تعويذة السحر الأسود

تعويذة السحر الأسود

0 المراجعات

يقال أن رجلاً خرج يومًا ما للعمل في الحقل كما كان يفعل كل يوم ...
ودع زوجته وأولاده وخرج حاملا فأسه ...
لكن الرجل الذي كان يعود إلى المنزل عند غروب الشمس لم يعد ... عبثًا حاول الناس إيجاد طريق له .... ولكن بعد عشرين عامًا سمعت زوجته طرقًا على الباب ، وعرفت منها ذلك. عاد حبيبها الغائب .. فتحت الباب ووجدت رجلاً عجوزًا. 

كان يحمل فأسًا ، ورأت في عينيه رجلها الذي كان غائبًا عنها منذ عقدين.

دخل الرجل منزله الذي غاب عنه سنوات طويلة ...
ألقى بجسده المتعب على أول كرسي أمامه ...

جلست زوجته على ركبتيها أمامه ، ووضعت ذراعيها حول رقبته ، ثم همست في أذنه بصوتها الرقيق:
أين كنت حبي؟

تنهد الرجل ، وسقطت دمعة من عينه.
ثم قال...
هل تتذكر اليوم الذي غادرت فيه المنزل وتوجهت إلى الميدان كما كنت أفعل كل يوم ...
في ذلك اليوم رأيت رجلاً يقف على الطريق وكأنه يبحث عن شيء ما أو ينتظر أن يأتي أحد. عندما رآني ، اقترب مني.
ثم همس في أذني بأنني لم أفهم شيئًا منها.
فقلت له: ماذا تقول؟ 

ضحك الرجل بصوت عال ورأيت الشر يطير من عينيه.

ثم قال: هذه تعويذة من السحر الأسود ألقيتها في أعماق روحك ، واليوم أنت عبد لي ما دمت على قيد الحياة ، وإذا عصيت أمرًا سأختطفك ، وأمزق جسدك. وإلقاء روحك في قاع بحر العذاب المظلم حيث ستبقى في عذابك ما دام ملك الجن جالسًا على عرشه ...
ثم أخذني الرجل إلى بلد بعيد ، وخدمته عندما كان النهار وكنت أحرسه عند حلول الليل ...

عندما وصلنا إلى بلده الذي أتى منه ودخلنا منزله الذي كان يشبه القبر ، رأيت العديد من الرجال مثلي يخدمون الرجل ، وكان كل واحد منهم يحمل حول عنقه عقدًا يحتوي على مفتاح.
مع حلول الليل ، دخل كل منهم سجنه وأغلق القفل بالمفتاح ، ثم نام.
لأنه لا يوجد شيء بيني وبينك سوى أن أفتح هذا القفل بالمفتاح الذي أملكه ، ثم أترك لك ...

ورأيت من ظلم ذلك الرجل ما لم يخطر ببالي ...
لا يعرف الرحمة ولا يهتم بالمعاناة البشرية.
وكم مرة سمعت الرجال الذين كانوا معي يبكون مثل الأطفال.
يرجو أن يزيل عنهم السحر الذي أصابهم.

كان يقول: أقسم بالله أني لا أعرف تعويذة الخلاص هذه ،
لن تخلص روحه أحد منكم إلا إذا مات أثناء خدمتي وأنا راضٍ عنه ...
والرجل قد كبر وشيخ ،
عندما مرض وكان على وشك الموت ، كنت أقف بجانب سريره.

فقلت له: سيدي ،
الآن أنت تحتضر ولا نعرف كيف نتخلص من السحر الذي أصابنا ...

ضحك الرجل ضحكة تذكرني بتلك الضحكة التي سمعتها يوم رأيته في اليوم الأول ، ثم قال: أيها الأحمق ، لا أعرف شيئًا عن السحر ، وتلك الهمسات التي همست بها في أذنك ما هي إلا كذبة اخترعتها.

لكن روحك الضعيفة جعلتك عبدي ، وخوفك من الهلاك جعل روحك أسيرة في زنزانة تغلقها بيديك.
وقد أعطاك الله عقلاً مثل المفتاح الذي وضعته في عنقك ، ولولا تقبل الإذلال والإذلال لنفسك ، لكنت فتحت باب السجن الذي كنت تعذب نفسك به.
وكنت أسمع صوت بكائك وأصحابك في الليل فاندهشت من ضعف عقلك وقلة حيلتك ...

هرعت إلى زنزانتي ، والتقطت فأسّي وعدت إلى الرجل الذي أردت قتله ، ووجدته ميتًا.
ثم أخبرت الرجال بما حدث ، فاندفعوا إلى جسده وقطعوه وأحرقوه ...

ثم جئت اركض اليك
ساقاي تقريبا أمامني ،
واسأل نفسي
هل تنتظرني أم أنها تنساني الآن؟

نظرت زوجته في عينيه.
قالت: كانت روحي معك في سجنك ، وفي الليل نظرت إلى القمر وأخبرني أنك كنت تنظر إليه.
وشعرت بالقيود بين يديك ،
الرجاء فتح القفل بالمفتاح.

لكن صوت بكائك وبكاء من حولك جعلك لا تسمع صوتي وأنا أهمس لك ...
هذا هو الحزن في الدنيا ....

سجن نصنعه بأيدينا ... والمفتاح هو الإيمان بالله ...

العبرة من القصة

لو توقفنا عن الشكوى ، لكان الله يريحنا من كربنا.

لنخرج من عالم الظلام إلى عالم النور ، حيث يوجد بهجة ورضا وسعادة
كثير منا يسجن أرواحنا في نوع من السجون.

قد يكون سجن الخوف ، الحزن ، الطمع ، الكراهية ، عدم الرضا ، اليأس ، ... أو ،
كلها سجون تمنعنا من الاستمتاع بالحياة ...
وهي يدك تفتح القفل وتحرر نفسك من سجنه ...

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

المقالات

64

متابعين

12

متابعهم

1

مقالات مشابة