الحب بين السعادة والتعاسة

الحب بين السعادة والتعاسة

0 المراجعات

الحب ركيزة من ركائز الحياة الأساسية، ولايوجد إنسان خالي من الحب ،ومهما بلغت وحشية الإنسان تجد في قلبه الحب حتى وإن إختلفت درجاته وتفاوتت من شخص لآخر ولكن من الضروري أن كل إنسان لايخلو من الحب فهو غريزة فطرية في الإنسان طالما أن لديه قلب .


ماهو الحب وماهي أنواعه وكيف للأنسان أن يحمي نفسه وقلبه من الحب الذي يجعله هذا ما سنعرفه في هذا المقال .

سأبدا أولاً بتعريف الحب :
الحب هو تعلق القلب بمن يحب، والإشتياق إليه ،و الانقياد لأوامره ،وحسن الظن به به،ورؤية الحبيب بعين الجمال في صفاته وأفعاله .

أنواع الحب :
الحب نوعان من حب الإنسان للإنسان ،وحب الإنسان لخالق الإنسان (الله تعالى).

حب الإنسان للإنسان :هو الحب الذي تجني  منه شيئان السعادة المؤقتة ثم التعاسة ،أو التعاسة فقط فإن كان هذا الحب من الطرفين ستجني السعادة المؤقتة ثم التعاسة وإن كان من طرف واحد لن تجني سواء التعاسة والشقاء . 
ياللعجب! كيف للحب الذي هو أعظم شئ في الحياة أن يتسبب في شقاؤنا وتعاستنا .

سأبدا الحديث عن النوع الأول من حب الإنسان للإنسان :الحب من الطرفين (الحب الذي تجني منه السعادة المؤقتة ثم التعاسة):
فعندما يكون الحبيب محب لك يبادلك نفس الحب ،ونفس الشعور .
بالتأكيد ستكون سعيداً بهذا الحب تشعر وكأنك مالك الدنيا كلها بحب هذا الشخص لك.
ولكن ،أين التعاسة؟ ولماذا أسميتها سعادة مؤقته ؟.
لأن ؛مهما بلغ الحب ومهما كان الحبيب محب ووفي لك فلابد من الفراق كما قال الإمام علي رضي- اللّه -عنه (أحبب من شئت فإنك مفارقه ...)سوف تفترقان لا محالة قريبا أو بعيد إما بالموت أو بالتغير من أحدكما فليس هناك أحد يضمن البقاء في الدنيا وليس هناك أحد يضمن قلبه لأنه ؛ما القلب قلب الإ لتقلبه وعدم ثباته على وتيره واحده وسرعان ما تنتهي هذه السعادة وتنقلب إلى تعاسة تعيش ذكريات جميلة في الماضي ومؤلمة في الحاضر فلا الذكريات الجميلة قادرة على أن تعيد سعادتك الماضية ولا تستطيع التخلص من الذكريات وقدر التعاسة تكون بقدر الحب الذي يكمن في قلبك للشخص .

أما النوع الثاني من حب الإنسان للإنسان :الحب من طرف واحد ( الحب الذي تجني منه التعاسه فقط ):
هذا النوع أدهى وأمر من الحب من الطرفين .
فعندما يكون الحبيب غير مبالي بك لايبادلك نفس الحب والشعور بالتأكيد فأنت كمن( ينفخ في قربة مثقوبة) فقد وهبت قلبك وتفكيرك وإهتمامك لشخص لا يحبك  وعندما يكون الشخص غير محب لن يهتم لوجودك أو غيابك ولا لحزنك وفرحك ومهما بذلت له في سبيل جعله يحبك ويتعلق بك لن ترى النتائج المرغوبة فيها حتى وان ؛بادلك القليل من العطاء رحمة بقلبك وجاملك مجاملات لطيفة لن تجد منه الوفاء وسرعان ما ينفضح أمره في أي موقف لأن ليس كل من تحبه يحبك. كما قال الإمام الشافعي رحمه الله (وما كل من تهواه يهواك قلبه   وما كل من صافيته لك قد صفا ).
بالتأكيد بعد محاولاتك بعد أن تصاب بالخذلان عدة مرات   ستصل إلى قناعة إلابتعاد عنه وتركه وما أفضع خذلان من تحب ! شعور قاسي جداً يفقدك الأمان والثقة في جميع من حولك حتى أقرب الناس إليك .
فماذا جنيت من هذا الحب غير التعاسة والشقاء ؟.

حب إلانسان لخالقه (الحب الذي  تجني منه  السعادة الدائمة فقط ):
عندما تحب الله وتتعلق به وتتخذ منه حبيبك بالتأكيد ستجني السعادة الدائمة
حب الله تعالى بالطبع يختلف قليلاً عن حب المخلوقين ولكن ما أعنيه هنا تعلق القلب جل وعلا فالجميع منا يحب الله لأنه خالقنا ورازقنا وكل منا لديه  إجابة لسؤال من تحب ؟سيقول الله 
حب الله هو أن تعلق قلبك به سبحانه ليس بأحد من الناس وإذا تعلق القلب بالله تعالى لن يوجد هناك مجال له في التعلق بإنسان  فالذكر والتفكير والأوقات السعيدة ستقضيها عند عبادته أو ذكره جل وعلى ،وعند حزنك أو كربك لن تلجأ إلا إليه سبحانه ،وإذا أردت شيئا لن تطلبه إلا من الله ،وإذا أصابك مكروه ستحمد الله لأنك تحبه وتعرف مدى رحمته وأنه لن يصيبك إلا الخير حتى وإن بدأ عكس ذلك ،وإن تركك أشخاص فلن تحزن مهما كانوا مقربين إليك لأنك على ثقة أن الله لن يبعد عنك إلا السيئين والكثير ...
أليس هذا الحب يجعلك سعيداً ؟ كيف لا وهو الحبيب القريب الدائم الذي لن يخذلك ،ولن يضرك،وهو أرحم بك من أمك ،وهو ليس غيره من تحسن الظن فيكون عند ظنك .....
وهذا الحب الذي تسعد  به في الدنيا والآخرة بإذن الله .

الحب فطرة في قلب الإنسان دائم بدوامه والقلب قلبك  فاختار إما أن تسكنه حبا يسعدك أو حبا يشقيك ويتعسك .

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

المقالات

1

متابعين

2

متابعهم

5

مقالات مشابة