قصة   لنمر مصري  ثانى في أوروبا

قصة لنمر مصري ثانى في أوروبا

0 المراجعات


 في البداية هذه القصة لم تكن حدوتة قبل النوم ولكنها قصة واقعية بطلها مازال يعيش فهو الشاب المكافح الذى بدأ من الصفر كعامل بسيط

 أنه رجب الشاب القاهري الذي لم يستكمل تعليمه في المرحلة الثانوية الصناعي ذلك لوفاة والده حيث أنه كبير أخوته والمسئول عليهم فقد ترك المدرسة

تفرغ للبحث عن فرصة عمل حتى يتمكن من رعاية اخوتة وبعد معاناة تمكن من الحصول على فرصة عمل في محطة بنزين

فأثناء قيامه بغسيل أحدى السيارات  

                                       

فاذا به يعثر بداخلها على حافظة نقود بها عملات مصريه والأجنبية وبعض الأوراق والمستندات فقام بتسليمها لصاحب المحطة

الذي قام بتسليمها الى صاحب السيارة السيد ( شنايدر ) المحامى الألمانى الذى كان يقوم بتمثيل لبعض الشركات الألمانية في القاهرة

صافح السيد شنايدر رجب بحرارة وشكره وقدم له مبلغ من المال كمكافأة له على أمانته رغم حاجة رجب الماسة لهذه النقود

إلا أنه رفض أن يأخذ اجراً على أمانته وانه قام بواجبه لم يستطيع السيد شنايدر فهم عقلية أبناء البلد

عاد السيد شنايدر الى منزله فقص على زوجته ما حدث التي اقترحت عليه تقديم له المكافأة ولكن بصورة أخرى

ومرت الأيام ........

وغادر السيد شنايدر القاهرة عائدا الى المانيا ( حيث مقر عمله ) ولكن هذه الواقعة لم تفارق مخيلته وبعد فترة استلم رجب خطاب من ألمانيا

                                    

مكتوب باللغة العربية عبر فيه السيد شنايدر عن شكرة العميق حيث عرض علي رجب العمل لديه في مكتبه بألمانيا مقابل راتب شهري كبير

ويمكنه من تحويل جزء منه لأسرته في القاهرة كما أن السيد شنايدر سوف يتكفل بإقامته الكاملة في ألمانيا

كذا ثمن تذاكر السفرعلماً بأنه سوف يرسل له راتب شهرين مقدما لتغطية للإعداد للسفر ويترك جزء منه لإعالة أسرته

أمام هذا العرض المغرى وافق رجب وارسل خطاب الى السيد شنايدر بقبول هذا العرض ولم يمض على ذلك أكثر من شهر

حتى استلم رجب رسالة مسجلة من السيد شنايدر بها تصريح عمل من السلطات الألمانية

                                

وتذاكر السفر بالباخرة حتى مدينة جنوة الإيطالية وتذاكر السفر بالقطار حتى مدينة هايدلبرج الألمانية

ومبلغ 2000 مارك المانى وانه سوف ينتظره على رصيف محطة القطار في الموعد المحدد.

                                      

وقبل موعد السفر حاول رجب تعلم بعض الكلمات والجمل الألمانية من أحد جيرانه الطالب الذي يدرس اللغة الألمانية فأكتفي بتدوين

بعض العبارات والجمل باللغة العربية والألمانية وذلك في نوته صغيرة احتفظ بها في جيبة لاستخدامها إذا دعت الحاجة إليها جاء موعد السفر وودع رجب أهلة .

بدايه الرحله ......

وذهب الى الميناء وصعد سلم الباخرة كأنه في حلم جميل لأنها المرة الأولى التي يركب فيها باخرة اعتراه شيء من الخوف من المجهول الذي ينتظره

 

unnamed.jpg

ولكنه اطمأن عندما تعرف على أحد المصريين المسافرين الى إيطاليا الذين طمأنه ووعده بمساعدته حتى يستقل القطار من إيطاليا إلى ألمانيا

وما إن وصل إلى إيطاليا ساعده وأستقل القطار من إيطاليا وودعه شاكرا له جميل صنعه وبعد ساعتين أحس رجب بالوحدة والملل

أخذ رجب يكمل حكايته ..........

وأخذت أتجول عربات القطار ورحت أتنقل من العربة الأولى إلى العربة الثانية والثالثة وذهبت الى بوفية القطار ورجعت إلى مكاني

فوجدته شاغرا فأخذت حقيبتي انتقلت بها الى مكان خالي في العربة المجاورة وكانت خالية من المسافرين وكنت متعبا

استغرقت في النوم أيقظني الكمسارى حوالى الساعة الخامسة صباحا وطلب منى رؤية التذاكر وعندما رأها نظر الى

وقال لي : باللغة الألمانية ثم بالأنجليزيه بعد ذلك ؟إلي أين ؟ ألمانيا  

نظر إلى وعلامات الاستغراب تبدو على وجهه وقال : ولكن هذا القطار ذاهب الى فيينا ( النمسا ) أتفاجئت ولم أدرى ماذا افعل او ماذا أقول ؟!

وعلمت فيما بعد إن القطارات في أوروبا تتكون من عدة عربات وكل عربة لها اتجاه معين بمعنى إن العربة رقم 1 للركاب

الذين سوف ينزلوا في المحطة بألمانيا ) وقلت ماذا أفعل ؟

وأخيرا قلت للكمساري : لا بأس أذهب الى فيينا واخذ القطار ثانية إلى ألمانيا  قال : حسنا أذن لا بد وأن تدفع ثمن التذكرة من إيطاليا الي فيينا 

تحسست النقود الباقية التي معي بعد انفاقي على الباخرة وجدت أنة ليس معي ثمن التذكرة وهنا اخبرت الكمسارى بأنه ليس معي نقود

ويمكنني النزول من القطار في أول محطة قادمة  ولست ادرى هل كان ذلك من حسن أو سوء حظى

                           

 ونزلت من القطار وكان الجو قارس البرودة  ولم يكن معي معطف يحميني من هذا البرد واحتميت في بناء المحطة فترة حتى ذهبت موجه هذا المطر

وجلست الى منضدة في المحطة عدة ساعات  وكنت افكر وافكر فلم اكن ادرى ماذا يمكنني عمله ؟

وأخيرا ........

رأيت شخصا له ملامح عربية استبشرت به خيرا واتجهت نحوه وتحدثت اليه باللغة العربية ولكنه لم يفهمني 

اخبرني باللغة الإنجليزية بأنه باكستاني حاولت أخباره بأنني تهت وأريد الذهاب إلى هايدلبرج  وليس معي ثمن تذكرة القطار فظن في مبدأ الأمر

أنني أطلب منه نقودا ولكن عندما علم بحقيقة أمري فارشدني الى أحدي الطرق التي توصلني دون مقابل مادي ( طريقه الأوتوستوب ) 

                                             

  وهى أن أرفع إبهام يده اليمنى ألى أعلى مع ضم باقي أصابع هذه اليد  وفي هذه الحالة سوف تتوقف أحدي السيارات وعليك ان تقول لسائقها : هايدلبرج

ترددت في مبدأ الأمر ولكن بعد مضي حوالي ساعة من الزمن وجدت نفسي أكثر جراة .

وأخيرا توقفت سيارة قلت له : هايدلبرج عرض على السفر معه لتقصير المسافة ألي هايدلبرج فركبت معه حدث ذلك مع سائقين آخرين

  ولكن رجوت السائق الأخير بأن يتصل بالسيد شنيدر تليفونيا  وإذ به يقوم بتوصيلي بسيارته الى مكتب السيد شنايدر  لأن السيد شنايدر رجاه القيام بهذة المهمة

وأخيرا وصلت الى هايدلبرج .......

وقابلت السيد شنايدر في ألمانيا واستقبلني بحفاوة مصريه بالغة وصحبني إلى احد المطاعم الانيقة 

                                      

وبعدها ذهبنا سويا الى منزله لكي اتعرف على افراد اسرته وأن أرى حجرتي الذي أعدها في الدور الأرضي ولها مدخل خاص مستقل

بدايه رحله النجاح ......

استلمت عملي في اليوم التالي كساعي في مكتب السيد شنايدر ولم يكن مكتب السيد شنايدر المحامي مثل مكتب المحامين في مصر

فلم يكن يحتاج الى جهد كبير لتنظيفه  حيث لا توجد في المانيا صحراء ينبعث منها تراب او غبار كم هو الحال في مصر ولهذا تظل المكاتب نظيفة 

 وكنت أقوم بتقدم المشروبات لعملاء المكتب وفى المساء كنت اجلس وحيدا امام التليفزيون ولا افهم منه شيئا فسبب ذلك لي ضيق وملل فلم اكن ادري ماذا افعل ؟

وأخيرا تشجعت وعرضت على السيد شنايدر رغبتي في تعلم اللغة الألمانية

                                       

  سعد السيد شنايدر بذلك والحقني بإحدى المدارس المسائية لتعليم اللغة الألمانية تولى بتسديد رسوم الالتحاق وتكاليف الدراسة

وقطعت شوطا كبيرا في الالمام باللغة الالمانيه خلال عام واحد .

وفى أحد الأيام قال لي السيد شنايدر : هل ترغب يا رجب في تعلم قيادة السيارات ؟ 

                                  

قلت : يا سيد شنيدر كانت هذه ولا تزال أمنيتي الكبير ولهذا التحقت بمدرسة الصنايع في القاهرة بهدف دراسة ميكانيكا السيارات

ولكن وفاة والدي وقفت عائقا دون تحقيق امنيتي هذه وكنت اعتقد انني قد اتقنت اللغة الألمانية  لأنني كنت قد أصبحت اتفاهم بسهولة مع الآخرين 

ولكن لغة كتاب قيادة السيارات كانت في غاية الصعوبة وحكيت للسيد شنايدر ذلك فقال لى : سوف اساعدك يا رجب في فهم هذه المصطلحات

وهذه التعبيرات وذلك باللغة العربية عندما يكون لدي بعض الوقت  فاطمأنت لذلك وشكرته وقلت له : هذا كثير

قال : يا رجب انت شاب نشيط امين وطموح ولابد ان اساعدك .

وبعد ثلاثة شهور نجحت في الامتحان النظري ولم يشكل لى الامتحان العملي أي القيادة بالسيارة اية عقبات وذلك داخل المدينة وخارجها

وسلموني رخصة القيادة الجديدة وسعدت جدا بهذا النجاح الأول في ألمانيا

وعدت مسرعا الى مكتب السيد شنايدر واخبرته بهذا الخبر السعيد قال : مبروك يا رجب ومن الغد سوف تصبح سائقي الخاص هذا بجانب عملك الأصلي كساعي 

وبذلك سوف يرتفع راتبك الشهري !

قال رجب فرحا : هذا كرم عظيم منك يا سيد شنايدر فسوف ابذل أقصى جهد عندى لكي أكون عند حسن ظنك

وارسلت خطاب لوالدتي وارفقت لها بهذا الخبر الجميل حيث أصبحت ساعيا وسائقا 

وقام السيد شنايدر بأصطحابى معه في سفرياته الطويلة في ربوع المانيا وبذلك تعرفت على عدد كبير من المدن الألمانية

كما سافرت فيما بعد مع السيد شنايدر الى بعض الدول الأوروبية المجاورة مثل سويسرا وإيطاليا وهولندا والنمسا وزرنا المعالم السياحية في باريس وبرج ايفل

                                           

  وكانت تغمرني سعادة كاملة عندما كنت اسافر مع السيد شنايدر إلي هذه الأماكن وخاصة انه لم يكن يدخر جهدا في اخباري بتلك المعلومات القيمة وكان بمثابة مرشد سياحي لي .

ومع مرور الأيام ........

download.jpg

 

بعد أن كانت لى وظيفة ساعي وسائق انتقلت الى وظيفة أخرى فقد أصبحت بمثابة الذراع الأيمن للسيد شانيدر فكان يكلفني في مبدأ الأمر

ببعض المهام الصغيرة مثل ارسال بعض المستندات العاجلة الى بعض العملاء لإنجاز بعض المهام الصغيرة في المحكمة بعد ذلك

كنت أذهب مع السيد شنايدر الى المحكمة وبذلك اطلعت على أشياء وأسرار كبيرة في هذا المجال وكنت أقضي إجازتي السنوية

مع السيد شنايدر وعائلته في ربوع أوروبا النمسا أو سويسرا خاصة في أجازات فصل الشتاء حيث الثلوج التي تغطي الجبال

وذلك لمزاولة رياضة التزحلق على الجليد وبعد عودتي من إحدي الإجازات كلفني السيد شنايدر بشراء بعض الخبز من المخبز المجاور

بدايه الحب والعاطفه ........

ذهبت الى هناك فوجدتها ملاك يتمتع بجمال طبيعي هادي قوام ممشوق شعر ذهبي وعيون في زرقة السماء 

                                           

كانت كالطيف العابر الذي أشعل قلبي وهز روحي خيل الى انني كنت اعمي فهذه هي المرة الأولى

التي أدرك فيها أن هناك شيء اسمه الجمال وهو امامي الان ابتسمت لي وهي تقدم لي الخبز الذي اشتريته منها ذهبت الى المنزل 

فلم تفارق صورتها خيالي وتمنيت ان يرسلني السيد شنايدر مرة اخرى لشراء مزيد من الخبز وفى اليوم التالي تعمدت الذهاب الى هذا المخبز لا لشراء الخبز

ولكن لكي أمتع نظري برؤيتها ثانيه وثالثه ورابعه وأخيرا تجرأت وطلبت منها قبول دعوتي لتناول قدحا من القهوة

  كنت اطير فرحا عندما أومأت (سابينا ) برأسها بالموافقة وذلك بعد انتهاء ورديتها وتكررت اللقاءات 

وتطور الإعجاب واصبح حبا حبا جارفا كنا نلتقي يوميا دعوتها الى غرفتي

                                     

لترى بعض الصور عني وعن مصر وتكرر اللقاء في غرفتي  وتعاهدنا على تتويج هذا الحب بالزواج مرت الأيام وأصبحت شهورا

وجاءت سابينا يوما وقالت لى : يا رجب اعتقد انني حامل فقال من شدة الفرح : اذا لابد وأن نتزوج حالا كانت اجمل لحظات العمر

فلم استطيع النوم الا في مطلع الفجر هل هذا لأننى أصبحت أبا هذا الشعور الغريب الشعور المزدوج بالسعادة والمسئولية والتفكير في المستقبل المجهول

 في اليوم التالي جاءت سابينا وكانت في حالة حزن عميق والدموع في عينيها سألتها : ايه الحكاية يا سابينا قالت : والدي لم يوافق على زواجنا ؟

كانت صدمه لي لماذا يرفض زواجنا وهل اخبرته بأنك حامل ؟ قالت : نعم اخبرته ورغم ذلك فهو مصر على الرفض والدى يا رجب عنصري !!

وكان من رجال الحزب النازي لم أفهم ما قالته لى ولم افهم معنى العنصري

                                     

ولم افهم معنى الحزب النازي هذا ( وشرحت سابينا لرجب ما لم يفهمه وهو أن هتلر له كتاب اسمه كفاحي حيث كان يروج عن نظريته التي أدعي فيها

بأن الإنسان له الحق المقدس وهو السهر على بقاء دمه نقيا طاهرا ليتمكن من صون الحضارة

وقد اعتبر هتلر بأن امتزاج الدم الألماني (الآري ) بدم شعوب الوضيعة قد يؤدي إلى خراب الشعب ذي الرسالة المتمدينة وهو الاختلاط بين الأجناس

وهذا يؤدي إلى تدني مستوى الجنس المتفوق ( الشعب الالمانى ) الذي قد يؤدي في النهاية الى التفكك والانحلال .

قال رجب : لقد كنت أحد المعجبين بهتلر هذا الذى كان يحارب اعداءنا الإنجليز ولكن بعد ذلك حاولت سابينا بشتي الطرق وكافة الأساليب والحجج والبراهين

الى اقناع والدها ولكنه أبى ورفض وامر ان اجهض ما في بطني

فلجأت الى رجب فقالت له : الحل الوحيد هو أن نسافر سويا الى مدينة أخري ونتزوج هناك ونضع والدي امام الامر الواقع

 ففكر رجب واصبح في حيرة من امره وجد نفسه في صراعات عنيفة بين رغبات وميول وبين عقله ووجدانه

فوجد نفسه أمام موقف صعب ولكن عليه اتخاذ القرار الحاسم مهما كانت نتائجه

 فقلت لها : الزواج يا سابينا ليس شيئا يخجل منه الإنسان وعليه فلا بد من الإعلان عنه امام الله وأمام الناس وأمام المجتمع

وعليه فلا بد من موافقة والديك على هذا الزواج

فأنا مثلا لا أرتضي لأختي أن تتزوج ممن تحب دون موافقة والدي على هذا الزواج ( هذه هي معتقداتي ) 

ولهذا فلا يمكنني تشجيعك على هذه الأفكار الصبيانية التي لا تتسم بالمسؤولية  فقالت سابينا : هل معني هذا أنك تتخلي عني يا رجب ؟

انفجرت سابينا باكية وجرت من أمامي ناديت عليها  ورجوتها وحاولت اللحاق بها ولكنها ذهبت فلست أدري هل ستعود ؟

ولم أنم ليلتي هذه وتزاحمت في نفسي بعض الخواطر وأخذت أتساءل هل ضاعت سابينا منى وهل فقدتها الى الابد ؟؟؟وهل اتخذت القرار السليم ؟

أم أنني نظرت الى الموضوع نظرة ماديه بحته فذهبت في اليوم التالي الى المخبز فلم أجدها انتظرت يوما ويومين وثلاثة أيام  وأخيرا سألت صاحبة المخبز عنها فأخبرتني بأنها قد قدمت استقالتها منذ أيام وانها لن تعود الى المخبز ثانيه حزنت جدا لهذه الصدمة العنيفة التي منيت بها في أول حب لي

ولاحظ السيد شنايدر حزني وعدم تركيزي فسألني عما أن كان هناك اخبار غير سارة قد وصلتني من مصر أم انني اريد الى مصر 

فكنت لا أرغب في اقحام السيد شنايدر في مشاكلي الشخصية وقصصت علية القصة باختصار شديد

فقال لي : يا رجب انت لازلت في سن الشباب وهذه القصة سوف تنساها بمرور الايام وسوف تتعرف على فتيات كثيرات 

لم يمض على ذلك سوى عدة أشهر  قابلتها بالصدفة في الطريق أين كنت يا سابينا ؟ وكيف حالك ؟

ولماذا لم تخبرني أين كنت ؟ فقاطعتني سابينا وقالت : لقد أصر والدي على الإجهاض وسافرنا الى هولندا

وتمت عملية القتل هناك ( لأن القانون الألماني يمنع ارتكاب هذه الجريمة (الإجهاض ) وكنت في حالة سيئة جدا حتى أنني فضلت الموت على الحياة 

خاصة بعد أن منعني والدي من مقابلتك وعدم موافقتك أنت على السفر معي خارج ألمانيا وتعرفت على أحد الشباب لأصدقاء والدي وقد عقدنا العزم على الزواج

وتركتني بعد ان قالت لي : أتمنى لك حظا سعيدا

 ومرت الأيام ونسيت هذه القصة أو على الأقل حاولت بقدر الإمكان تناسيها عملا بنصيحة السيد شنايدر ولكن هل نسيتها فعلا ؟؟؟

فهذا ما سوف تبينه الأيام لاحظت أن السيد شنايدر كان يكلفني بكثير من الأعمال لكي يشغلني عن التفكير في سابينا

لأنه لاحظ مدى حبي العميق لها وفى يوم اقترح على السيد شنايدر التحاقي بالدراسات المسائية ( الجامعة الشعبية ) لتلقي بعض المعلومات

عن أعمال السكرتارية وبعض مبادئ علم المحاسبة وإدارة الأعمال  فرحبت جدا بهذه الفكرة الرائعة

خبر وفاه السيد شنايدر .......

ومن حظي العاثر أنه في يوم استيقظت على صوت بكاء أسرة السيد شنايدر

keith-flints-death-full-story-about-how-colourful-prodigy-frontman-died_1.jpg

فجاء الى بخبر أن السيد شنايدر فارق الحياة نتيجة أزمة قلبية ووفاته أثناء نومه فلم يستطيع احد انقاذه فكان الخبر بمثابة صدمة عنيفة لي صدمة

كانت أقصى على من صدمة وفاة والدي وذلك لأن السيد شنايدر كان بالنسبة لي كل شيء في الحياة

وتم تشييع الجنازة وكان أعطي كل واحد من المدعوين وردة لكي يلقي بها في القبر فوق التابوت وبعد أن القى آخر المدعوين الوردة الأخيرة أغلق القبر بعد ردمه

وبعد ذلك حدث شيء لم أكن أتخيله أو اتصوره لقد توجه جميع المعزين الى رستورانت ( مطعم ) فاخر سبق أن حجز مقدما لهذه المناسبة

وتناولوا أفخر أنواع الطعام والتي تتناسب مع المركز الادبي للفقيد

hqdefault.jpg

وبعد الانتهاء من تناول الطعام قدمت المشروبات الروحية ( الخمر ) فجاه انقلب الحال في المأتم إلى أن أصبح وكأنه عرس ونسي الجميع الفقيد ؟

سألت أحد الحاضرين : من الذى تكفل بنفقات هذا الحفل ؟ فكان الرد أسرة الفقيد ؟ لماذا كل ذلك ؟ فجاء الرد ( الحياة لا بد وأن تسير )

 قلت حقا الشرق شرق والغرب غرب فعندنا في الشرق اعلان الحداد والميكروفون والقرأن الكريم

وكان لرجب أصدقاء مصريين يسأل بعضهم على بعض  وبعد وفاة السيد شنايدر انقطعت صلة رجب بهم اتصلوا الاصدقاء بمكتب السيد شنايدر المحامي

فأخبروهم بأن المكتب قد أغلق بعد وفاة السيد شنايدر وأن السيد رجب قد قدم استقالته بعد أن قام بتصفية أوضاعه المالية

  ولكنه لم يترك عنوانه الجديد فلا يعلمون عنه شيئا هل عاد الى مصر ام انه انتقل الى مدينة أخرى ؟؟

وذلك لأن رجب كان في حالة نفسية سيئة جدا بعد وفاه السيد شنايدر ومرت الأيام وأصبحت شهورا وأعواما وبعد 25 عاما

 بينما أحد أصحابه ماشى في أحد شوارع مدينة برلين الألمانية  إذ بسيارة مرسيدس احدث موديل تتوقف ويرتجل منها رجب

وأخذه بالأحضان رجب فقال صاحبه لرجب : لقد ظهرت عليك عوامل التعرية أعلى الرأس والتضخم في البطن ( الكرش )

وإذ به يقول لي : انا اعرف مقهى هادى وجميل يطل على بحيرة رائعة الجمال يمكننا الذهاب إليه لتناول فنجان شاي ونعيد ذكريات الماضى

 وتقص على أخبار أخواننا المصريين فالجلوس مع رجب والاستماع الى احاديثه الشيقة فكان ولا يزال محببا الى النفس

وبعد أن قصصت على رجب باختصار شديد اخبار أصحابنا المصريين في هايدلبرج

                          

ومن عاد منهم الى مصر ومن ظل باقيا في ألمانيا  سألت رجب أية اخبارك وماذا فعلت خلال فترة ال25 سنة ؟؟

وبدأ رجب في سرد مشوار التجاره   .........

بعد وفاة السيد شنايدر لم استطيع البقاء في مدينة هايدلبرج فكانت حالتى النفسية سيئة جدا فقررت مغادرتها حتى انسى أحداثها

لانه كما تعلم ان السيد شنايدر كان بالنسبة لى كل شيء وبدأت العمل كسائق في مكتب أحد المحامين في مدينة أخرى (مانهايم )

ولكنى لم اجد المعاملة التي كنت أجدها من السيد شنايدر ربما كان ذلك الشعور بسبب حساسيتي الزائدة  أو بسبب مقارنتى الدائمة بين رئيس عملى الجديد

وبين السيد شنايدر في الحقيقة لم تكن مقارنتى محايدة وعلية فقررت الاستقالة بعد ثلاثة شهور فقط من بداية عملى فى هذا المكتب

images%2B%252814%2529.jpg

عملت بعد ذلك سائقا في احدى الشركات التي تقوم بتصنيع قطع الغيار في مدينة شتوتجارت فكنت أقوم بتوصيل المشتريات الى عملاء الشركة

وتعلمت الكثير في هذه الشركة ولكن بمرور الوقت أصبح هذا العمل روتينيا بالنسبة لى فقدمت استقالتي من هذه الشركة أيضا

بعد عامين بحثت عن عمل آخر ووفقت في الحصول على وظيفة سائق في مدينة هامبورج بمرتب مناسب في شركة استيراد وتصدير

فكنت اصطحب العملاء من المطار الى مقر الشركة وبالعكس كنت اسمع بعضهم يتحدث باللغة الإنجليزية

فكنت التقط بعض الكلمات البسيطة التي تقترب من اللغة الألمانية تذكرت السيد شنايدر معلمى الروحى فقلت في نفسي : لو كان السيد شنايدر على قيد الحياة

لكان سوف يقترح على الالتحاق بالدراسات المسائية لتعلم اللغة الإنجليزية وعلية فقد قررت طرق هذا الباب أيضا

وبعد عامين كنت أتحدث هذه اللغة وافهم ما يقال في زمن قياسي وذلك بمتابعتي بالقراء في الجرائد الإنجليزية

ومن محاسن القدر ......

انة في يوم ما قابلت محمود ابن الاسطى حسين صاحب ورشة تصليح السيارات بحى شبرا الذى كنت اعمل عند والده قبل وفاة والدي

وكان محمود قد حضر الى ألمانيا لشراء بعض السيارات الخردة وتقطيعها وشحنها إلى مصر في حاوية 20 قدم

157961960403.jpg

كقطع مستعملة وأخبرني بأن هذا المشروع مربح جدا وعرض على مشاركتي فيه انا اشترى السيارات الخردة ونقوم بتقطيعها وشحنها إلى مصر

وهو يتولى تسويقها في مصر وعقدنا الصفقة الأولى وكانت مربحة جدا كررنا هذه العملية عدة مرات

وكان هذا العمل يتطلب منى العمل أكثر من 18 ساعة يوميا

                                     

ولهذا قررت الاستقالة من الشركة التي كنت اعمل بها لكى اتفرغ لهذه العمليات المربحة إلى أن كان يوم قابلت فيه المعلم جمعة أحد أصحاب الورش الكبيرة في مصر

الذى سألنى عن العمل الذي أقوم به فقصصت عليه تفاصيل ما أقوم به من هذا العمل وإذ به يقول لى : الاعمال التي تقوم بها كلها تعب ومكسبها قليل

انا عندى فكرة تكسبك ذهب أية رايك تشتغل معايا ؟ ظننت في مبدأ الأمر أنة يقصد تجارة المخدرات فقلت له : أعتقد أنك فهمتني خطأ فأنا راجل حاجج بيت الله

ولا أعمل في الممنوع ولكن انا اريد مشاركتك لاننى احتاج الى خبرتك بألمانيا وانت تحتاج الى خبرتي في مصر

images%2B%252814%2529.jpg

فعملى قطع الغيار للسيارات النقل المستعملة وبعدها تم شراء خمس سيارات نقل بحالة جيدة ويكون قد مضى عليها 10 سنوات فيكون سعرها رخيص

لأن هذه السيارات تكون قد استهلكت ضريبيا في الشركات الألمانية وبالتالي لم يعد لها طلب في السوق الالمانى وكان المعلم جمعة يتسلم قطع غيار المقطعة

وإعادة تركيبها وتباع بعد ذلك بمبالغ كبيرة جدا وبذلك يتحقق الربح الكبير وتكررت هذه العملية عدة مرات وحققنا أرباحا كبيرة جدا

وفى يوم ما قرأت في إحدى الصحف في برلين عن مزاد

images%2B%252813%2529.jpg

بيع حوالي 100 سيارة نقل عمرها أكثر من 10 سنوات وفورا اتصلت ب المعلم جمعة وأخبرته بأمر هذا الذى سوف يعقد بعد أسبوعين انتهز المعلم جمعة

هذه الفرصة وحضر الى ألمانيا فورا وفى اليوم المحدد  ذهبنا الى مكان المزاد وقمنا بفحص هذه السيارات ووجدناها تصلح للمهمة

وكان من حسن الحظ أنه لم يكن هناك رغبة كبيرة في الشراء بالنسبة للحاضرين في هذا المزاد ولهذا فقد رسى علينا المزاد بسعر مغري جدا

قمنا بعد ذلك بتأجير قطعة أرض خاليه خارج المدينة وشيدنا حولها سور وواصلنا العمل ليلا ونهارا وذلك لعمل فك وتقطيع أجزاء السيارات النقل

و قمنا بترقيم كل سيارة على حدة حتى يسهل الأمر على الميكانيكى في مصر في تجميع هذه الأجزاء وتركيبها وحققنا فعلا أرباحا خيالية

لم نكن نحلم بتحقيقها فقد كانت والحق يقال صفقة العمر وبعد ذلك حاول البعض تقليدنا وكثرت التجارة في هذا المجال فقمت بعد ذلك بافتتاح مكتب للاستيراد والتصدير

images%2B%252815%2529.jpg

خاصة واننى كنت قد أصبحت أتحدث الإنجليزية والفرنسية واتصلت فيما بعد بالشركة التي كنت اعمل بها سائقا والتي كانت تصنع قطع الغيار السيارات الجديدة

فقد حصلت منها على توكيلها لبعض الدول الخليج ودول الشرق الاوسط أصبحت كما يقولون رجل اعمال هذا باختصار شديد مشوار حياتي خلال الأعوام الـ 25 عام

وهنا قال لة صديقه ايه اخبار الحب ( الزواج ) معك يا رجب ؟ قال ؟ هذه قصه طويله ايضا ولكن سوف أسردها عليك باختصار  انت تعلم قصة حبي مع سابينا فانا لم استطيع نسيانها ولذلك تعرفت على فتيات ونساء كثيرات لمحاولة نسيانها وفي يوم ما تعرفت على فتاة المانية كانت تعمل سكرتيرة في أحدى الشركات التجارية في مدينة شتوتغارت فتاة تكبرني بعامين ليس لها جمال سابينا  ولكن الذي جذبني إليها هو هدوئها وطباعها التي تقترب من طباعنا الشرقية فكان هذا زواج بني على العقل

 أما عن الحب فهو يأتي مع العشرة الطيبة.

rugby.jpg

وأنا الآن اعتمد عليها في أدارة مكتب الاستيراد والتصدير كما أنها تنوب عني أثناء سفرياتي خارج ألمانيا ولدي منها ولد اسمه حسين وهو الان محامي في برلين

ولي بنت اسمها سابينا وهي في السنة النهائية في كلية الطب وفجأة وجدت نفسي ابادر رجب بقولى سابينا ؟؟ هذا يدل على انك لم تنسها حتى الآن

ولكن لماذا هذا الاسم بالذات ؟ في الحقيقة انا لم اختار هذا الاسم ولكن الذي اختاره هي زوجتي وقالت لي أنه اسم جميل فلم أشأ الاعتراض

وهكذا بقى هذا الاسم وفي نفس الوقت لا أخفى عليك انا فعلا انا لم انسى حبى الأول وأن كان أصبح من الذكريات الجميله  فانا لا اعلم عن سابينا شيء 

سألت رجب عما أذا كان له اتصال ما بعائلة السيد شنايدر؟ فقال لى : بعد واحد بعد أن هدأت نفسي من صدمة فراق السيد شنايدر فاتصلت بأسرته فعلمت أن زوجته

قد تزوجت من شخص أخر وهى تحمل اسمه الآن ( المراة حينما تتزوج في أوروبا أو في أمريكا تحمل اسم زوجها )

 فالحياة على حد قولهم لا بد وأن تستمر ولهذا فلم اعاود الاتصال بعد ذلك وفى نهاية اللقاء طلب منى تبليغ سلامي الى كل من الأصدقاء في هايدلبرج.

وتمت

  

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

المقالات

185

متابعين

21

متابعهم

2

مقالات مشابة