مراجعة مسلسل " البحث عن علا " ، المسلسل الرائج حاليا .
"البحث عن علا "
مسلسل درامي فانتازي مكون من ٦ حلقات بطولة المبدعة" هند صبري "علا عبد الصبور في " عايزة اتجوز "
في الحلقة الأولى تتفاجئ علا بأن هشام زوجها "الطبيب النفسي "قرر الإنفصال عنها لأنه يريد أن يعيش حياته بطريقته فهو ليس سعيداً معها بعد ١٣ سنة من الزواج
تصدم علا من قرار زوجها فهي التي لربما أحبت حياتها كثيرا .
تحاول علا مراراً وتكراراً مع هشام للعدول عن قراره ، تدخل علا في موجة اكتئاب وتتناول المهدئات ومضادات الاكتئاب لفترة طويلة جداً ،لكنها تقرر البحث عن نفسها فهي التي طالما ضحت عن عملها لأجل زوجها وبيتها وأولادها وهي التي ربت واهتمت بكل تفاصيل أسرتها .
تعود علا للتواصل مع صديقتها التي كان هشام قد منعها من التواصل معها ؛صديقة نشيطة شغوفة وذكية ، تبدأ الصيدلانية علا في التسويق لمنتجاتها الطبية التي كان تصنعها يدوياً خلال فترة زواجها .
تلتقي علا بطارق ذهني رجل أعمال يفهم الحياة من كافة جوانبها ليوضح لعلا أن الحياة ليست أبيضاَ أو أسود بل منطقة رمادية واسعة بينهما "الجملة الفلسفية العظيمة التي قلبت حياة علا رأسا على عقب " والتي قلبت حياتي أنا شخصياً رأس على عقب للأفضل .
تبدأ علا في الخروج من بوتقة القهر والألم الذي سببه لها هشام وتنطلق في حياتها .
_المسلسل ليس دعوة للطلاق ولا للأنفصال وليس تصويراً للواقع بشكل عام ، بل دعوة للمرأة كفرد مسؤول عن ذاته في التحدي للوصول وعدم احتكار نفسها في الزواج والبيت لأن الرجل ليس ضمانة حتى وإن كان جيداً .
_و دعوة لكل فتاة أن تخرج نفسها من دائرة الراحة والجزم بنجاح العلاقة فما أراه أنا كزوجة رغم اخلاصي قد لا يكون ما يراه زوجي والمجتمع .
_الرجل وإن بدا جميلاً كريماً محباً من الخارج ذلك لا يعني أنه ملاك ومحب لزوجته ومضحي لأجل العلاقة .
_هشام كان يرى علا زوجة مملة وروتينية لأنها بلا شغف لا طموح رغم تضحيتها وكان لذلك السبب الأكبر في انفصاله عنها .
_ تواجه المرأة حتى الناجحة في حياتها الكثير وعلا واجهت والدتها وأم زوجها وأولياء امور الطلبة ومرض ابنها والمجتمع كي تصل لهدفها وهذا يتفاوت من إمراة لاخرى ومن تجربة لأخرى ومن مجتمع لآخر.
_النموذج الذي رأيناه لعلا هو النموذج الصحيح في الطلاق الذي دعا له الاسلام إمساك بمعروف أو تسريح بإحسان دون ضرر أو ضرار في الجسد والمال والولد
فلماذا رفضه كثر لا أعلم .
_اليوم بعد كل هذه التجارب عليما أن نخرج من شعور الضحية والصورة النمطية للمرأة المهانة والتي تقيم في جنبات المحاكم وتقتات على فتات نفقة زوجها بعد الطلاق بل عليها ان تخطط لحياتها وتجتهد وتتجهز لأي طارئ وان لم يكن طلاقاً .
_الحياة ليست وردية ومن قررت الإنفصال لن تستمع لتجربة أحد بل ستقرر ذلك بنفسها وضمن معطيات واقعها وظروفها وكم شاهدنا بأم اعيننا تجارب ناجحة وبكثرة عن نجاح النساء على مستوى شخصي وفي تربية ابناءهن بعد الانفصال والوفاة .
الحياة ليست أنموذجا واحد نبني عليه وليست لوناً واحداً وردياً ابيضاً او حتى أسودا بل تجربة يخوضها كلا بقدراته وقراراته .
_كسر علا للصورة النمطية لتربية والدتها وكسر الكثير من نساء الأجيال الجديدة لذلك مؤشر جيد لتطور الأجيال الفكري وظهر ذلك في أفكار نادية طفلة علا التي احست بوالدتها واعترفت بمجهودها طيلة هذه السنوات .
من أكثر الكلمات المؤثرة في المسلسل :
جملة علا لهشام" الزواج مش فندق يا هشام ندخل ونخرج وقت ما احنا عاوزين "
قد يطلب المجتمع الشرقي من المرأة أن تقبل عودة زوجها بعد نزوة وأن تعطي فرصة ثانية حتى على حساب نفسها لكنه لا يعرف أنها إن عادت تعود وقد فقدت جزءاً من كرامتها ومشاعرها لشريكها .
المراة بعد الطلاق ليست كقبله فتقبلوا قرارها .
مشاهدة ممتعة ثرية