مهما طال بك العمر  فالملتقى قريب جدا ..

مهما طال بك العمر فالملتقى قريب جدا ..

0 المراجعات

 

 

.. هناك الكثير من الاشياء لم تلقي لها بالا .. لم تكن تأخذها على محمل الجد .. لم تكن تحسب لها حسابا دقيقا ..  رغم أهميتها وضرورتها .. و رغم  توفر القوة الذاتية .. و الوقت الكافي لحملها ..  و الوقوف عليها ..!

لا باس .. غدا وأنت تقف على حافة الرحيل .. 

عند النزول عن سلم العمر .. عند بلوغ الاجل ..

 عمد الوقوف على حافة  النهايات .. عندما تصلك بطاقة الدعوة الأخيرة .. عندها  سوف ينكشف عنك الغطاء .. 

… عندها ستذهب عنك السكرة .. وتأتي اليك الفكرة ..!

.. سوف ترى كل شيء اهملته .. ضيعنه .. استخففت به  .. تكاسلت عنه .. و تركته وراءك .. ستراه جاثما أمام بصرك بصورته الحقيقية ..!

الآن .. سوف تفتح الذاكرة ارشيفها كاملا .. و يدور دولاب الذكريات أمامك رأي العين .. صورة تتبعها صورة ..!

.. وعيناك تلوج  في محاجرها .. و تدور براسك معها.. في دهشة .. في ذهول .. في  ثبور..!

.. لا محالة انت الان ساقط في بحر الندامة العميم .. 

في بحر الحسرة الظليم ..  ثم تاتيك الخيبات بشتى اشكالها و الوانها .. تتدافع عليك  بالعتاب .. في زحام طابور خانق .. في تناوب دؤوب  ….. كل خيبة تسلمك إلى أختها ... ! .. ثم  تعود لتقف من جديد في الطابور.. تصفعك على خدك  على رقبتك .. على قفاك .. ها هي الصفعات تنهال عليك من كل جانب ..!.. حتى يذهب عنك ماء وجهك ..!

.. فماذا أنت فاعل .. !؟ بماذا تجيب ..!؟ بماذا تبرر ..!؟

يا ويلاه .. .. هل نفعك مالك ..؟ هل نفعك منصبك ..؟ 

هل نفعتك شهرتك ..؟ هل نفعتك ذريتك ..؟

.. هل نفعتك اطيانك و فدادينك ..؟

.. هل نفعك ما جمعته من حطام الدنيا الغرور .. ؟

.. ان لم تكن قدمت في حياتك لآخرتك ..!

.. فما الذي يعصمك اليوم من أمر الله.. !؟

.. و ما ظلمناهم و لكن كانوا انفسهم يظلمون .. !

أما بعد ....!؟

.. وأنت تقرأ هذه الكلمات .. قد يكون لديك ما يكفيك من الوقت ..! من الحظ ..! من الفرصة ..!

اعلم .. بأن كل نفس من أنفاسك محسوب عليك ..!

انظر …... ها هي حياتك كلها واقفة .. معلقة .. 

.. ما بين زفير وشهيق ..! ما بين ليل أو نهار ..!

.. ما بين عشية أو ضحاها ..! ما بين صلاتين ..!

.. ما بين سهوة و يقظة .. ما بين غفوة و سكرة ..!

.. ما بين لقمة من طعام أو شربة من ماء .. ! 

.. ما بين طرفة عين و انتباهتها ..!

..  ما بين خطوة إلى الأمام وأخرى الى الوراء ..!

إذن .. تعال جاهدا .. حدق جيدا في مسار حياتك .. 

اقرأ صحيفتك جيدا .. قلب صفحاتها باهتمام شديد .. 

.. لا تهمل منها صفحة واحدة ..!!

.. لا تكذب على نفسك .. لا تخونها .. لا تخفي عنها شيئا .. لا تضللها .. و انت تقدم لها كشف الاثم و البراءة ..!

.. لا تنسى في عتابك لها أي شيء .. صغيرا كان ام كبيرا .. لأنها بعد قليل هي من سيفضحك ..! 

واسفاه ...!

.. كم كنت اتمنى ان ترجع الى اهلك مسرورا ..!

.. كم كنت اتمنى  ان اراك مع الذي صدقوا ربهم ..!

.. كم كنت اتمنى ان تكون من اهل الشفاعة .. !

.. كم كنت اتمنى ان اراك عند الحوض ..!

.. كم كنت اتمنى ممن عبروا على الصراط سهلا ..!

.. كم كنت اتمنى ان تكون من وفد الرحمن ..! 

.. كم كنت اتمنى ان اراك مع محبيك و اصدقائك ..

.. على سرر متقابلين ..!

.. لا تحدق بي كثيرا .. ماذا تنتظر ... !؟

هيا .. لا تتأخر .. عجّل في خطاك .. أدرك نفسك .. 

.. ما زال معك بعضا من الوقت .. !

.. هيا قبل ان تطوى صحيفتك كطي السجل للكتب ..!

.. لن تجد في الغد ما يعصمك من أمر الله ..!

.. إياك والقنوط من رحمة الله .. فهو غفار الذنوب جميعا .. .. فربك كتب على نفسه الرحمة .. رحمته سبقت عذابه .. و حلمه سبق غضبه .. هو من حرم على نفسه الظلم .. 

.. ولن تظلم عنده مثقال ذرة ..!

.. دعني ارى فرحة الفوز في عينيك .. فرحة التوبة الصادقة ..!

.. مهما طال العمر فالملتقى قريب .. قريب جدا ..!

اللهم اني قد بلغت .. الاهم فاشهد ...!

.. و آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين ….!

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

المقالات

35

متابعين

2

متابعهم

8

مقالات مشابة