و كفى بالطيبة رسولا للمحبة و التواضع ..

و كفى بالطيبة رسولا للمحبة و التواضع ..

0 المراجعات

 قال لي صديقي .. رغم محاولات مكرهم المتكررة .. لم يكن يخطر لي على بال البتة ..  ان امكر لهم .. او ان ارد عليهم مكرهم بالقسط .. لم تكن محاولاتهم ..

و سوءاتهم تلك .. ذات شأن كبير أقف عنده مطولا …. يستدعي التفكير مني مليا البحث عن ادوات ترد عني مكرهم ..!

.. و هل يلتفت مصباح النور المعلق على أعمدة الطرقات لنعيق الغربان ..!؟

نعم ..  لم يحصل أن سددت لهم مكرهم بمكر مثله  .. 

.. فانا لا اجيد عمل ذلك البتة .. و لا قدرة لي على إيذاء نمله .. او حتى سحق ذبابة زنانة ..! أو طرد نحلة ساعية..!

.. فكل ذاهب الى شانه و غايته … !

هكذا هو انا… !؟

وأردف قائلا :  أنا منذ نعومة اظفاري .. اعتدت على حب تتبع الفراشات في الحقول ..  و الاستمتاع  بأجنحتها الموشاة بالوان الابداع منقطع النظير و الدهشة  ..!..

 .. وأجدني أحاول تقليدها جمالها على دفاتر الرسم ..! 

فيما مضى .. كنت أذهب في كل مساء .. الجلوس تحت شجرة الجميز العتيقة .. الهرمة .. المعمرة .. و كأني التحف حضن جدتي الدافىء .. هناك حيث الهدوء التام .. و صفير الصمت .. و حفيف أوراق الشجر ..! 

هناك حيث التجلي .. والتأمل .. و الصحو .. لدي بعضا من الوقت … يتوجب علىّ الاستمتاع  به  بعيدا عن الضوضاء .. لا احب  مجالس اللغو والثرثرة و الرغاء ..!

.. يستهويني قراءة اشعار ايليا أبو ماضي  و أبا القاسم الشابي عن الحياة  .. و جمال الطبيعة .. و الحب ..! استعذب قراءة قصص الوفاء .. و الشهامة .. والحكمة … حتى ارجع .. محملا  بتلك الطاقة النفسية .. 

و الايجابية المنعشة ..!

هناك حيث أنا .. اترنم  بسماع سقسقة العصافير  الخضر .. الجميلة .. و التقط ما كانت تجود به علي تلك الشجرة من حبات الجميز المتساقطة من عبث العصافير ..! 

.. كم كان لذيذا وشهيا مذاق الجميز هذا ..!

ثم إني أروح .. ارقب العصافير و هي تحمل في مناقيرها اعواد القش .. و تصعد به عاليا لتبني أعشاشها .. ارقبها وهي ترجع بطانا  لتطعم  صغارها رزق ما تحمله إليهم ..!

.. نعم لم أكن ألقي بالا لما يقال من خلفي .. و لا يعنيني ذلك كثيرا .. و في كثير من المرات كنت انجو من ذاك المكر ..

و كنت أردد قوله تعالى … : 

….ولا يحيق المكر السيء الا باهله ..!

و في كل مرة كنت ازداد قوة و ثقة بنفسي .. و أزيد من تدريبها على الفضيلة .. والسمو .. و الترفع .. و الأنفة .. !

.. هنا أدركت السر من ذاك السر الخفي .. سر الحصانة .. سر النجاة .. سر السعادة .. سر اللامبالاة .. سر درء الاذى ضد المكر السيء ..!

انها بطانة قلبي البيضاء .. انها الطيبة الخالصة .. 

طيبة القلب .. و عذوبة الروح .. و صفاء النية ..

.. و جمال السريرة .. هي الطيبة التي تحملني على الصبر و الثقة بالنفس ..  و جمال الخلق ..!

.. فعلا انها الطيبة .. الهداية .. التقوى .. هي ذاك النور الذي يقذفه الله في القلب .. هي الشمعة المضيئة التي لا يأفل نورها .. هي الوردة ذات العبق .. هي ثوب الحرير ذات البريق .. الذي لا يتبدل و لا يتسخ ولا يهترئ ..!

.. هي قطع السكر المذابة في اكواب المذاق العذب..!

.. هي نداء الالفة والمحبة والمودة الخالصة ..!

.. هي خاصة أصحاب الذائقة الشعورية الجميلة ..

.. هي مراهم للقلوب الجافة  .. و العقول اليابسة ..!

.. هي .. هي .. مفتاح السعادة السحري .. الذي يفض مغاليق كل الأبواب الضيقة .. و الوجوه الباسره ..! 

.. شكرا لله على نعمة الطيبة .. و كفى بها رسولا للمحبة 

و الرضى .. و الطمأنينة ..!!

..قلت له .. اني اغبطك على طيبتك هذه .. واني ادعو الله ان ينعم عليّ كما انعم عليك .. !

..  انه نعم المولى و نعم المجيب ….!!

 

 

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

المقالات

35

متابعين

2

متابعهم

8

مقالات مشابة