باصات النقل الداخلي في سوريا هي وسيلة لايصالك من الحياة الدنيا إلى الآخرة
في سوريا، يتكرر حدوث حوادث السير والتي تؤدي إلى وفاة وإصابة العديد من الأشخاص بشكل يومي، وذلك بسبب تهالك وسائل النقل وعدم إجراء الفحص الدوري الدقيق للآليات. كما أن ارتفاع أسعار قطع الصيانة لتلك الآليات جعل الكثير من أصحابها يغضون الطرف عن الأعطال الموجودة في السيارة إلى أن تحصل الكوارث.
وفي حادثة حافلة كانت تقل طلاباً جامعيين، قتل أربعة طلاب وأصيب 10 آخرون إثر انقلابها في منطقة جبلية شديدة الانحدار، وتبين أن مشاكل هذه الآلية التي تحتاج إلى حلول إسعافية هي في المكابح والعجلات.
وتشير الأزمة المستمرة في المواصلات إلى أن معظم الناس يركبون "التركتورات" بعد ساعات الانتظار الطويلة للوصول إلى الجهة المبتغاة، ولا يحظى حال وسيلة النقل بأي اهتمام من المنتظرين حتى لو كان هنالك احتمال لحدوث كارثة.
إن الوضع الراهن في سوريا يحتاج إلى تدخل عاجل من قبل الحكومة والجهات المعنية لحل هذه المشكلة، وذلك بتوفير وسائل نقل آمنة وموثوقة للمواطنين وإجراء الفحص الدوري للآليات وتحديثها بشكل منتظم. كما يجب على أصحاب الآليات أن يعيدوا النظر في سياساتهم المتعلقة بصيانة السيارات وتقديم الخدمات اللازمة لتجنب حدوث الحوادث.
إن حل هذه المشكلة يحتاج إلى تعاون من جميع الأطراف المعنية، وعلى الحكومة أن تضع خططاً واضحة وفعالة لتحسين حالة النقل في البلاد وتحسين الخدمات المقدمة للمواطنين. لا يمكن تجاهل هذه المشكلة الخطيرة التي تؤثر على حياة الناس وتعرضهم للخطر، ولا بد من اتخاذ إجراءات سريعة وفعالة لحلها.
تحدث موظف في إحدى بلديات الغاب في حماة عن الحادث الذي وقع في منطقته، حيث أكد أن عمر السيارات المتهالك هو السبب الرئيسي لهذا الحادث ولغالبية الحوادث التي تحصل.
وأشار إلى أن أغلب سيارات النقل الجماعي لا يقل عمرها عن 30 عاما، وهذا يعني أنها تهالكت بينما يجب أن لا يزيد عمرها عن 10 سنوات.
ويرى الموظف أن الحل لتجنب الحوادث المرورية يكمن في أن تقوم الحكومة بشراء تلك الآليات من أصحابها، بحيث يستخدمون المبالغ كدفعة أولى لشراء فانات حديثة، ومن ثم يقسطون سعرها المتبقي من عملها.
كما يشير إلى ضرورة إعادة تخصيص هذه المركبات شبه المنسقة للنقل الداخلي بين المدن حيث السرعات والخطورة أقل، وتجنب عدد الركاب الزائد في الحافلات، وإجراء الفحص التقني والدوري للسيارات لتجنب الحوادث.
