المائدة الرمضانية في المغرب والجزائر
معظم الدول العربية لها عادات وتقاليد لإستقبال الشهر الكريم “رمضان” ، فبلاد المغرب العربي وبالضبط المغرب والجزائر لهم تقاليد تختلف من جهة إلى أخرى.
فالبداية ستكون بالمغرب ، ففي جميع المدن لا تفارق ألسنة الساكنة كلمة “مبروك عواشرك” طيلة رمضان، فهذه الكلمة لها إرتباط في الثقافة المغربية بشهور دينية معينة، ولعل أهمها الشهر الفضيل أو كما سماه أجدادنا “سيدنا رمضان” تعظيما له.
رغم أن الجائحة التي عرفها العالم بأكمله، لم تمنع الناس على قيام الشعائر الدينية داخل البيوت بسبب حظر التنقل الليلي. فالمواطنون حرصو على عيش أيامه وفق الطقوس والعادات والتي توارتوها من جيل عن جيل وفي أجواء عائلية.
لرمضان أطباق معينة تزين مائدة الإفطار، وتحرص كل ربات البيوت على تحضيرها، ويعد طبق “الحريرة” طبقا رئيسيا في جميع جهات المملكة، وحلوى “الشباكية” والذي تحضر من دقيق وعسل وسمسم وماء الزهر، إضافة إلى “سلو” أو “سفوف” .
حريرة
شباكية
سلو
إلى جانب ذلك توجد بعض الأطباق الأخرى والتي تتنوع بين المملحات والحلويات.
المملحات المغربية
مائدة مغربية
أما جارتنا الشقيقة الجزائر فشهر رمضان يحظى بأجواء متميزة ولها طعم خاص، تنفرد به عن باقي البلدان الإسلامية، حيث يتم تجديد مستلزمات المطبخ، وتهيئة المنزل للسهر. كما يتم إعداد الأطعمة من زيت الزيتون والتمور الرفيعة، التي ينتجها الجنوب الجزائري. بالإضافة إلى الحلويات والتي يكثر الإقبال عليها في الشهر الكريم خاصة “الزلابية” و"قلب اللوز".
الزلابية
قلب اللوز
الأكلات الجزائرية تتميز بالتنوع، حيث نجد حضور “الشوربة” و"الحريرة" على المائدة، إضافة إلى “البوراك” ، “الكسكسي”، “ الشخشوخة”، و""الفطيرة".
الشوربة
الحريرة الجزائرية
البوراك
الكسكسي الجزائري
شخشوخة الظفر
كما إعتادت نساء الجزائر إستقبال الشهر الكريم بتحضير أنواع عديدة من الحلويات مثل “القطايف” ، “البقلاوة” ، و"المقروط".
القطايف
البقلاوة
المقروط
مائدة جزائرية
ليالي رمضان سواء بالمغرب أو الجزائر لا تكتمل إلا بجلسة عائلية على مائدة العشاء بعد صلاة التراويح، كما تعمل الأسر على تحبيب الأطفال على الصيام في سن مبكرة وتعرف ب “تخياط النهار” ، بمعنى تحفيز الطفل على صيام الفترة الصباحية من اليوم ، ليستكمل يومه بصيام الفترة الزوالية من اليوم التالي.
وبالتالي المغرب والجزائر بلدان تشتركان في العديد من التقاليد والعادات، بدءا من اللهجة مرورا بالطبخ ورغم اختلاف التسميات للأطباق إلا أن مكوناتها تظل نفسها ك"الكسكس" و “الحريرة” وأطباق أخرى ، ووصولا إلى اللباس التقليدي .
يعد تنوع المطبخ في البلدين من أكثر المطابخ تنوعا بالعالم. والسبب يرجع إلى تفاعل مع العالم الخارجي، فهو عبارة عن مزج المطبخ الأمازيغي والعربي والأندلسي والشرق والبحر الأبيض المتوسط وإفريقيا وأخيرا الفرنسي، هذه العناصر ساعدت في تقديم أنواع مختلفة ومتنوعة من الأطباق.
في نهاية موضوعنا، ما يجود به المغرب والجزائر من أكلات شعبية ومتنوعة، لها إمتداد تاريخي وراسخ في عمق البلدين، فهو متقارب من التحضير والمقادير وكذلك المذاق. فتنوع الأطعمة يزين موائدهم في الكثير من المناسبات، وجرت العادة أن يكون طبق “الحريرة” بالتسمية المغربية و"الشوربة" بالجزائرية طبقا رئيسيا في مائدة رمضان، وينتشر هذا الطبق في عموم مناطق المغرب في حين يكون في المناطق الغربية للجزائر. كانت هذه بعض عادات وتقاليد البلدين، وللتعرف أكثر عليهم عن قرب لا تترددوا في السفر إلى إحداهما خلال شهر رمضان المبارك.
بين الجارتين التي تشكلان بجغرافيتهما 60 في المائة من جغرافية المغرب العربي الكبير، حيث تكثر أعمال التضامن والتكافل في هذا الشهر، كتوزيع قفة رمضان التي تضم المواد الغذائية الأساسية، وإفطار الصائمين، فتنوع الطقوس والعادات لهذين البلدين ميزهم عن باقي البلدان العربية