خلف الوعود والآثار المترتبة عليه من كل النواحى

خلف الوعود والآثار المترتبة عليه من كل النواحى

0 المراجعات

لما اجى ابتدى كلامى عن خلف الوعود مش هلاقى بداية احسن من حديث الرسول صلى الله عليه سلم عن آيات المنافق تلات

(اذا حدث كذب وإذا وعد اخلف وإذا اؤتمن خان  )

يعنى ربط خلف الوعود بعلامة كبيرة من علامات النفاق 

من اهم مبادئ العلاقات بين الناس هى أن يكون فيه ثقة

 وخلف الوعد هو أكبر عدو للثقة

قبل ما توعد حد باى حاجه لازم تكون مفكر كويس جدا فى قدرتك على انك تقدر توفى بوعدك وخاصة لما تكون ظروفك صعبة  لو هتوعد لازم تكون متاكد 100% انك هتوفى 

لان الشخص اللى بتوعده بحاجة بيبنى عليها هو حياته بترتيبات معينة فلو حضرتك ناوى تبوظ حياتك بوعود كدابة لنفسك يا ريت ما تبوظش حياة غيرك كمان معاك 

الثقة هى صفة مكتسبة بالفطرة عند تعارف بين اى اتنين  وهى  مبدأ يتبنى عن طريق الاستمرارية في العلاقات وفى العمل 

قيمك واخلاقك ومبادئك هى اكتر حاجة بتميزك كشخص وهى اللى بيتبنى عليها كل قرار هتاخده مهما كان بسيط ممكن ما يكونش القرار اللى بتاخده بياثر عليك بصورة مباشرة انما بياثر على المحيطين بك بصورة أكبر 

موقف بسيط حدث ايام الرسول فى مجلس من مجالس الصحابة 

دخلت على الرسول امرأة وفى يديها طفلها لا يتعدى الثلاثة أعوام وكان يبكى فوعدته امه أنه لو صمت عن البكاء سوف تعطيه تمرة فى يديها فصمت الطفل فإذا برسول الله يقول لها اتملكين التمرة فى يدك حقا 

فقالت له : لا يا رسول الله

فقال لها :- فلما وعدتيه إذن بشىء لا تملكيه

 و قال لها  :-اذهبى واحضرى له التمرة التى وعدتيه بها 

 وقال لها :- كيف للطفل أن يثق بأمه إن لم توفى بوعدها معه

الهدف من ذكر الموقف أنه مهما كان الوعد صغير وبسيط فهو حلم وأمنية كبيرة بالنسبة لغيرك 

فرفقا بأمانى وقلوب الآخرين 💔

وهذا توضيح بسيط لتأثير خلف الوعد واضراره على العلاقات الاجتماعية وفقدان الثقة بين الابن وأمه 

أما بالنسبة لاضراره فى العمل فهى كبيرة ومدمرة جدا 

من أولويات السوق هو الاهتمام بالسمعة والسيرة الحسنة .

انت ممكن تشتغل في السوق بكلمتك ووعدك قبل فلوسك .

هتلاقى الناس اللى حواليك بتتعامل معاك حتى لو الربح أقل عشان المصداقية فى الوعد بدل التاجر اللى عنده الربح أعلى بس مش بيوفى بوعوده بالتزاماته .

أما بالنسبة لاضراره على العلاقات العاطفية فحدث ولا حرج ….

فخلف الوعود مع الحبيب أو الزوج أو الزوجة مدمر للعلاقة 

فنجد الكثير من الضحايا لخلف وعود الحب والزواج 

فهناك ضحايا أدى بيهم خلف الوعد إلى أمراض نفسية أو عقليه ومنهم من أدى إلى الانتحار

 وقد يصل الحد إلى بعض جرائم القتل نتيجة لخلف وعود بالزواج مثلا…..

اما لخلف وعود من الزوجة أو الزوج يؤدى إلى فقد المصداقية والثقة المتبادلة بينهما.

مع التكرار بتصل العلاقة إلى حالة من اللامبالاة من الكلام أو الجمود أو الطلاق الصامت 

ومنهم إلى حد الطلاق الفعلى والتفكك الأسرى مما ينتج عنه اطفال غير اسوياء ويكون كل همهم فى الحياة أنفسهم على حساب الغير على مبدأ 

(اللهم نفسي وفقط)

بدأت كلامى بكلمتين فقط وهم :-

(خلف الوعد)

مما قد يجده البعض حاجة بسيطة أو سهلة

 واختتمت كلامى بتفكك أسرى وانحلال اخلاقى وقيمى وارتفاع لمعدل جريمة في المجتمع وحالات انتحار أو أمراض نفسية أو لخلق جيل كامل من بشر غير اسوياء كل همهم أنفسهم 

وهى كارثة بشكل مخيف يهدد أمة يكاد يصل إلى تهديد قيم إنسانية للبشرية كلها 

لأصل بكم إلى مدى خطورة الموضوع من الناحية الأخلاقية والدينية  والاجتماعية والاقتصادية

اخلاف الوعود يفقدنا الأحبة وهو من صفات المنافقين

 ومن صور الوفاء بالعهد الذى بين العبد وربه فهو أعلاها مكانة واقدسها فهو العهد الاعظم وهو يعد من كبائر الذنوب

أما من الجانب الأخلاقي فعدم الوفاء بالعهد من الاخلاق الذميمة التى تترك اثار سلبية فى بناء الطفل فهو يعتبر والديه بمثابة ربه ومالك أمره ومن وجهة نظره منزهين عن العيوب فإذا أساء الوالدين تلك المكانة سوف تترك أثرا سيئا وسلبى  على شخصيته بحيث إن إصلاحه سيكون صعبا أو مستحيلا

انواع خلف الوعد نوعين :-

الاول خلف الوعد المبيت بنية مسبقة أو عن عمد  بمعنى اعطاء الوعد وبداخلك عدم الوفاء به وهو اشرهم

والثانى خلف الوعد عن غير قصد بمعنى  أنه عندما أعطيت وعدك كان فى نيتك الالتزام به ولكن حدثت ظروف خارجة عن إرادتك ادت الى عدم الوفاء به 

الثقة بتتبني عن طريق الاستمرارية بالمصداقيةبالوعود .

عشان حد يثق فيك او عشان انت تثق في حد، لازم يكون فيه ثبات في المبدأ و استمرارية في الفعل.

يعني لازم الشخص ده يكون رد فعله لاي حاجه تكون مبنية علي مبادئ معروفه و مفهومه و اهم من كده لازم تكون متوقعة.

مش هتقدر تثق في حد لو انت مش قادر تتوقع رد فعله في مواقف لسه محصلتش.

و عشان كده لو عايز تكسب ثقة حد، لازم تبين له انك صاحب مبادئ معينه و انك مستمر في تمسكك بيها. و ده لازم ياخد وقت.

كما قالى الله تعالى :-

( واوفوا بعهدى اوف بعهدكم واياى فارهبون)

وفى الختام أوصيكم ونفسي بتقوى الله فى الوفاء بالعهد وإنجاز الوعد لما يترتب عليه من آثار 

فاياكم والوعد الضائع فإنه ضياع للدنيا والدين

 

 

 

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

المقالات

3

متابعين

12

متابعهم

20

مقالات مشابة