"  رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فقير "

"  رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فقير "

0 المراجعات

 

 

.. لا تلعن الزمن بأنه عقيم …. لا تلعن الحظ  بأنه سقيم.. .. لا تلعن الظروف بأنها جحيم .. لا تعلق عليها فشلك و خيبتك .. وعجزك .. لا تجعلها سببا في عرقلتك .. و سرقة أحلامك ..  وإنها ما لبثث  في تحد دائم لك .. وانها هي من تقطع عليك طريق الفوز

 و الرجاء و النجاح ..!

الدنيا .. هي من جاءت إليك على محمل السرعة ..

.. كي تؤشر على تقصيرك و اهمالك .. كي تثنيك عن  أخطائك .. و تقعدك عن ذنوبك .. وتحول دون سيئاتك ..!

جاءت ..  كي تسندك .. كي تصوب مسارك .. كي تلفت انتباهك .. بأنك تسير على الطريق الخطأ .. جاءت كي تقوم فيك اعوجاجك .. و تمنع اسرافك  .. و تحد من تبذيرك ..!

.. هي جاءت تلقنك درسا اختباريا .. جاءت تدلك على السبل السالكة .. كي ترجع الى صوابك .. كي ترجع عن غيك و غرورك  .. جاءت كي تحملك على بلوغ أهدافك 

و غاياتك.. وتحقيق امنياتك بما ترتضيه لك .. بما كنت تستحقه .. بما كنت أهلا له .. جزاءا موفورا .. على صبرك و احتسابك .. وتوكلك ..!

.. ماذا لو انها تركتك تنزلق و تسقط في براثن افعالك

 و أفكارك و سوء تصرفاتك .. حتما لن تكون النتيجة مرضية لك .. و انك واقع في الخسارة لا محالة ..!

.. قد تجد الدنيا تقسو عليك اليوم .. و لكنها في الغد ستأخذ بيدك ..  ستخرج من ازماتها و ابتلاءاتها و ضغوطاتها ..  أكثر قوة و صقلا و دربة و تجربة .. !

.. هي من  تحب  أن تراك في الغد من أهل الفوز 

و الفلاح  و النجاح ..!

هذه الدنيا .. من منا لم يكابد قسوتها .. و شقائها ..

 و همومها .. و أحزانها ..!؟

 .. من منا لم يذق شظف عيشها .. و عجاف سنينها .. 

.. من منا لم يعش بعضا من ضنكها ..!؟

.. من منا لم يقف على أبوابها طالبا ودها و عطفها 

و عافيتها وصحتها و ارزاقها  و أفراحها و سعادتها

 و زينتها من المال و البنون ..!؟

.. ثم نجدها  رجعت إلينا .. تصالحت معنا ... وراحت تنظر إلينا بعين الرضى و العناية ..  فأعطت من كرمها

 و فيضها و خيرها .. حد الكفاية  حد الشبع ..!؟ و نلنا منها  الكثير الكثير من حظوظها ..!

.. واذا بنا نرتفع  فوق موج الترف و نصعد سلالم البطر ..  و نركب سنام الغرور.. و نجر ورائنا ذيل طاووس الخيلاء .. حتى تعاقبنا .. تعيد لنا الصفعة .. تطلبنا للحساب .. فتشد  من تحتنا بساط النعمة .. 

و تنزع عنا لباس الستر .. و تأخذ منا البركة ..!

.. ثم تتركنا نثور و نفور و ندور ...  تقرضنا الحسرة 

و الندامة على ما فات  من أمرنا .. على ما فرطنا من النعم .. يعترينا التبرم  و تحتشينا النقمة .. و يقع علينا سوء الحال ..  و يستبد بنا الثبور و النفور ..!

.. الدنيا لا يؤتمن لها جانب  .. دنيا غرورة .. تجدها اليوم تقف معك .. و في يوم آخر تجدها تقف ضدك ..!

.. و بقدر ما تعطيك .. تاخذ منك .. مرة تتقدم عليك و في مرات عديدة تتأخر عنك ..! 

.. اليوم انت فيها دائن .. و غدا أنت فيها مدين ..!؟

.. و لكن من استقام على الطريقة .. و فوض أمره لله .. 

وأحسن الظن به .. و  توكل عليه .. و داوم على استغفاره و طاعته ..  و قنع ورضي بما وقع عليه من قدر .. .. أصاب من رحمة الله و لطفه الشيء الكثير .. 

 وبات في عين رعايته  و حمايته و حفظه ..!

وراح يردد قوله تعالى .. 

"  ربي اني لما انزلت الي من خير فقير .. " 

.. فتح الله له كل ابواب الخير و السعادة .. !

مهلا ….. عندما تجد الدنيا قد فرت من امامك .. 

.. تعال على جناح السرعة .. و ابدأ بمراجعة حساباتك .!! 

وانظر منها ..  اين أنت من الربح  أو من الخسارة .. !

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

المقالات

35

متابعين

2

متابعهم

8

مقالات مشابة