قصه فتح مكه

قصه فتح مكه

0 المراجعات

فين أحباب النبي صلى الله عليه وسلم موعدنا مع السيرة النبوية #الحلقة ( 91 )

يلا صلوا على النبى

غزوة تبوك ( ج2 )

شفنا امبارح المنافقين و افعالهم الخبيثه و محاولاتهم لتثبيط عزيمه المسلمين.. طيب دلوقتى النبى خارج خلاص للغزوة, و ولى أمير على المدينة هو: "على بن أبى طالب". فالنبى يروح لعلى ويقول له: "يا على, ابقى بالمدينة, واحفظها فى غيابى".. و فضل علي فى المدينة  و خرج النبى مع الجيش.. لكن   المنافقين قالوا: " ما ترك النبى علي إلا استثقالا منه لعلى" يعنى النبى ساب سيدنا على فى المدينة عشان تقيل على قلبه والنبى مش بيحبه!

فطبعا سيدنا علي سمع كلام المنافقين , وبسرعه جرى وراء النبى و لحقه, وقال له: "يا رسول الله, يقولون أنك تركتنى استثقالا منك الى", فقال النبى: "كذبوا والله يا على، بل انى تركتك على أهلى وأهلك، يا على, أما ترضى أن تكون منى كمنزلة هارون من موسى غير انه لا نبى بعدى؟!"..فقال علي "رضيت يا رسول الله" ... و رجع سيدنا علي للمدينة رضى الله عنه وأرضاه.

وصل النبى عليه الصلاة و السلام لمنتصف الطريق, وطول السمه كان كل  يلقى نظرة على الجيش و يتمم على وجود الجميع فقال: ", "أين أباذر؟", فالصحابة بصوا حواليهم فملاقوش أبوذر, فيقولوا للنبى انه مش موجود.. فيقول النبى: " ان يكن فيه خيرا يلحقه الله بنا, و إلا فقد أراحكم الله منه" ... يعنى كأن اللى بيدافع عن النبى لسه فيه خير, واللى تخلف عن النبى و مش يدافع عنه الدعوه, وده شخص مفيهوش خير ...و قيسوا بئه الكلام ده علينا دلوقتى..

المهم بعد شوية يشوف النبى  عليه الصلاة و السلام خيال جى من بعيد, فيقول النبى: "كن أبا ذر. كن أباذر". فلما اقترب الرجل, قال المسلمين: "هو يا رسول الله", فيفرح النبى به و يسأله: "أين كنت يا أباذر؟", فيقول: "والله يا رسول الله, كان بعيرى بطئ, فقفزت من عليه وجئت سيرا على قدمى", فيبتسم النبى ويقول: "يرحم الله أبا ذر. يعيش وحده, ويموت وحده, ويبعث يوم القيامة وحده" ... و فعلا يوما حيموت ابو ذر وحيدا زى ما قال النبى.. صدق رسول الله ♡..

و  بعد شوية يبص النبى حواليه تانى و يسأل عن سيدنا "أبو خثيمة", فيبص الصحابه فميلاقوش ابو خثيمه فيقول النبى: "" ان يكن فيه خيرا يلحقه الله بنا, و الا فقد أراحكم الله منه"...طيب فين أبو خثيمة؟ أبو خثيمة يوم خروج الجيش دخل بيته و كان غنى أوى و عنده زوجتين..فلقى الماء البارد،  والطعام حلو و الجو الرطب و جميل, فبصلهم و قال لنفسه: "سبحان الله. أيكون النبى فى الصحراء الى تبوك وحده, وأكون أنا فى هذا النعيم!! والله لا يكون ذلك أبدا".

فكانت كل زوجة تروح له وتقدم له الشراب والطعام, فيقول: "والله, لا أذوق ذواقا حتى ألحق برسول الله", فعلا ركب ابو خثيمه فرسه و جرى عشان يلحق النبى ..و يشوف النبى خيال من بعيد فيقول : كن خثيمه .. كن خثيمه.. فيقرب خثيمه فالصحابه يقولوا هو يا رسول الله.. فيفرح النبى به اوى صلى الله عليه وسلم ...

شوفنا جيش المسلمين وهوبيتحرك لحد منطقه تبوك و الجو حر اوى و الاكل قليل و الجيش عطشان.. و يوصل الجيش لتبوك ..و هنا يحصل مفاجأه.. إيه هي؟  مفيش رومان.. جيش الرومان مش موجود..اصل لما الرومان عرفوا ان النبى عليه الصلاة و السلام  طلع لهم بجيشه فى عز الحر فى وسط ظروف صعبه اوى.. فالرومان خافوا و اترعبوا وانسحبوا و رجعوا لبلادهم ... و بكدة خلاص مفيش معركة..

يااا تخيلوا!! بعد كل المسافة اللى المسلمين قطعوها اللى كانت مدتها 50 يوم .. كل التعب ده حصل على الفاضى؟ لأ طبعا مش على الفاضى لأن الغزوه دى تعتبر اختبار للصحابة و  دى آخر غزوة فى حياة النبى  .. الغزوة دى حطت كل صحابى قدام نفسه, هل هتضحى عشان النبى عليه الصلاة والسلام ولا مش هتضحى!  وأكيد الغزوة دى فى آخر حلقات السيرة اختبار لينا احنا كمان..
طيب هوا احنا  هنحارب عشان رسول الله؟ مش بنفس الطريقه بس احنا بنجاهد بردو لكن جهاد عقلى و فكرى من خلال الدفاع  عن رسول الله, و حنشوف  فى زمننا ده  حد حيتخلف و يسيب النبى ؟  وللا حيقوم و يدافع عنه و يخلى كل الدنيا تعرف مين هو محمد نبى الاسلام و ايه اخلاق الاسلام الحقيقه؟..

طيب دلوقتى جيش المسلمين راجع للمدينه و قبل ما يرجع  حصلت حاجه لطيفه هى أن  قبيلة فى منطقة "دومة الجندل" كانت قبيلة مشركة بالله و كان الملك بتاعهم اسمه "أوكايدر". القبيلة دى لما عرفت ان النبى وصل لحد تبوك , خافوا و الملك  أوكايدر دخل استخبى فى الحصن بتاعه,..المهم النبى عليه الصلاة والسلام لما  وصل تبوك, فكر أنه يكسب صلح  القبائل المجاورة لتبوك, بحيث ان القبائل دى  متفكرش تحارب النبى ابدا.. ولو  جيش الرومان فكر  يحارب المسلمين, فميلاقيش معاه اى مساعده من القبائل بسبب تعاهدهم مع النبى ..
- و فعلا بدأ النبى بعت أصحابه للقبائل دى لحد ما وصلوا للقبيلة اللى فى منطقة "دومة الجندل", عند الملك "أوكيدر". طيب هتبعت مين لدومة الجندل يا رسول الله؟ حبعت سيدنا "خالد بن الوليد".. و قال النبى عليه الصلاة و السلام لسيدنا خالد: "اذهب الى دومة الجندل حيث الملك الذى يحتمى وراء حصنه, وخذ معك مائة فارس, وأتينى بأوكيدر"..

فسيدنا خالد طلب من النبى انه يوصف له شكل الملك, فرد النبى: "يا خالد..ستجده يصطاد البقر".. طبعا دى حاله حرب, ازاى الملك حيخرج من حصنه عشان يصطاد البقر البرى",  بس مدام النبى قال كده.. يبقى اكيد الملك حيصطاد..المهم راح سيدنا خالد و معاه ال100 فارس و طلعوا إلى دومة الجندل, و وقف يستنى خروج الملك من الحصن.و فضل مستنى الملك لحد اليوم الرابع, لحد ما فى يوم  كام بقرة  وقفت جنب باب الحصن و فضلت تحك راسها فيه.. فانفتحت البلكونه وخرج منها الملك اوكايدر ..فقال لزوجته: أترين ما أرى؟ قالت: أجل. قال: نحن نجتهد طوال الشهر لهذا الصيد. فقالت له: ستخرج؟ فقال: أجل. انها على باب الحصن. لا تخافى, الناس نيام, سأفتح الباب أسحبها للداخل ثم أغلق الباب سريعا"

و فعلا نزل أوكايدر,  و فتح باب الحصن, وأول ما فتح الباب, طلع البقر يجرى على سيدنا خالد .. تخيلوا!! سبحان الله, قال تعالى : و ما يعلم جنود ربك الا هو.. المهم البقر جرى والملك أوكايدر جرى وراه, وسيدنا خالد واقف بيتفرج على المنظر دة, و مش مصدق..فقام خالد مسك أوكايدر  بكل سهولة و راح به للنبى عليه الصلاة والسلام. . فعلا صدقت يا رسول الله,..
المهم وصل اوكايدر للنبى و فضل يتكلم معاه.. و اوكايدر عرف ان النبى مش هدفه الحرب هدفه السلام و اطمن  و فرح و مضى مع النبى معاهده سلام..

بس اوكايدر كان لابس عبايه من الحرير مرصعة بالأحجار الكريمة, فخلعها و وضعها على كتف النبى الشريفتين اكراما  له عليه الصلاة والسلام... طبعا النبى مينفعش يلبس جبة فيها أحجار كريمة, بس النبى مقلعهاش فى ساعتها و مقلش للملك انها حرام و مينفعش ألبسها.. لا طبعا لأن من السنن انك تقبل الهدية  حتى لو مش عجباك, و بعد ما تاخدها اعمل فيها اللى انت عايزه ألبسها او  متلبسهاش براحتك
بعد ما الملك مشى .. الصحابه فضلوا يتحسسوا الجبه من جمالها و نعومتها, فالنبى زعل لما شاف كده و قال لهم: "أيها الناس, أتعجبكم؟", قالوا: "نعم, والله ما رأينا مثلها قط يا رسول الله", فقال النبى: "أما والله, ان مناديل سعد بن معاذ فى الجنة ألين وأحلى من هذه"..(سيدنا سعد من شهداء المسلمين) شايفين ازاى النبى فورا حرك قلوب الصحابة ناحية الجنه  لما حس انهم ممكن تعجبهم حاجة فى الدنيا و تشغلهم.

و احنا كمان مش غلط أننا نستمتع بالدنيا لكن ناخد منها بالقدر اللى يصلح حالنا و ميضرناش و لا يشغلنا عن حقيقه الدنيا أنها زائله و لا تشغلنا عن  أن كل شخص فينا مسئول يوم الدين عن كل نعمه ربنا ادهاله و انشغل بيها و نسى يحمد ربنا عليها..

حنحكى قصه حنعرف منها كم التضحيه فى سبيل الله اللى ميتوصفش ..المسلمين وهم راجعين من تبوك للمدينه قطعوا المسافة طويلة أوى, فكل شوية يعسكروا و يناموا و يقوموا يكملوا مسيرتهم وهكذا. و فى ليلة من الليالى اتوفى واحد من جيش المسلمين .. شاب اسمه  "عبد الله ذى البجادين" ده اسمه بعد الإسلام .. تعالوا نعرف قصه عبدالله بالتفصيل.. عبدالله  أسمه الحقيقى كان "عبد العزى" و كان من كفار قريش,  و من أغنى أغنيائهم.. شاب مرفهه جدا كان عايش مع عمه لان والده كان متوفى. وكان ساكن على أطراف مكة,

فزمان وقت هجرة المسلمين من مكه للمدينه.. كان عبد العزى (عبد الله ذى البجادين)  بيشوف المسلمين و هم مهاجرين الى رسول الله للمدينه.. فكان بيستغرب جدا من الشباب اللى بتسيب بيتها و اهلها و تهاجر لبلد تانيه و بيسأل نفسه ليه بيعملوا كدة !!.فكان بيجرى وراهم و يسألهم, فيبدأوا يكلموه عن الاسلام و عن ربنا وعن رسول الله, فتأثر  عبد العزى بيهم جدا لحد ما دخل فى الاسلام, بس كان بيخفى إسلامه.. و كان كل ما يشوف مسلمين مهاجرين للمدينه. كان يركب حصانه و يمشى وراهم و يطلب منهم انهم يقرأوا قرآن عشان يسمعه و يحفظه وراهم, و بعدين يلف و يرجع قريش تانى.

المهم عم عبد العزى بدأ يحس أن عبد العزى  سلوكه متغير.. و بعد فترة أعترف عبد العزى لعمه أنه أسلم.. فعمه رد عليه برد قاسى جدا و قال له: "والله لأمنعنك كل الميراث و احرمك من فرسك و الجبة التى عليك و نعلك الذى فى رجلك", فقال عبد العزة: "خذ كل شئ ، انى أريد الله ورسوله, انى مهاجر الى رسول الله".

فعم عبد العزة انفعل فقطع لعبد العزة هدومه .. فبيحكى عبد العزة و يقول: "فخرجت من بيتى , لا أجد ما أستر به نفسى, حتى وجدت بجاد (زى الشوال كده) فقسمته نصفين, وسترت به جسدى"(غطى نصفه اللى فوق واللى تحت بالبجاد و بقى شكله شبهه اللى  لابس لبس الاحرام). وخرج عبد العزى بالمنظردة حافي بلا مال و لا فرس  و راح على المدينة إلى رسول الله  

و لما وصل للنبى, كان شكل عبد العزة مبهدل أوى, فقاله: "يا رسول الله, جئتك من قريش" و يقول له النبى : من أنت !! فيبدأ عبد العزى يحكى للنبى قصته كاملة. فأنبسط منه النبى و قال له: "أنت لست عبد العزى, أنت عبد الله ذى البجادين. يا عبد الله, ان الله عزوجل يوم القيامة سيبدلك بهذين البجادين رداءا و ازارا فى الجنة تسرح بهما كيفما تشاء" ... رضى الله عن سيدنا عبد الله ذى البجادين ♡

الشاب الجميل دة لما خرج مع النبى فى غزوة تبوك,  أثناء الطريق راح  للنبى وقال له: "يا رسول الله, أدعو الله لى أن أنال الشهادة", فقال  النبى: "يا عبد الله, ان الرجل ليخرج من بيته فى سبيل الله فيموت فيكون شهيدا, وان الرجل ليسقط عن فرسه فى سبيل الله فيموت فيكون شهيدا"  ( يعنى ايه الكلام دة؟ يعنى لو أنت أفنيت حياتك فى الدفاع عن رسول الله و مت فستكتب عند الله شهيد, و مش لازم تكون بتحارب فى ارض المعركه عشان تموت شهيد "
و  اثناء رجوع المسلمين من تبوك وفى نص الليل, جت لعبد الله ذى البجادين حمى شديدة, و مااات رضى الله عنه وأرضاه..

فسيدنا عبد الله بن مسعود بيحكى و بيقول: "خرجت من خيمتى فى منتصف الليل,  فوجدت شعله نار ..فذهبت إليها فوجدت رسول الله بنفسه يحفر فى الأرض, وأبوبكر يمسك الشعله, و معه عمر بن الخطاب. فقلت ما لكم!! بأبى أنت وأمى يا رسول الله؟ فقال: يابن مسعود, مات أخوك عبد الله ذى البجادين".

عبد الله بن مسعود مش مصدق أن ابو بكر سايب النبى يحفر الحفره و يدفن عبد الله ذى البجادين بنفسه!!.. بس اصل النبى هو اللى أصر يدفن عبدالله بنفسه :')..فبيقول بن مسعود: " ثم نزل النبى فى القبر .. وقال قربوا عبدالله منى..  فوضعوا عبد الله فى  الحفرة ثم رفع يديه إلى السماء و قال: اللهم انى أشهدك أنى راض عن عبد الله ذى البجادين فأرض عنه" .. فقال عبد الله بن مسعود: "ليتنى أنا صاحب الحفرة, ليتنى أنا صاحب الحفرة" بسبب الفضل الكبير بدعوه النبى الجميله لذى البجادين :') رضى الله عن أصحاب رسول الله  و أرضاهم..

 

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

المقالات

46

متابعين

41

متابعهم

354

مقالات مشابة