الزلازل وأهم الإجراءات الوقائية حال وقوعها

الزلازل وأهم الإجراءات الوقائية حال وقوعها

0 المراجعات

ما هي الزلازل
.. الزلازل عبارة عن اهتزازات في الأرض ينتج عنها تحركات في الصخور والتربة، وهي تحدث عادة بسبب تحركات في الصفائح الأرضية، وهي قطع متحركة من القشرة الأرضية التي تتحرك ببطء جدًا على طول الحدود التي تفصل بينها، وتتراوح قوة الزلازل بين زلزال بسيط يكاد لا يشعر به الإنسان وزلزال شديد العنف يتسبب في دمار هائل، ويشكل الزلزال خطرًا على الحياة البشرية والممتلكات، ويمكن أن يسبب دمارًا كبيرًا في المباني والطرق والجسور والمنشآت الأخرى، وقد يؤدي إلى حدوث انهيارات أرضية وانزلاقات وانفجارات وحرائق، كما أن الزلازل يمكن أن تؤثر على البيئة والحياة البرية والبحرية.
كيف تنشأ الزلازل
.. تنشأ الزلازل بشكل أساسي بسبب تحرك الصفائح الأرضية، وتحدث الزلازل عندما يحدث انفصال في الصفائح الأرضية، ويؤدي ذلك إلى إطلاق طاقة شديدة القوة تؤدي إلى اهتزاز الأرض، وتنشأ أيضًا بسبب النشاط البركاني، أو نتيجة لتعديلات في المواد الجيولوجية في الأرض، وتتباين الزلازل في حدتها وتأثيرها، ويعتمد ذلك على عدة عوامل، بما في ذلك قوة الزلزال والمسافة بين مركز الزلزال والمناطق المأهولة ونوع التربة والتضاريس في المنطقة، وتشمل الأضرار التي يمكن أن تسببها الزلازل، الإصابة بجروح، والوفاة أحيانًا، والتدمير الكامل للمباني والمنشآت، وانقطاع الكهرباء والمياه والاتصالات.
المناطق الأكثر عرضة للزلازل في العالم
.. تعتبر بعض المناطق في العالم أكثر عرضة للزلازل من غيرها، وتشمل هذه المناطق "حزام النار"، وهو حزام يضم جميع البراكين النشطة في العالم، ويمتد عبر المحيط الهادئ ويضم المناطق الساحلية لأمريكا الجنوبية والوسطى وجنوب شرق آسيا واليابان، كما تشمل هذه المناطق الشرق الأوسط وأوروبا الجنوبية.
أنواع الزلازل
.. يمكن تصنيف الزلازل إلى عدة أنواع وفقًا لمصدرها وشدتها، فمن بين هذه الأنواع: الزلازل الطبيعية التي تحدث نتيجة للتحركات الطبيعية للصفائح الأرضية، والزلازل الصناعية التي تحدث نتيجة لأنشطة الإنسان مثل الحفريات والتعدين والتخزين الجيولوجي. وتتميز الزلازل بشدتها، والتي تقاس بواسطة مقياس ريختر، والذي يبدأ من الرقم 1 وينتهي عند الرقم 10، ويزداد الزلزال بشدته كلما ارتفع الرقم على مقياس ريختر.
إجراءات وقائية
.. يجب على الأشخاص اتخاذ بعض الإجراءات الوقائية خلال الزلازل، وذلك لتقليل الأضرار والحفاظ على سلامتهم، ومن بين هذه الإجراءات، الابتعاد عن النوافذ والأسطح الزجاجية والسقوف المنخفضة، والابتعاد عن المباني والمنشآت التي تبدو غير آمنة، والاحتماء تحت الطاولة أو السرير، وتجنب استخدام المصاعد، وتفادي الخروج إلى الشوارع إلا إذا كان ذلك ضروريًا، وبشكل عام يجب على الأشخاص الاستعداد للزلازل من خلال تعلم الإجراءات الوقائية والتحدث مع العائلة والأصدقاء حول ذلك، وتحديث خطط الطوارئ الشخصية، والاحتفاظ بمخزون من المواد الغذائية والمياه والأدوية والمستلزمات الأساسية في حالة حدوث زلزال.
ومن بين الإجراءات التي يمكن اتخاذها للتخفيف من تأثير الزلازل على المباني والمنشآت، تحديث التصميم والبنية التحتية للمباني والمنشآت وفقاً للمعايير الزلزالية الحديثة، وتأمين الأثاث والأجهزة الكهربائية والإلكترونية بشكل جيد لتجنب الأضرار الجسيمة، وتثبيت الأشياء الثقيلة بشكل جيد لتجنب انهيارها أثناء الزلزال، وتنظيف الممرات والطرق الهرمية وإزالة العوائق والأشجار المتهالكة قبل حدوث الزلازل، ويمكن للأشخاص الذين يعيشون في مناطق زلزالية تحسين سلامتهم عن طريق التعليم والتدريب على الإجراءات الوقائية والاستعداد للطوارئ، بما في ذلك إجراء تمارين للطوارئ وتحديث خطط الطوارئ الشخصية.
ومن أهم الإجراءات الوقائية التي يجب اتخاذها
1- تعلم كيفية التصرف في حالة الزلزال والتدريب على ذلك، وذلك من خلال حضور الدورات التدريبية وتعلم القواعد الأساسية للسلامة والإجراءات الوقائية.
2- الاحتفاظ بمخزون من المواد الغذائية والمياه والأدوية والمستلزمات الطبية والأدوات اللازمة للنجاة في حالة الطوارئ، وذلك لتلبية الاحتياجات الأساسية في حالة وقوع الزلزال.
3- تنظيم تمارين الطوارئ والإخلاء بشكل متكرر، وذلك لتدريب السكان على التصرف في حالة الزلزال وضمان استجابة سريعة وفعالة في حالة وقوع الكارثة.
4- الاهتمام بالبنية التحتية والتأكد من أن المباني والمنشآت مصممة ومنشأة بشكل يتحمل الزلازل، وتحديث البنية التحتية القديمة لتلبي متطلبات السلامة.
5- تركيب أجهزة الإنذار المبكر والتي تساعد في إخبار الناس بوقوع الزلازل قبل حدوثها بوقت كافٍ لاتخاذ الإجراءات الوقائية اللازمة.
ومن بين الإجراءات الوقائية التي يمكن اتخاذها خلال حدوث الزلزال، الاحتماء تحت الأثاث الثقيل والمتين مثل الطاولات، وعدم الاقتراب من النوافذ والأبواب والزجاج المكسور، والابتعاد عن المصاعد والدرج والأشياء الثقيلة، وتجنب الانزلاق والسقوط والتدافع، ومغادرة المباني والمناطق المهددة بالزلازل في حالة الخطر الشديد.
التقنيات والأدوات التي تساعد على توقع الزلازل
.. بالإضافة إلى الإجراءات التي يجب اتخاذها خلال الزلازل، تتوفر الآن بعض التقنيات والأدوات التي تساعد على توقع الزلازل وتقليل تأثيرها، ومن أهم هذه التقنيات: أجهزة الاستشعار عن بعد، وهي أجهزة تقوم برصد التغيرات في الأرض والتحركات الزلزالية وغيرها من التغيرات، والتي يمكن استخدامها لتوقع الزلازل وإصدار تحذيرات مبكرة، وتتوفر أيضًا خدمات الإنذار المبكر للزلازل، والتي تقوم بإرسال تحذيرات خاصة إلى الأشخاص في المناطق المهددة بالزلازل، وذلك لتمكينهم من اتخاذ الإجراءات اللازمة للحفاظ على سلامتهم، وتتضمن هذه التحذيرات إرسال رسائل نصية قصيرة وإشعارات عبر الهواتف المحمولة والتلفزيون والراديو.
أكثر الأماكن عرضة للزلازل في العالم
.. من بين الدول التي تشهد نشاطًا زلزاليًا عاليًا: اليابان، وإندونيسيا، وتشيلي، وتركيا، وإيطاليا، ونيوزيلندا، والصين، والمكسيك، والفلبين، واليونان، والولايات المتحدة الأمريكية.
وتعتبر المنظمة الدولية للحماية المدنية (EMAS) والمنظمة الدولية للحماية من الزلازل (ISAAC) من بين المنظمات الدولية التي تعمل على تحسين الاستعداد للزلازل والحد من تأثيرها. كما تقوم العديد من الحكومات والمنظمات غير الحكومية والشركات بتطوير تقنيات وأدوات تساعد في رصد الزلازل وتوقعها وتقليل تأثيرها، مثل تقنية الاستشعار عن بعد وأجهزة الإنذار المبكر وتقنيات البناء المقاوم للزلازل.
التنبؤ بالزلازل
.. يعتبر البحث عن طرق لتنبؤ بالزلازل من أهم التحديات العلمية في هذا المجال، فعلى الرغم من أن هناك بعض المؤشرات التي يمكن استخدامها لتنبؤ بحدوث زلزال مثل تغيرات تركيب الأرض وارتفاع درجة حرارة المياه الجوفية وزيادة نشاط البراكين، إلا أنه لا يزال من الصعب تحديد موعد محدد لحدوث الزلزال، ولا يوجد حاليا أي تقنية موثوقة بنسبة 100% لتنبؤ بالزلازل،ولا يزال البحث جارياً في هذا المجال، وتستخدم العديد من الدول أجهزة إنذار مبكرة للزلازل تعتمد على رصد الزلازل الصغيرة التي تحدث قبل حدوث الزلزال الكبير، وهذا يساعد على إعطاء الناس والسلطات المحلية والمنظمات الإغاثية فرصة أكبر للتحضير واتخاذ الإجراءات اللازمة للحد من الأضرار.
ويتمثل أحد التقنيات الحديثة التي يتم استخدامها في العديد من الدول في تركيب أجهزة الاستشعار اللاسلكية في الأرض، والتي ترسل إشارات تحديد موقع الزلزال وشدته واتجاهه إلى مراكز الرصد والتحكم، وهذا يساعد على تحسين العمليات الإغاثية وتوفير الوقت والجهد في الاستجابة للكوارث.
من هو ( ريختر )
تشارلز فرانسيس ريختر (Charles Francis Richter) هو عالم فيزياء الزلازل ولد في الولايات المتحدة الأمريكية عام 1900 وتوفي عام 1985. وهو المعروف بأنه المخترع الرئيسي لمقياس ريختر الذي يستخدم لقياس قوة الزلازل، وقد درس ريختر الفيزياء في جامعة ستانفورد، وعمل في معهد تكنولوجيا كاليفورنيا، حيث بدأ بدراسة الزلازل وتطوير أساليب لقياسها، وفي عام 1935، قام ريختر بإنشاء مقياس يستخدم لتحديد قوة الزلازل، وهو ما يعرف بمقياس ريختر.
يعتمد مقياس ريختر على قياس الاهتزازات الأرضية المسجلة على مقياس السيزموغراف، ويتم تحديد قوة الزلزال على أساس قياس الأمواج الزلزالية التي تنتشر في الأرض، ويتم تقييم الزلازل على مقياس ريختر على مقياس رقمي يتراوح من 1 إلى 10، حيث يزيد كل رقم بمقدار 10 أضعاف في القوة. وبالتالي، فإن زلزال بقوة 6 درجات على مقياس ريختر يكون أكثر تأثيراً من زلزال بقوة 5 درجات، وتعد مساهمات ريختر في مجال فيزياء الزلازل وتطوير مقياس ريختر من أهم المساهمات في علم الزلازل، حيث ساعدت هذه التقنية في توفير بيانات دقيقة عن الزلازل وتحديد قوتها، مما يساعد في تحديد الأماكن التي يحدث بها الزلازل بشكل أكثر دقة وتحسين التنبؤ بوقوع الزلازل المستقبلية.
.. وفي النهاية 
يمكن القول أن الزلازل هي ظاهرة طبيعية مرتبطة بتحركات الصفائح الأرضية وتشكل تهديدًا للحياة البشرية والممتلكات، ولكن يمكن للأشخاص تقليل تأثيرها وتحسين سلامتهم من خلال اتخاذ الإجراءات الوقائية والاستعداد للطوارئ، وذلك بالاستفادة من التقنيات والأدوات المتاحة والالتزام بالمعايير الزلزالية الحديثة في تصميم وبناء المباني والمنشآت، ويمكن للمنظمات الحكومية والدولية والمجتمع المدني المساهمة في تحسين الاستعداد للزلازل وتقليل تأثيرها، من خلال تعزيز التوعية والتثقيف بشأن الإجراءات الوقائية وتنظيم تمارين للطوارئ وتحسين البنية التحتية وتشجيع التطوير التكنولوجي لتوقع الزلازل.

 

 

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

articles

27

followers

3

followings

0

مقالات مشابة