الثورة الفكرية و التنمية الذاتية
التنمية الذاتية كمفهوم قديم ذات صيته مؤخرا بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي .
كتركيز على الذات الإنسانية و استثمار في العقل الباطني كونه المحرك الأساسي للنجاح و التطور ، بدأ المحفزين و و اعمدة الطب النفسي الرحلة نحو تحقيق الاستقرار الذاتي و التوازن الداخلي للنفس بهدف الرقي بها .
يبدأ الطريق اولا بتخلص الإنسان من تابعيته لأحداث الماضي و تحرير الطفل الداخلي له ، ذلك الناشئ في وسط كابح للثقة النفسية و المتاثر بصدمات تركت بقعتها على مدى بعيد ، و من طرق العلاج تصالح الإنسان مع نفسه و تقبلها القبول التام الخالي من كل تكذيب ، عند هذا الحد تنتظم مشاعره و أفكاره فيقابل مراءة ذاته ، يتجرد من كل غطرسة و أنانية تسيطر على شخصيته فيتكمن من تمييز النقاط السلبية التي تسيطر عليه و النقاط الإيجابية التي تدفع بيه نحو الأمام، لا يتوقف الأمر عند هذا الحد كونه فضاء داخلي كبير فالاستثمار في الذات بحر عميق كلما توغلناإلى الداخل كلما اكتشفنا الجديد و المبهر حول أنفسنا، هنا يتوجب على المخلوق سقل نفسه و تهذيبها لرقي بيها ، الأمر شبيها تماما بالالماسة التي لا يشع بريقها إلا إذا طبقت قوة عليها تعدل من حوافها محافظة على جوهرها هكذا هي شخصية الانسان ، قالب أساسي يتضمن كل الأفكار ،وجهات النظر ، مبادئ و غيرها من المقومات ، هذا القالب هو نتيجة النشأة السوية للعبد فإن تعلم احترام الناس و الذات من الصغر اكيد سيخلق مساحة فيه دائمة تعظم ذاته و تفتخر بيها ، العكس صحيح كذلك الكبر الملازم لفكرة استحقار الذات و تجاهلها يخلف مكان عميق و داخلي يتعلق كالطفيليات معيقا للتغذية الروحية له .
للنأكد على اساس خلق به هذا الكون ، كل شئ قابل لتغيير ماعدا تريخ الموت فهو ثابت كثبوت الشمس ، و مادام الإنسان على قيد الحياة فهذا يعطيه الصلاحية الدائمة للتغيير و التطور ، كل ما عاشت في الصغر عبارة عن حاصلة من التجارب التي تجعل منه راشد و خبير في مواجهة الحياة عليه فقد ان يتحلى بالصبر و القوة ليعرف قدر نفسه و يحقق الغاية التي خلق من أجلها.