبيب المودة .. جئت بشوش المحيا .. من فرط تجليات .. و ابتهالات .. و انوار فاضت على جنبات قلب يحمل معه اثنا عشر قمرا و شمسا يفترش ظلها كل من عبر ظلها الظليل …!
.. جئت احمل جائزة الفوز العظيم .. احمل معي وإياكم بطاقة الدخول في باب الريان الموعود .. جزاءا بما كنا نعمل و تعملون .. من الطاعات .. والحسنات .. والأعمال الصالحات .. فادخلوا كنف جنة ربكم بسلام آمنين ..
و ارجعوا إلى أهليكم مسرورين .. مجبورين .. مقبولين .. مغفور لكم .. مرحومين .. لا يعتريكم حزن و لا شقاء
و لا نصب و لا لغب .. ! عما قدمتم من احسان ..!
.. كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الْأَيَّامِ الْخَالِيَةِ ..
.. بعد ان قضيتم تلك الطاعة العظيمة .. و خرجتم بها اصحاء الجسد و العقل و القلب و الضمير ....!
.. تعالوا نخرج معا .. في صبيحة هذا العبد الوضيء .. نطرق أبواب الاحبة و الاصدقاء و الاوفياء والمخلصون
من الاباء و الامهات و الأرحام .. اشرعوا لهم صدوركم .. .. و مدوا إليهم اياديكم البيضاء .. خذوهم في احضانكم الدافئة .. اقعدوهم في قلوبكم الفسيحة .. و انشروا لهم في وجوهكم من الابتسامات العذبة.. من غير بغض ..أو ضغينة .. أو حقد .. أو غل .. أو حسد ..!
.. اصعدوا بأطفالكم و ازواجكم سلالم الفرح ..
و احملوهم معكم في أراجيح الفرح .. وازرعوا في قلوبهم ورود المحبة .. مازحوهم .. ضاحكوهم .. داعبوهم .. لاعبوهم .. قبلوهم .. أطعموهم .. و اشربوهم ..
و اكسوهم .. وقولوا لهم قولا جميلا ..!
.. أشيعوا الطمأنينة و الحبور في قلوبهم …. واملؤوا صدورهم بالذكريات الجميلة .. اشرعوا لهم كل بوابات الفرح .. ….. واملأوا جيوبهم بحلوى الحنان .. و سكاكر المحبة… البسوهم ثياب الزينة و الرحمة و العطف
و الرأفة..!
.. احملوهم معكم إلى مصليات العيد .. ازرعوا في نفوسهم فسائل العطاء .. وشتائل الايمان .. غدا سوف يصبحون من بعدكم اباء و امهات و صانعي أمل و مستقبل ..!
هيا .. تعالوا اليهم و انتم كرماء .. أسخياء .. وارعوا فيهم كل دواعي الاحسان و التسامح و العفو و الصفح الجميل .. .. دربوهم على صناعة الحب أينما كانوا…!
تعالوا .. نتعاهد قلوبنا بشراب المحبة و قمح المودة ..
.. تعالوا نحمل معا اباريق التصافي و التراضي و التعافي .. و التساقي .. نشعل سبلنا بأنوار الشموع .. نبدد في قلوبنا عتمة التجافي .. و التغاضي….. والتشاكي .. والتباكي ..!
.. تعالوا نقطف معا ثمار الطاعة .. فرحا و سرورا ..
و حبور …..!!
.. اللهم بارك لنا في أعيادنا .. اعيادا عديدة .. زدنا اليك طاعة .. وتقربا .. و وصلا .. شدنا إليك بحبلك المتين ..
و أغدق علينا من فيض نعمائك .. وارضى عنا .. و اقبلنا فيمن عندك من الصالحين و المهديين .. و ارحم ابائنا
و امهاتنا و اهلينا و أحبتنا .. و كل من كان له حق علينا .. … حاضرا معنا .. أو بات غائبا تحت الثرى ..!
.. تعلموا زراعة فسائل الحب في قلوبكم .. و أتقنوا صنعته … واحصدوا من بعده بذور السلام و الرحمة ..!
.. الحمد لله الذي أتم علينا طاعة الصيام .. و اتحفنا بليلة القدر المباركة .. ليلة تنزيل النور والذكر الحكيم .. وتجلى علينا بفيض رحماته ..و كتبنا فيمن عنده من عتقاء النار بكرمه و صفحه…!
هنيئا لكم ….... هيا اذهبوا لاستلام جوائزكم … !
