أرواح من العالم الآخر

ظاهرة الاقتراب من الموت من الظواهر العصرية المثيرة للجدل وكذلك هيا مثيرة للدهشة وللفضول ٠

 فهي : عبارة عن خروج الروح من الجسد بشكل مؤقت وعودتها للجسد لأي سبب كان هذا الخروج مثل الحوادث والأمراض أو هيا : عبارة عن انكشاف شيء من العالم الغيبي غير المرئي للروح أو النفس لسبب أو آخر ٠

وهذي الظاهرة المثيرة تحدث اليوم لكثير من البشر من ديانات وثقافات وبيئات مختلفة وعودة هؤلاء البشر المختلفين بتصور متطابق ومتقارب للعالم الغيبي أو البعد الآخر ويتفق هذا التصور مع التصور الذي رسمه الشرع الحنيف في الإسلام للعالم الآخر وجعله ركن من أركان الدين ويتفق مع مضمون دعوة الأنبياء والرسل الكرام من ترسيخ الإيمان بالغيب والحث على العمل الصالح لنيل الجزاء الاخروي الخالد ٠

 فهذا يطرح سؤال : لماذ لا يستفيد المسلمين اليوم من هذه الظاهرة العجيبة ويتم توظيفها  في الدعوة إلى الله تعالى وكذلك النظر والبحث في الجانب المعجز منها كما استفاد المسلمين من جوانب أخرى من الإعجاز مثل الإعجاز العلمي وغيره كما أن هذه الظاهرة يمكن أن يستفيد منها الباحثين في خصائص الروح وإمكانيات وقدراتها في العالم الآخر من خلال تتبع هذي التجارب وملاحظت الفوارق ٠

 وهذا ماتقوم به كثير من مراكز الأبحاث المختصة في العالم الغربي وبعض الباحثين في العالم العربي والإسلامي

 ويجدر بالذكر الدور الذي قام به الإمام ابن أبي الدنيا رحمه الله تعالى في كتابه [من عاش بعد الموت] قبل ألف عام تقريبًا

  فقد جمع فيه مجموعة من القصص التي وقعت في القرون التي سبقته وأسندها إلى أصحابها وكذلك ذكر شواهدها من القرآن الكريم مثل قصة عزير عليه السلام وقصة الذين خرجو  من ديارهم من بني إسرائيل حذر الموت كما أخبرنا الله تعالى عنها 

 ومع مافي هذه القصص من قيمة علمية وعبرة دينية وفائدة تاريخية إلا أنها إثبات لقدم هذه الظاهرة وأنها ضاربة في جذور التاريخ وليست وليدت العصر ولكن بما أن عصرنا هو عصر التقدم في كل المجالات والتقارب هذا ساعد في توثيق هذه الظاهرة وانتشارها وكثرتها بسبب الإمكانات الطبية المتوفرة اليوم بعد إرادة الله تعالى ٠

 وأنا أدعو من هذا المنبر المبارك الباحثين في الشؤون الإسلامية من المسلمين الاهتمام بهذه الظاهرة الفريدة وتقديمها للناس

 في ثوب إسلامي يتفق مع العلم لأن تركها وعدم الالتفات لها يضر كثير ممن يهتم بهذه الظاهرة ويتابعها لما فيها من شبهات ومزالق خطيرة  تخالف العقيدة الإسلامية ٠

هذا والله أعلم  وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ٠