الوظيفة: سلب حياة الإنسان بإسم المرتب

الوظيفة: سلب حياة الإنسان بإسم المرتب

0 المراجعات

🔸الوظيفة تسرق عمرك بلا فائدة.

تستطيع الوظيفة أن تسرق عمرك بلا فائدة، و تفني الجسم و تسرق العمر و الشباب، فأقبح شئ فى الوجود هو أن تكون موظفاً، مقبوض عليك من الثامنة الى الرابعة والنصف، بينما تمر أشياء جميلة خارج مقر عملك لن تراها، و أنا و إن كنت تعمل بنظام الشيفتات فالوضع حقاً مُميت.

حياتك كاملة ستمر في هذه الدوامة، لن تستطيع التغيب إلا بإذن و لن تأخد عطلة راحة إلا بإذن و إذا مرضت لن يصدقك أحد حتى تدلى بشهادة طبية، و أحياناً لن يصدقوا حتى مرضك الواضح على وجهك فيرسلونك إلى الفحص للتأكد.

لن تتمتع بنوم الصباح، و لن تتمتع بشبابك و رجولتك، و سـتتوه وسط حروب تفرضها طبيعة عملك، و ستقضى حياتك ركضاً لتكون حاضراً فى الوقت الذى حددوه لك.

ستعيش بأعصاب متوترة، تستهلك أقراصاً مقوية و أخرى ضد التوتر العصبي و ستظل تتمنى و تنتظر الزيادة في الأجور و ترقيات السلم الوظيفى، و تتابع الحوارات الاجتماعية و النقابات أملاً فى الحصول على مستحقاتك.

لن يُسمح لك بالمغادرة إلا بعد أن تقضى معظم عمرك فى هذه الدوامة أو عندما تبلغ حد سن المعاش، و سيحتفل ومبارك في العمل بك، و بنهايتك و قرب موتك، و سيقولون كلمة وداع فى حقك، و سيبكى البعض ليس عليك بل على حالهم الذى يشبه حالك.

سيمنحك رئيسك المباشر شهادة و هدية بلا قيمة،  هى عزاء أمام حياتك التى سُرقت منك، و ستعود الى البيت صامتاً.

و فى صباح أول يوم من تقاعدك ستنتبه أن الأولاد رحلوا عن البيت، و أن شريكة حياتك هرمت و كسا الشيب رأسها، فتتمعن فيها و تتساءل:
متى وقع كل هذا؟ حينها سينادى المنادى فيك أن الوظيفة قد سرقت عمرك بلا فائدة، فلا تنخدع في المُسكِن المسمى بالمرتب الثابت.

أردت توضيح شئ مهم جدا في مقالي هذا ألا و هو أن الحقيقة الوحيدة الثابتة و المضمونة في الحياة هي التغيير، فربما لا تملك المال و لكنك تملك الشئ الأهم و هو الوقت الذي تستطيع بيه صنع المال، و أعلم أنه إذا قام شخص ما بسرقته منك مقابل بعض القروش كل أول شهر، فستستيقظ ذات يوم و لن تجد ما تبقي من العمر لتفعل شيئاً.

 

و يحضرني الأن منشور قد قرأته و أعجبني و أعجبتني رسالته التي يحملها في معناه، و هو أنه لابد من التعليم و لكن ليس كل حامل شهادة ناجح في حياته، بل لابد أن تمتلك العقل أيضاً و الهدف الذي تسعه له، فنقلت لكم المنشور و هو عبارة عن قصة قصيرة، كما هو:

اثنين أصدقاء

أحدهم توقف عن التعليم الطوييييييل
و اختصر الطريق و أسس له عمل بسيط توفق فيه و قدر يحقق قاعدة مالية جيدة و بعدين عاد لانتقاء العلوم الأكثر أهمية في حياته و درسها عن بعد و صار صاحب عمل حر مشرف و صاحب فكر يفوق عقليات أصحاب الشهادات..
و الآخر كمل تعليمه و حقق شهادة " منهج تعليمي"
فاصطدم بواقع عدم توفر وظائف
و كان طيلة فترة دراسته ينتابه الغرور في المجلس الذي يجمعه بصديقه..
بعد تفاجؤهِ بانهيار حلم الوظيفة
و بما انه قد بنى قصراً من غرور
في ذهن صديقه

أصبح حائراً بين تقبل وظيفة "كاشير"
أو البقاء عاطل..
و بقي في هذه العقدة حتى رضي بوظيفة " كابتن" اوبر و كريم
ليتخفى عن انظار صديقه حتى لا يعلم ما آل إليه حاله..

و بعد زمن
جاء القدر ليحطم غروره
و يجعل أحد الفروع التابعة لصديقه تطلب توصيل أغراض
و كان هو الموصل..
و عند التوصيل التقى بصديقه الذي تفاجأ بعمله
عندها شعر بالانكسار
فقال له صديقه التاجر
تعمل في سائق و لا تخبرني؟
تعال احطك مدير للعمال براتب يناسبك

فقرر الآخر مواصلة التباهي
و رد عليه
ههههههههه
لو لم يكن هذا العمل افضل من الوظيفة لالتحقت بافضل الوظائف هل نسيت انني احمل شهادة بكالوريوس؟
و لكنني اخترت هذا العمل مؤقتاً للتجربة قبل التقدم للوظيفة.

فرد عليه صديقه
أتمنى لك التوفيق.

عاد صاحب الشهادة للمنزل كئيب يتحسر على تعبه المهدور و على مآله المكسور

و بعد فترة من الزمن
اصبح التاجر عضواً في مجلس الحي الذي اقامه العمدة للتشاور في تنظيم الحي و اختار له اكفأ الرجال من ذوي الخبرة و الاطلاع و الممارسة..

فتفاجأ صاحب الشهادة
بمستوى صديقه الاجتماعي

ففهم ان الشهادة مجرد ورقة استخدمتها الحكومات الحديثة لسرقة عمر الشاب الذي انخدع ببهرج المقامات الاجتماعية
و تذكر ان في بداية تلك الحكومات كان يوظف صاحب شهادة الابتدائي معلماً
ففهم ان كل هذا التمديد هو زَخَمٌ يعطي الحكومات وقت للاستفادة من نصف الشباب
" ذو المحسوبية"
كما يساهم ذلك الوقت في تفصيل قوانين تجبر النصف الباقي في الاختيار بين الرضى بوظيفة يعمل فيها حتى من لا يحمل شهادة أو انتظار السراب..
 

 

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة
اسلام ابراهيم
المستخدم أخفى الأرباح

المقالات

460

متابعين

611

متابعهم

115

مقالات مشابة